راسل نشطاء حقوقيون والي جهة الرباطسلاالقنيطرة، محمد مهيدية، لفتح تحقيق حول ما اعتبروه "غشاً" في الأشغال الجارية على صعيد أزقة وشوارع حي حسان بالرباط؛ وذلك بعد وقوف فريق من المهندسين والتقنيين المختصين على "الاختلالات المرتكبة في إنجاز الأشغال والطريقة العشوائية التي تتم بها"، وفق تعبيرهم. وقالت الهيئة الوطنية لتقييم تدبير الشأن المحلي ومحاربة الفساد، في الرسالة الموجهة إلى والي الرباط، إن الشركة المشرفة على إعادة تهيئة شوارع حسان "قامت بحفر جميع الأزقة موضوع الأشغال من الجهتين، اليمين واليسار، ما يقلص من مساحة عرض الطريق، ويشكل بالتالي خطراً على ساكنة هذه المناطق وعلى أبنائها نتيجة مرور السيارات والشاحنات بشكل مستمر وطيلة اليوم، دون أن تقوم الشركة بوضع أي علامات تشوير أو أي حواجز وقائية للأشخاص". وفي ظل تواصل أشغال إعادة تهيئة غالبية شوارع حي حسان وسط العاصمة الرباط منذ أزيد من سنة، سجلت الشكاية الموضوعة على طاولة سلطات الرباط "وجود توقفات متكررة في الأشغال وترك الحفر من الجهتين وأمام أبواب العمارات والمحلات التجارية وترك قنوات الصرف الصحي مفتوحة، ما ينتج عنه ظهور القوارض التي تتسلل إلى محلات ومساكن أهل حسان". الشكاية، التي حصلت هسبريس على نسخة منها، دقت ناقوس الخطر حول تهديد الأشغال الجارية بالطريقة المشار إليها أرزاق عدد من المواطنين، مشيرة إلى أن "بعض التجار اضطروا إلى إغلاق محلاتهم التجارية بسبب ترك الحفر بجانبها، ما يصعب عليهم ولوجها، إضافة إلى الغبار المتصاعد باستمرار". وسجل الواقفون وراء الشكاية جملة من الاختلالات التقنية في عملية التهيئة، كاشفين أن "الأزقة التي عرفت عملية التبليط إما بواسطة الإسمنت المسلح أو بواسطة التزفيت لا تستعمل فيها مادة "التوفنة"، بل يتم وضع مادة "الكاياس" مباشرة في سمك لا يتعدى 3 سنتمترات أو أربعة ودون الضغط عليها بوضع الإسمنت المسلح أو وضع مادة "الزفت"، ما يجعل هذه الأشغال تتعرض للإتلاف في مدة وجيزة نتيجة للأمطار والاستعمال اليومي". وتابع المصدر بأن أشغال التبليط "لم تنجز بالشكل الجيد وبها عيوب ظاهرية يمكن معاينتها فقط بالعين المجردة، إضافة إلى وضع الكبح "bordure de trottoir" دون وضع مادة "التوفنة"؛ بل يتم وضع مادة "الكاياس"، ما يخالف المعايير التقنية المتطلبة في مثل هذه الأشغال". ولم تقف الهيئة الوطنية لتقييم تدبير الشأن المحلي ومحاربة الفساد عند هذا الحد، بل أكدت أن "الغش في الأشغال بشكل متعمد يتجسد في طريقة التبليط، لأنه لا يتم وضع المفاصل «les joints» ما بين كل مربع تم تبليطه؛ وذلك حتى لا تعرف تشققات مستقبلا"، وزادت: "كما أن الشركة تقوم بالتبليط الكلي وبعدها تقوم برسم خطوط على أساس الإيهام بأنه تم وضع المفاصل". وعاينت الهيئة المذكورة غيابا كليا لأي فريق تقني تابع للولاية أو الجماعة من أجل الإشراف وتتبع الأشغال المنجزة؛ "وهو ما انعكس على جودة الأشغال وجعل الشركة تشتغل دون حسيب ولا رقيب وبشكل عشوائي".