أطلقت المنظمة الدولية للهجرة مؤخرا مشروعا اجتماعيا بإقليم بني ملال لفائدة الشباب وذلك في إطار الوقاية من الهجرة غير القانونية. وقد شكل تقديم هذا المشروع محور مائدة مستديرة نظمتها بمدينة الفقيه بن صالح حول «»إشكالية الهجرة في الجهة ودور العمل الجمعوي»» اللجنة الأوروبية للتكوين والفلاحة بتنسيق مع الفضاء الجمعوي. ويشمل هذا المشروع, الذي تم إطلاقه بتنسيق مع التعاون الوطني والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية, بناء مركب اجتماعي متعدد الاختصاصات يضم مجموعة من الخدمات المندمجة تهدف إلى تحقيق الاندماج الاجتماعي والتربوي والمهني للشباب والقاصرين في وضعية صعبة ولأسرهم. ويتوخى هذا المركب كذلك أن يشكل فضاء لمتابعة مشاريع إعادة إدماج أطفال الشوارع ومركز للاستماع والتوجيه والتكوين المهني للشباب في وضعية هشة. وسيستفيد من هذا المشروع أطفال وشباب الجماعات القروية والحضرية بالمدينة والجمعيات المحلية العاملة في الميدان الاجتماعي. وأشار السيد شكيب فؤاد عن المنظمة الدولية للهجرة إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار استراتيجية الحد من الهجرة غير الشرعية عبر تعزيز القدرات العملية للتعاون الوطني. وأضاف أن المشروع يهدف كذلك إلى تقوية نظام حماية القاصرين والأسر المهمشة بإقليم بني ملال الذي يشكل ضغطا كبيرا للهجرة نحو أوروبا إلى جانب التحسيس بمخاطر الهجرة غير الشرعية. من جهة أخرى, أجمع باقي المتدخلين على أن الهجرة تعتبر ظاهرة طبيعية ومستدامة وإيجابية سواء بالنسبة للمهاجرين أو لبلدانهم الأصلية وبلدان الاستقبال. وأكد المشاركون أنه في ظل مناخ اقتصادي أضحى أكثر فأكثر اندماجا على المستويين الإقليمي والدولي فقد أصبحت الهجرة خاصية مميزة للحياة العصرية, داعين الدول إلى الخروج من «» النقاشات العقيمة»» من أجل إعداد مقاربة شمولية لتدبير الهجرة تكون مبنية على معرفة لطبيعتها وأسبابها ومضاعفاتها وذلك بتعاون مع جميع الأطراف المعنية على المستويين الوطني والدولي. وينضاف هذا المشروع إلى آخر متعلق بالمساعدة المندمجة للمهاجرين للعودة القسرية أو الاختيارية للمغرب أطلقته بنفس الإقليم جمعية أسر ضحايا الهجرة غير الشرعية بتعاون مع منظمة التعاون الدولي الإيطالية غير الحكومية ودعم الاتحاد الأوروبي. ويهدف هذا المشروع إلى تحديد وإرساء مساعدة مندمجة للمهاجرين من أصول مغربية خلال عملية ترحيلهم, سواء الإرادي أو القسري, من إيطاليا نحو بلدانهم الأصلية. وسيتم تقديم المساعدة على شكل مواكبة نفسية ودعم في الاندماج داخل سوق العمل عبر إحداث مراكز بالمغرب متخصصة في إعادة الإدماج السوسيو-اقتصادي. وفي هذا الاتجاه, يرتقب المشروع تنظيم تدريبات للاندماج داخل المقاولات المحلية وتكوينا عمليا في مجال خلق المقاولات ومجالات أخرى مهمة فضلا عن برامج تتلاءم مع جميع المستويات ومساعدة قضائية ونفسية. ويجمع المشروع, الذي أطلق أيضا بألبانيا, مدينتي توران وميلانو بإيطاليا من جهة والمناطق الأصلية المغربية للجاليات المغربية والألبانية بهذه المدن خاصة خريبكةوبني ملال.