بعدمَا بقي الطلبة الناجحون في المباراة الوطنية لولوج المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في لائحة الانتظار، وجدوا أنفسهم مُوجّهين نحو الجامعية الدولية بالرباط، وهي المدرسة الخاصة التي تَفرضُ أداء رسوم تسجيل تصل إلى 7 ملايين سنتيم بشكل سنوي. توصلُ الطلبة، البالغ عددهم 38 طالبا، بإلحاق بالمؤسسة الخاصة سالفة الذكر، أثار استياء الوسط التعليمي الجامعي، خاصة بعد الغضب الذي أججه المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بفرضه مبلغ 700 درهم على المدعوين لاجتياز مباراة المعهد، الذين يفوق عددهم 4000 طالب. وتفاجأ الطلبة الذين اجتازوا مباراة المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير بهذا القرار، خاصة بعدما تم قبول البعض منهم في معاهد خارج المغرب، سيسحبون على إثر ذلك ملفاتهم من المدرسة، وبالتالي ستبقى عدة مقاعد شاغرة. وداد، إحدى الطالبات الناجحات في المباراتين الكتابية والشفوية، قالت في تصريح لهسبريس: "درسنا سنتين في الأقسام التحضيرية، كل سنة نجتاز مبارة CNAEM من أجل ولوج المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، هذه السنة اجتزنا الامتحان وبقينا في لائحة الانتظار، وتم قبول بعض الطلبة في المباراة خارج المغرب، لكن حُرمنا من الاستفادة من المقاعد المتبقية، وفرض علينا التسجيل بالجامعة الدولية بالرباط". وقررَ الطلبة المتضررون رفع تظلمهم إلى المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة، مستنكرين الإقصاء الذي طالهم من طرف منظمي الامتحان الوطني لولوج المدارس العليا للاقتصاد. وقال خريجو الأقسام التحضيرية للمدارس العليا للاقتصاد فوج 2018، في التظلم الذي توصلت هسبريس بنسخة منه أنه، "نحن الطلبة البالغ عددنا 38 نرفع لكم تظلمنا المتمثل في الإقصاء الذي طالنا، ونقول بأننا اجتزنا بنجاح الامتحان الكتابي والشفهي CNAEM للانتقال إلى السنة الثالثة بإحدى المدارس الوطنية للتجارة والتسيير ENCG، لنفاجأ بأن زملاءنا المرتبين قبلنا حصلوا على مقاعد بالمدارس الوطنية للتجارة والتسيير في حين تم إلحاقنا بالجامعة الدولية الخصوصية بالرباط علما أن هذه الكلية جد مكلفة لا نستطيع دفع مصاريفها التي تتعدى 72000 درهم سنويا". وعلى إثر التصريح الذي أدلى به خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، الذي ينفي فيه توجيه 38 طالبا إلى الجامعة الدولية بالرباط، توصلت هسبريس بتوضيح من طرف الطلبة المعنين بالموضوع، ينفون فيه ما جاء في تصريح الوزير، بالقول: "على عكس ما قاله الوزير بأنه لم يتم توجيهنا، فقد فُرض علينا التسجيل بالجامعة الدولية بالرباط، كما أنه لم يتم أي إعلان من طرف المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة بأن لنا الحق في المقاعد الشاغرة". وعلمت هسبريس أن الطلبة المتضررين قرروا رفع دعوى قضائية ضد وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بتعاون مع الكاتب العام للشبيبة المدرسية، مصطفى التاج، الذي بدوره أكد أن إقبال اللجنة المنظمة لامتحان الولوج إلى المعاهد العليا على توجيه هؤلاء إلى الجامعة الدولية "غير قانوني" و"غير مشروع". وقال التاج في تصريح لهسبريس: "نحن كجمعية الشبيبة المدرسية تبنينا موضوع الطلبة، وإقبال اللجنة المنظمة على توجيههم بهذا الشكل أمر غير قانوني، لأن 38 طالبا ظلوا عُرضة للمجهول". وتساءل التاج حول الجدوى من الأقسام التحضيرية إذا كانت الدولة تُحضر الطلبة لولوج شعب متعددة ويجدون أنفسهم في آخر المطاف مُوجهين نحو جامعة خاصة تفرض رسوم تسجيل تصل إلى 17 ألف درهم، بالإضافة إلى مصاريف التسجيل والإقامة، وهم غير قادرين على تحمل هذه التكاليف. واعتبر المُتحدث أن "السؤال الجوهري الذي نطرحُه هو كيف للدولة عوض أن تحتضن الكفاءات وأن توزع 38 طالبا على المدارس التسع الموجودة، نجدها تدفعهم إلى المجهول؟"، ليجيب: "لذلك قررنا رفع دعوى ضد الوزارة لنتابع الملف تفاعلا مع شكاوى الطلبة المتضررين". *صحافية متدربة