نظمت جمعية "ايمرجونس"،بتعاون مع الهلال الأحمر المغربي (فرع بني ملال)،بالمكتبة الوسائطية عبد العزيز الفشتالي مؤخرا،معرضا للصور لتحسيس الشباب والقاصرين بمخاطر الهجرة السرية،ومحاولة تغيير نظرتهم حول هذه الظاهرة المرضية،وإيجابيات التمدرس ببني ملال. وضم هذا المعرض أزيد من 50 صورة تعبر عن مأساة وأحزان ومخاطر وطرق الهجرة غير الشرعية بواسطة قوارب بلاستيكية وخشبية،وداخل محرك السيارات للشاحنات والحافلات بمختلف أصنافها من أجل البحث عن الإلدورادو (الفردوس المفقود) وما تخلفه هذه المأساة من أضرار نفسية ومادية ومعنوية. وتدخل هذه المبادرة في إطار تعزيز التعاون بين الجمعيات المغربية للتضامن والتنمية والمنظمة الإسبانية من أجل السلم والمساواة،برسم برنامج مندمج مشترك للتنمية المشتركة بالمغرب للفترة ما بين 2007 و2010. ومن الأهداف الأساسية لهذه المبادرة إخبار وتحسيس الشباب وعائلاتهم بمخاطر الهجرة السرية وخصوصيات المتاجرة واستغلال المهاجرين،وتقوية قدرات الفاعلين بالمؤسسات التعليمية في مجال التحسيس بمخاطر الهجرة السرية وفوائد التمدرس،وهي تستهدف،بالأساس،تلاميذ الإعدادي والثانوي المؤهلين للهجرة السرية،وكذلك العائلات التي تشجع أبناءها على الهجرة. وقد عرف المعرض تنظيم مائدة مستديرة حول دور الجمعيات في التحسيس بمخاطر الهجرة السرية وتشجيع التمدرس،حضرته مجموعة من جمعيات المجتمع المدني العامل في ميدان الهجرة،وفاعلين في الهلال الأحمر المغربي. وانصبت معظم التدخلات حول مخاطر الهجرة السرية،والحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة المرضية القاتلة التي تعصف بعدد كبير من الشباب والقاصرين،ومن بينهم العديد من الفتيات والنساء اللواتي يهاجرن بعقود عمل غامضة وصفقات مشبوهة،داعين إلى سلك السبل القانونية للهجرة لتفادي سقوط الشباب والقاصرين من الجنسين خاصة من النساء في أيدي شبكات التهجير،والعمل على خلق أجواء للتعامل بشفافية مع الإدارات المعنية. وعزت بعض التدخلات عامل الهجرة،خاصة السرية منها،إلى الفقر والهشاشة والتهميش،وغياب تكافئ الفرص،والعزوف عن الزواج،وتدني مستوى التعليم،وعدم الوعي،وغياب الحملات التحسيسية بمخاطر وسلبيات الهجرة خاصة في صفوف القاصرين والقاصرات. وفي هذا السياق،أبرز منسق المشاريع بجمعية "اميرجونس" إبراهيم الذهباني أهمية مثل هذه الحملات التحسيسية بمخاطر الهجرة على المستويات المادية والمعنوية والنفسية للمرشحين للهجرة السرية وعلى عائلاتهم،مؤكدا أهمية تشجيع التمدرس كخيار استراتيجي للحد من هجرة القاصرين والشباب،وإبعادهم عن الشبكات المتخصصة في تهريب البشر. ودعا المسؤول الجمعوي جمعيات المجتمع المدني،وكل الفعاليات النشيطة في ميدان محاربة الهجرة غير الشرعية،لتنسيق جهودها للمساهمة في الحد من هذه الظاهرة. ومن جهته،أكد محمد البحري ممثل الهلال الأحمر المغربي ومنشط الورشة على ضرورة خلق آليات جديدة وناجعة لإخراج الشباب المسلوب من هذه الوضعية القاتلة وتشجيعه على التمدرس والحد من الهدر المدرسي خصوصا بالعالم القروي،وخلق أنشطة مدرة للدخل.