طالب حقوقيون ونشطاء مدنيون بضرورة سحب هاشتاغ "كون راجل" من موقع "فيسبوك"، معتبرين أنه يفاقم العنف ضد النساء ويؤدي أيضا إلى نشر آثار الانفعال والسخط المجتمعي. الحقوقيون والنشطاء المدنيون بعثوا بعريضة إلى رئيس الحكومة وقادة الأحزاب السياسية لسحب هاشتاج "كون راجل" قائلة إن هذا "الهاشتاغ يحث الرجال على تغطية أجساد أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم باسم الاحترام، أو بالأحرى باحترام الفحولة والذكورة في حالة من الفوضى من خلال العنف ضد المرأة". وتقول العريضة: "هذا الهاشتاغ آثار الانفعال والسخط، وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتشر فيها مثل هذه الحملات المحرضة على النساء في المغرب، فالسنة الماضية انتشرت مليشيا في شاطئ أكادير تجبر النساء اللواتي ترتدين زي السباحة على تغطية أجسادهن وشملت حتى السياح الأجانب". وواصل الموقعون على العريضة: "النساء تنزعجن بشكل كبير من الرجال في الشارع العام والبعض منهم يسمح لنفسه بلعب دور شرطة أخلاقية". وتشير العريضة إلى أنه "بعيدا عن الدفاع عن المساواة بين المواطنين والحرية وحق النساء في الظهور بالمظهر الذي تردنه العنف ضد النساء آخذ في الارتفاع وهو ما يدعو للقلق في المستقبل"، منتقدين ما أسموه "تفاقم العقلية الذكورية من سنة إلى سنة" ناهيك عن "خلق "مناخ العنف النفسي مما يطرح خطر التأثير على سلامة المواطنين". وتدعو العريضة إلى الآخذ بعين الاعتبار كلا من نموذج التنمية البشرية التي بدأها الملك محمد السادس الذي يضع المرأة في قلب الحد من عدم المساواة والتفاوتات من جميع الأنواع، إضافة إلى تطبيق الفصل 19 من الدستور وأيضا اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة كما نشرت في عدد يناير 2001 من الجريدة الرسمية، التي تعترف بالمساواة بين الجنسين. الحملة، التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ 9 يوليوز الجاري، ووجهت بانتقاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر ناشطون أنّها "تهاجم النساء وتختزلهن في الجسد"، وأن "المرأة حرة في جسدها والأهم هو العقل والفكر وليس اللباسّ"، فيما رآى البعض الآخر أنّها "لا تمت للدين الإسلامي وللمبادئ الإسلامية التّي تربى عليها المغاربة أبا عن جد بأية علاقة". وتجدر الإشارة إلى أنّ المغرب يعيش كل سنة، مع بداية كل موسم صيف، نقاشا قويا حول لباس المرأة بالشواطئ المغربية، تتجاذب فيه الآراء بين البيكيني والبوركيني أو ما يُسمى ب"المايوه الشرعي".