أكدت مصادر متطابقة، أن عددا من المهاجرين السريين المغاربة لقوا حتفهم في عرض البحر، بعد غرق قاربهم بمكان ما بين المغرب واسبانيا، في حين يجهل الجميع تاريخ الفاجعة، اللهم أسرة من بني ملال، فقدت ابنها في الحادث، قالت بوقوعها خلال الأسبوع الأول من غشت الجاري، وهي الأسرة التي كانت مصدر الخبر بالنسبة لبعض الأسر التي تأكد وجود أبنائها على نفس القارب الذي كان ابنها على متنه، وتسلمت جثته لدفنه ببني ملال، ولم تتمكن من إخبار باقي الأسر بذلك إلا بعد عملية الاستفسار عن مصير المعنيين بالأمر، ومنهم شابان تلميذان من خنيفرة، لم يتم العثور على جثتيهما الى حدود الساعة، وتعيش أسرتيهما حاليا حالة نفسية وصحية مأساوية للغاية. وبحسب المعلومات المحصل عليها، كانت مجموعة المهاجرين السريين قد انطلقت، ما بين الثامنة والعاشرة ليلا، على متن قارب، من منطقة المضيق في اتجاه "مالقا" جنوب الأراضي الاسبانية، وعددهم 14 على الأقل، حسب بعض المعطيات الأولية، غالبيتهم من تنغير وبني ملالوخنيفرة، نجا منهم اثنان فقط، بينما لم يتم العثور إلا على سبع جثت، دون التوصل إلى ما إذا كان البحث عن باقي الضحايا ما يزال جاريا أم أنهم سيظلون في عداد المفقودين الى أجل غير مسمى، في حين ما تزال المعلومات شحيحة للغاية بخصوص موقع الفاجعة، هل تابع للحدود المغربية أم للإسبانية؟ ومن تكون الأطراف التي غررت بالضحايا؟ وغيرها من التساؤلات العالقة. وسبق لعدد من شباب مدينة خنيفرة أن أعلنوا، عبر مجموعة من التدوينات الفايسبوكية، عن انقطاع أخبار التلميذين الشابين، إبراهيم بويزكار وحمزة موستضيف، اللذين كانا، قيد حياتهما، يدرسان على التوالي، بمستوى السنة الأولى والسنة الثانية باكالوريا، بالثانوية التأهيلية طارق بخنيفرة، وهما من شباب حي "لاسيري"، قبل انتشار ما يؤكد مصرعهما غرقا في عرض البحر، عقب محاولتهما الهجرة إلى الضفة الأخرى بحثا عن مستقبل لائق وعيش كريم، حسب ما رسمته لهما الأطراف التي غررت بهما، وبباقي ضحايا الفاجعة. وكان طبيعيا أن يخلف الحادث المروع حزنا عميقا وسخطا مريرا بين الأسر المكلومة، والجيران والمعارف، وأوساط المتتبعين والمدونين الذين شددوا بقوة على ضرورة تعميق البحث من أجل الوصول إلى هوية مدبري عملية التهجير والشبكات الاجرامية المختصة في المتاجرة في حياة الشباب الراغب في الهجرة، مع العمل الجدي على إنقاذ ما يجب إنقاذه من الأوضاع المؤدية إلى مثل هذه المآسي.