أعلن معهد (أماديوس) اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء أن الدورة الثالثة لمنتدى (ميدايز)، ستحتضنها مدينة طنجة في الفترة الممتدة ما بين 10 و13 نونبر المقبل، تحت شعار (الجنوب بين الأزمات والإنبثاق). وقال إبراهيم الفاسي الفهري رئيس معهد (أماديوس)، خلال لقاء صحافي خصص لتسليط الضوء على هذه التظاهرة، إن منتدى (ميدايز) الذي راكم خلال دورتيه السابقتين تجربة في النقاش المتعلق بمواضيع تكتسي أهمية كبرى، ينفتح أكثر خلال دورته الثالثة على مناطق الجنوب. وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك، يبقى البعد المتوسطي حاضرا في أشغال المنتدى من خلال، الإشكاليات الأساسية التي تباعد بين بلدانه من بينها النزاع القائم في الشرق الأوسط وتدبير تدفق المهاجرين، أو من خلال المجالات التي تجمع بينها كتحديات التنمية المستديمة ومشاريع الطاقة ذات الانبعاث المنخفض لثاني أوكسيد الكربون، فضلا عن التعاون العلمي والتقني. وأضاف أن موضوع هذه الدورة يبرز التنوع الموجود داخل الجنوب الشاسع الذي يشمل بلدان إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية. وأضاف أن المنتدى أصبح ذا طابع عالمي، لأن بعض الحلول لإشكاليات الأمن أو الأوضاع المتدهورة التي تعاني منها مجموعة من الدول تتطلب ردودا قوية ومنسقة كما هو الشأن بالنسبة للإرهاب أو مكافحة التهريب أو المآسي التي تعيشها بعض البلدان كأفغانستان . وأكد أن الطابع الجنوبي لأشغال المنتدى خلال هذه الدورة لن يحول دون إقامة جسور الحوار مع بلدان الشمال، لأن ايجاد حلول لكل الأزمات التي تهدد الدول النامية تتطلب حوارا من مستوى رفيع وتعاون شمال جنوب . وأبرز أن هذه الدورة تشكل فضاء بالنسبة للبلدان، التي تعاني أساسا من الإكراهات الكبيرة للعولمة ومن الأزمات الإقليمية، لكي تعبر عن انشغالاتها ومشاكلها مع البحث في الوقت ذاته عن حلول. وفي السياق ذاته، أبرز السيد المكي لحلو نائب رئيس المعهد، أن هذه الدورة ستعرف مشاركة أكثر من 80 بلدا وستجمع حوالي 170 شخصية دولية، من رؤساء حكومات ووزراء وممثلين حكوميين وشبه حكوميين ورجال أعمال وخبراء. وأضاف أن هذا المنتدى يقدم نفسه، كفضاء مفضل للمناقشات الاستراتيجية التي تمكن من تنمية التعاون، فضلا عن كونه مجال للتفكير والاقتراح في تدبير الأزمات والوقاية منها، وتدارس ومناقشة التنمية الاقتصادية المستدامة لدول الجنوب، مشيرا إلى أن هذا المنتدى يشكل كذلك فضاء للحوار والنقاش من أجل الوصول إلى توصيات عملية . ومن جهته قال أوليفي دو، منسق مشاريع الدارسات والنشر بالمعهد، إن المواضيع المطروحة للنقاش ستدور حول، التحديات المناخية والتنمية المستدامة والتنمية، والتنمية الاقتصادية وأهداف الألفية والتمويلات المتجددة، وأي مبادرات جديدة لإعادة إحياء مسلسل السلام بالشرق الأوسط، والحكامة وحقوق الإنسان والإصلاحات المؤسساتية، وحل الأزمات وتفادي النزاعات، والأسواق النامية، والثروات الطاقية بالأسواق النامية. وعن طبيعة ونوعية وتداخل المواضيع المقترحة للنقاش، أوضح أوليفيي أن التفكير في توسيع مجال التنمية على المستوى العالمي، لا يمكن أن يتحقق من دون العمل على حل النزاعات.