أضحى آلاف الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية مهددين بالحرمان من حقهم الدستوري في التعليم، بعدما لمْ يُفض الاجتماع الذي عقده الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية مع وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، إلى إيجاد حلول ملموسة للمطالب التي رفعتها الجمعيات المكونة للاتحاد. ويتمثل العائق الأساس، الذي يقول الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية إنه سيحرم آلاف الأطفال الذين يعانون من هذه الإعاقة من حقهم في التعليم، في ما وصفه ب"الشروط التعجيزية" للاستفادة من الدعم الحكومي المخصص للجمعيات التي تتولى تدريس الأطفال ذوي إعاقة، وعدم صرْف دعم السنة الجارية والسنة الفارطة. ورفض الموظفون العاملون مع الجمعيات توقيع التزامات العمَل للموسم الدراسي المقبل، "لأنّ الجمعيات لم تتسلّم الدعم الحكومي الذي تؤدّي منه تعويضاتهم"، بحسب إفادة صباح زمامة، رئيسة الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية، التي أشارت إلى أن الموظفين رفضوا التوقيع على التزامات العمل مع الجمعيات لأنهم لا يعرفون متى سيحصلون على تعويضاتهم. وقالت صباح زمامة، في تصريح لهسبريس، إنّ الجمعيات التي تشرف على تعليم الأطفال واليافعين والشباب ذوي الإعاقة الذهنية تعيش "أزمة عميقة"، مشيرة إلى أنّ بعض الجمعيات العاملة في هذا المجال لم تتوصل بالدعم المخصص لها، الذي يتأتى من صندوق دعم التماسك الاجتماعي، منذ سنة 2016، وجمعيات أخرى لم تتوصل بالدعم منذ سنة 2015. ومن بين المطالب التي رفعها الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية، تمديد أجل وضع ملفات الاستفادة من الدعم بما يسمح للجمعيات بتجهيز ملفاتها، وهو المطلب الذي قبلتْه وزيرة التضامن، "لكنّ أعضاء الاتحاد تفاجؤوا في اليوم الموالي للقاء بأن السيدة الوزيرة أعطت أوامرها لتمديد الآجال إلى غاية 31 يوليوز فقط"، بتعبير بلاغ صادر عن الإطار الجمعوي سالف الذكر. ولم تتمّ تسوية عدد من المشاكل التي تعوق السير العادي لتمدرس الأطفال واليافعين والشباب الذين يعانون من إعاقة ذهنية، ومنها مطلب عدم إعادة تجديد ملف المعاق، "لأن الإعاقة تظل ملازمة له، ولا داعي لإعادة تجديد ملفه في كل مرة"، تقول صباح زمامة، مضيفة أنّ وزيرة التضامن "ارتأت تأجيل الاستجابة لعدد من المطالب التي تضمنتها المذكرة المرفوعة إليها إلى حين انعقاد يوم دراسي حول مضامين دفتر التحملات المنظم لعمل الجمعيات في مجال تدريس الأطفال ذوي إعاقة ذهنية".