عاد شبح مرض المينانجيت "التهاب السحايا" إلى الفتك بأطفال مدينة زاكورة، بعد أن سُجلت العديد من حالات الوفاة جراء المرض، آخرها وفاة طفل عمره أربع سنوات بحي تانسيطة في المدار الحضري لزاكورة، لينضاف إلى طفلة تبلغ الست سنوات كانت توفيت قبله بأيام في الحي نفسه، فضلا عن تسجيل حالة وفاة لطفلة في سن الثامنة بمنطقة النقوب، جوار زاكورة قبل ما يقارب 22 يوما. وأضافت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن "هناك حالتين ترقدان في الوقت الراهن في مستشفيات بوكافر ومراكش"، مشيرة إلى أن "أعراض المرض الفتاك منتشرة بكثرة في زاكورة، دون أن يجري أي نداء أو توضيح أو تنبيه من لدن مصالح وزارة الصحة، أو السلطات المحلية، للتعريف بالمرض، الذي يجهله السكان، بسبب تشابه أعراضه مع مرض "السخانة"؛ وهو ما يجعلهم يعتبرونه حالة عادية". وأردفت المصادر أن "الأقارب هم من يتصلون بالمجتمع المدني لاطلاعه بحالات الوفاة، في وقت لم تتفاعل فيه الوزارة إلى حدود اللحظة مع الحالات التي سجلت"، مشيرا إلى أن "العديد من الهيئات المدنية نبهت مصالح الوزارة والسلطات المحلية إلى أن التعاطي مع حالات المينانجيت ليس مثل الليشمانيا، حيث إنها مؤدية إلى الوفاة، في حالة لم يتم معالجتها". وفي السياق ذاته، أوضح عثمان رزقو، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن هذه الأخيرة "دقت ناقوس الخطر بخصوص انتشار مرض التهاب السحايا أو ما يعرف بالمينانجيت بإقليم زاكورة"، كاشفا أنه يحصد الضحايا واحدا تلو آخر تحت صمت رهيب، وداعيا كافة السلطات المسؤولة والمعنية بالوضع الصحي داخل الإقليم إلى التدخل السريع والعاجل واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية لمواجهة هذا الوباء القاتل وحماية المواطنين وخصوصا الأطفال الأكثر عرضة له". وأضاف رزقو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوزارة والسلطات ملزمة بالتحسيس وإطلاع السكان بالمرض وأعراضه"، متسائلا: "ما الذي ينتظرونه بعد وفاة الحالة الأولى والثانية؟ فالمستشفى لا يقدم خدمات تشخيصية في المستوى، ويكتفي بوصف المرض على أنه حمى عادية، فيعود الطفل الصغير أدراجه إلى منزله حتى تتضاعف حالته، ويفتك به الموت". وزاد المتحدث أنه "لا أحد من المسؤولين كلف نفسه عناء إطلاق حملة للتواصل مع السكان؛ فالمعروف في حالة وجود وباء هو تحرك الجميع من أجل إطلاق حملات مكثفة تنبه من المرض؛ لكن لا شيء من هذا تم في زاكورة"، مشيرا إلى أنه "من المحتمل جدا أن تشهد المدينة حالات وفاة بسبب المرض، في القادم من الأيام". تجدر الإشارة إلى أن زاكورة كانت قد شهدت، خلال السنة الماضية، حالات مينانجيت أدت إلى تسجيل العديد من الوفيات في صفوف الأطفال واليافعين، بالرغم من التطمينات التي قدمتها مندوبية وزارة الصحة بزاكورة بخصوص توفير اللقاحات الضرورية لوقف المرض القاتل.