أعاد الحزب اليميني "التجمع الوطني" نقاش العنصرية في فرنسا، بعد رفع مهاجرين أعلام بلدان شمال إفريقيا أثناء احتفال الفرنسيين بتأهل "منتخب الديكة" إلى نهائي كأس العالم بروسيا، إذ طالب عضو المكتب السياسي لحزب مارين لوبين المشجعين المغاربة، والجزائريين والتونسيين، ب"الكف عن الاحتفال مع الفرنسيين في ساحة شونزيليزي". واستغرب السياسي الفرنسي "إقدام بعض الجماهير غير الفرنسية على رفع أعلام بلدان شمال إفريقيا رغم أن الأمر يتعلق بتأهل المنتخب الفرنسي"، داعيا إياهم إلى الاحتفال ببلدانهم؛ "أما فرنسا فلا تعترف سوى بأغلى علم.. علم الألوان الثلاثة"، على حد قوله. وشهدت ساحة "شونزيليزي" الشهيرة، إبان احتفالات الجماهير الفرنسية بالفوز على المنتخب البلجيكي، خلال الدور نصف النهائي من كأس العالم 2018، اعتداء على مشجع رفع العلم الجزائري، حيث نُزع منه وجرى دفعه بعيدا، وسط احتفالات عارمة بالعاصمة الفرنسية باريس. واستغربت العديد من التعليقات المتناسلة على موقع "تويتر" هذه الخرجات، معتبرة المنتخب الفرنسي يعُج بالعديد من اللاعبين ذوي الأصول الإفريقية، أبرزهم مهاجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، ذو الأصل الجزائري من جهة الأم، بينما والده منحدر من الكاميرون. وفي هذا الصدد أورد منتصر حمادة، رئيس مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، أن "هذه المواقف السياسية لحزب التجمع الوطني متوقعة، أخذا بعين مرجعية الحزب اليمينية المتشددة، والتي تنهل من مرجعية وطنية عرقية، رغم أن عقل الأنوار الغربي قام بمراجعات بخصوص التطرف العرقي". وأضاف حمادة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العالم عاين بعض تطبيقات العقل المتنور في الحرب العالمية الثانية، ولكن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي مرت منها القارة الأوربية خلال العقدين الأخيرين غذت هذا الخطاب اليميني، وساهمت في ارتفاع أسهم الخطاب السياسي الشعبوي، سواء في فرنسا أو في غيرها من الدول الأوربية". وأردف المتحدث بأن "السائد لدى صناع القرار في فرنسا وأغلب الأحزاب السياسية، اليمينية واليسارية والبيئية وغيرها، أنها لم تدع إلى مواقف حزب التجمع الوطني، إما لاعتبارات سياسية انتخابية، بسبب ثقل الصوت العربي هناك، أو لأسباب مبدئية، مرتبطة بالتراكم الحقوقي المرتبط بفلسفة "النزعة الإنسانية" في التداول الغربي"، وزاد: "تصريحات التجمع الوطني لا تُصنف بالضرورة في خانة الإسلاموفوبيا، لأنها ظاهرة متعددة الأسباب، منها ما هو خاص بالسياق الأوربي نفسه، ومنها ما هو خاص بأداء بعض المسلمين في البلدان الأوروبية".