عادت قضية تسليم مغربيات إلى تنظيم "داعش" من قبل قوات سوريا الديمقراطية إلى الواجهة، بعد أن كشف حقوقيون أنه تم تسليم 35 مغربية و50 طفلا إلى تنظيم "داعش" بداية الشهر الماضي في إطار صفقة لتبادل الأسرى مقابل مبالغ مالية. وطالبت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان "الحكومة المغربية بالتعامل بحزم من أجل استرجاع المغربيات المحتجزات بسوريا، والكشف عن الجهات التي جندتهن لصالح الشبكات الإرهابية". وأوضحت الرابطة أنها توصلت بمعلومات موثوقة من داخل قوات سوريا الديمقراطية تفيد بوجود 19 فتاة مغربية ينتظرن دورهن لدى هؤلاء القوات، وموضحة وجود اتصالات مع الحكومة المغربية لتسليم هؤلاء الفتيات إلى السلطات المغربية. وتناشد الرابطة قوات سوريا الديمقراطية من أجل تسليم النساء المغربيات إلى السلطات المغربية دون قيد أو شرط، "لما في تسليمهن إلى جهات أخرى من تهديد لحياتهن وللسلم والأمان العالمي، ومن خطر عودتهن إلى المغرب"، مؤكدة أن "استرجاع كل المغربيات الموجودات لدى قوات سوريا الديمقراطية يعد مسألة سيادية". وانتقدت الرابطة ما أسمته "وجود شبكات إجرامية تغرر بالمغربيات وتضعهن في أيدي الشبكات الإرهابية بسوريا وتعريض حياتهن للخطر وغسيل أدمغتهن". وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن تسليم مغربيات إلى "داعش" من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الميليشيات الكردية المعارضة لنظام بشار الأسد، إذ سبق لمرصد الشمال لحقوق الإنسان أن كشف أن الميليشيات ذاتها تشرع في تسليم نساء وأطفال مغاربة إلى "داعش"، مفيدا بأنه توصل بنداءات استغاثة من نساء مغاربة من أجل التدخل لوقف مخطط لقوات سوريا الديمقراطية الجناح العسكري للإدارة الديمقراطية بشمال سوريا بتسليمهم إلى عناصر من "داعش" في إطار صفقات لتبادل "الأسرى" بينهم، أو مقابل فدية. وكان مرصد الشمال لحقوق الإنسان قد وجّه، في وقت سابق، نداء إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر قصد "التدخل لمنع تسليم أزيد من 200 امرأة وطفل موجودون في مخيمات اللاجئين بشمال سوريا إلى مناطق تابعة لنفوذ "داعش" أو السلطات العراقية؛ وهو ما يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر". وكانت آخر الأرقام الرسمية التي قدمها عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أبانت عن حصيلة مُرتفعة في صفوف النساء المغربيات المقاتلات في صفوف "داعش" بسوريا والعراق، اللواتي بلغ عددهن 284، منهن 52 سيدة عادت إلى المغرب، فيما يبلغ عدد الأطفال والقاصرين (الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و17 سنة) قرابة 333، في وقت يوجد في الساحة السورية والعراقية حوالي 1631 مغربيا، 865 منهم مقاتلون رسميون في صفوف تنظيم "داعش".