طالبت أسر ضحايا غرق قارب الموت قبالة السواحل الإيطالية الجهات المختصة والمسؤولة بالكشف الفوري عن مصير أبنائهم، والتدخل العاجل والسريع من أجل استخراج جثث المفقودين الذين علقوا بالمركب وذلك خلال المسيرة التي نظمها أصدقاء ضحايا حي بوعشوش وشارك فيها آباء وأمهات وأقارب المفقودين الذين بلغ عددهم 26 مفقودا. واحتجت العائلات في المسيرة ،التي انطلقت صباح هذا اليوم من جوار المحكمة الابتدائية ببني ملال لتنتهي بوقفة أمام دار المغاربة المقيمين بالخارج بنفس المدينة، على الصمت الرهيب الذي لف مصير فلذات اكبادهم المفقودين وعدم ادلاء أي جهة بتصريح في الموضوع، رافعة مجموعة من الشعارات من قبيل "ولادنا داهم البحر تواحد مبغا يهدر" و "والجهة المسؤولة بغينا كلمة معقولة" و "الشعب يريد مصير المفقودين ". وذكر محمد الراي، أحد المشاركين في تنظيم هذه المسيرة، أن المركب المعني بالأمر كان يقل حوالي 760 مهاجرا سريا من جنسيات مختلفة، حيث تم إنقاذ 513 منهم من طرف السلطات الإيطالية في حين ظلت البقية في عداد المفقودين باستثناء خمس جثت تم التصريح بها وذلك وفق معلومات توصل بها من مهاجرين مغاربة مقيمين بالديار الإيطالية يتابعون الملف بشكل تطوعي. وأضاف،أن هناك حوالي 187 مفقودا ينحدرون من جهة بني ملالخنيفرة وهو رقم يبقى تقريبيا في غياب أي معطيات رسمية، وأن جثث هؤلاء الضحايا لازالت عالقة بالطبق السفلي للمركب (لاكاف) الذي تعرض للغرق واستقر بقعر البحر الابيض المتوسط الاسبوع ما قبل الماضي. وذكر فتان أحمد ،النائب الأول للأمانة العامة لشبكة انصاف الوطنية ودعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، كاحدى الجمعيات المساندة لأسر ضحايا هذه الفاجعة التي المت ببني ملال ونواحيها بالإضافة إلى جمعية كرامة لحقوق الإنسان ببني ملال، أن أمهات واباء هؤلاء الشباب لن يهنأ لهم بال ولن يرتاحوا إلا إذا كانوا على علم ودراية بمصير أبنائهم. وناشد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والشخصية الأولى في هذا الوطن العزيز بالتدخل لانتشال الجثامين واستخراجها من المركب. "توحشت وليدي وبغيت نشوفو" و "وليدي قطع ليا الكبدة ديالي"و "انا وليدي مفرشو بالرضا ومغطيه بالرضا" تلك عبارات كان يرددها بحرقة والم شديدين والد "رشيد يوسف" المنحدر من مدينة سطات وأحد الشباب الذي كان على متن القارب المشؤوم ويبلغ من العمر 20 سنة. وصرح الأب المكلوم انه طلب من رشيد العودة والعدول عن قرار الهجرة عدة مرات لكن دون جدوى مصرا على المغامرة ، مضيفا انه كان يستقر عند أحد اقربائه بمدينة بني ملال ويمتهن حرفة التبليط "الزليج" قبل أن يقرر الهجرة إلى ليبيا التي اقام فيها لمدة ستة أشهر. وتترجى اخت "نبيل زدايدو"، أحد المفقودين في نفس الحادث ويبلغ من العمر 24 سنة، والتي كانت هي الاخرى تبكي وتصرخ بأعلى صوتها وتنادي باسم "نبيل" طوال المسيرة ، أن تتحرك السلطات وتخبرها بمصير أخيها حيا أو ميتا مضيفة أن عائلته تعيش أوقات عصيبة في ظل تضارب الشائعات حول مصير ابنها وغياب أي معطى رسمي ومؤكد.