خيمت أجواء من الحزن والأسى على الجماعة القروية فرياطة ببني ملال، بعد توصل أسرة بجثمان ابن لها، عثر عليه صيادون بسواحل البحر الأبيض المتوسط، بعد محاولته "الحريك" إلى إسبانيا؛ في حين نزل الخبر كالصاعقة على بقية الأسر، مخافة أن يكون أبناؤها لقوا المصير نفسه، بعد أن انقطعت أخبار من رافقوا الغريق لأزيد من 10 أيام. وحسب مصادر هسبريس ببني ملال فقد تنقلت مجموعة من أسر فرياطة إلى شمال البلاد للاستفسار عن مصير فلذات أكبادها، في حين عمت حالة من الخوف الهستيري بقية القرى المجاورة (تاغزيرت، حنصالة، فم العنصر)، مرجحة أن يكون العشرات من الشباب لقوا مصير الغريق نفسه. وفي السياق نفسه أكد إبراهيم الذهباني، رئيس جمعية المهاجرين ببني ملال، أن هذه الفترة من السنة تعرف تزايدا في عدد الحالمين بالوصول إلى الضفة الأخرى، خصوصا في صفوف القاصرين، نظرا لخصوصية جهة بني ملالخنيفرة. وذكر الباحث في شؤون الهجرة أن ما يعرف بمثلث الموت، الذي يربط بني ملال بخريبكة والفقيه بن صالح، يعاني من ظاهرة الهجرة منذ سنوات التسعينيات، إلا أن نسبة المهاجرين ارتفعت في الآونة الأخيرة، خصوصا في صفوف القاصرين. وعن سبب هذا الارتفاع أوضح الذهباني أن القاصرين يلجؤون إلى الهجرة بطرق كثيرة، إما عن طريق الاختباء في السيارات أو توظيف جوازات سفر مزورة لتقمص هوية أبناء مهاجرين؛ إضافة إلى تطور شبكات التهريب، مستغلة الوضع الأمني المتوتر بليبيا. وأضاف المتحدث أن طبيعة القانون الدولي تحمي القاصرين في بلاد المهجر، وتضمن لهم مجموعة من الحقوق الاجتماعية، من تطبيب وصحة وتعليم، كما أشار إلى أنه بوصول القاصر سن 18 تتم تسوية وضعيته القانونية. واعتبر الناشط في منظمة الهجرة الدولية أن "القاصرين بمدينة بني ملال والفقيه بن صالح يتعرضون لمجموعة من الإغراءات الوهمية، خصوصا في ظل توافد المهاجرين القاطنين بإسبانيا وإيطاليا في فصل الصيف، ليكتشفوا في الضفة الأخرى أن حلم "الفردوس المفقود" تحول إلى كابوس مزعج". تجدر الإشارة إلى أن الهجرة السرية في صفوف شباب مدن الفقيه بن صالح، وبني ملال والنواحي، في ارتفاع مستمر، ما دفع العديد من الجمعيات إلى إطلاق تحذير بخطورة هذه الظاهرة التي تحصد أرواح أبناء المنطقة كل سنة. *صحافي متدرب