تعيشُ ساكنة مدينة تافروات على وقع أزمة الانقطاع المتكرر للماء، وحرمانها منه، في ظروف صيفية تعرفُ ارتفاعا في درجة الحرارة، وعودة أبناء المنطقة المهاجرين إلى تافراوت لقضاء عطلة الصيف. وعزا المكتب الوطني للماء والكهرباء انقطاعَ الماء إلى الهبوط الحاد الذي تعرفه الفرشة المائية بسبب قلة التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة، الشيء الذي أدى إلى نقصان كمية إنتاج الماء. وحدد عملية التوزيع حسب ثلاثة دواوير، شملت الدواوير التابعة لمركز أملن، والدواوير التابعة لمركز تافراوت. وفي دوار تاسريرت، توصلت جمعيات المجتمع المدني بصهاريج بلاستيكية مملوءة بالماء، لتزويد الساكنة به، إلى جانب تزويد جماعتي ترسواط وتافروات بهذه المادة الحيوية لتجاوز أزمة انقطاع الماء. وفي هذا السياق، قال عادل.د، وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، إن "مشكل الماء بتافراوت مشكل يعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وكلما حل فصل الصيف تزداد معاناة الساكنة". وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "المسؤولين لا يريدون إيجاد رؤية مستقبلية واضحة لحل هذا المشكل الخانق، في الوقت الذي يُولون عناية كبيرة بالمهرجانات الفنية، التي تُفاقم هذه الأزمة، حيث يتزايد الإقبال على المدينة، وتتزايد الحاجة إلى الماء". وعلق على مبادرة تزويد الدواوير بصهاريج مائية، التي باشرتها مؤسسة "جود" للتنمية، بأنها "حل ترقيعي لن يطوي بشكل نهائي استياء الساكنة من مشكل انقطاع الماء". كما انتقدَ عملية توزيع الماء على الدواوير، واصفا إياها ب"غير العادلة"، والتي تحكمها "انتماءات سياسية". وأضاف أنه تم توزيع سبعة صهاريج مائية على دوار اكرض أوضاض، الذي ينتمي إليه رئيس حزب سياسي، فيما تم توزيع عشرة صهاريج فقط على جماعة آيت تاسريرت، التي تضم 21 دوارا. وقرر الفاعل الجمعوي ذاته، بتنسيق مع هيئات مدنية أخرى بتافراوت، تنظيم وقفة احتجاجية، يوم الأربعاء المقبل بتزامن مع مهرجان المدينة "تيفاوين للفنون القروية"، من أجل التنديد ب"الحيف" المتعلق بتوزيع الماء على دواوير دون أخرى، وإعادة طرح مشكل أزمة الماء بهذه المدينة. *صحافية متدربة