سيتواجد الآلاف من رجال الشرطة في شوارع المدن الفرنسية، اليوم الجمعة 19 يوليوز 2019، تحسباً للمباراة النهائية المرتقبة بين منتخبي الجزائر، والسنغال، في نهائي كأس أمم إفريقيا، والمقام في ملعب القاهرة. وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، اليوم الجمعة، إن هذا الانتشار يأتي بعدما اعتقلت الشرطة الفرنسية ما لا يقل عن 200 شخص، عقب احتفالات جرت في مدن فرنسية بعد فوز الجزائر في مباراة نصف النهائي على نيجيريا، يوم الأحد الماضي. ويوجد في فرنسا -التي احتلت الجزائر لنحو 130 عاماً- عدد كبير من المواطنين مزدوجي الجنسية الجزائرية والفرنسية، وبحسب الصحيفة البريطانية فإن أكثر من نصف لاعبي منتخب الجزائر لكرة القدم ولدوا في فرنسا، وتدربوا فيها. وينتقد جزائريون ما يقولون إنه تعامل «بازدواجية» يتعرضون له في فرنسا، ويقولون إنه إذا ما حقق الجزائريون إنجازاً إيجابياً، فإن الإعلام يتحدث عنهم كفرنسيين، وأما في حال ارتكب بعضهم أفعالاً مخالفاً فإن الإعلام يقول عنهم «جزائريون». وقال مفوض شرطة العاصمة الفرنسية ديدييه لالمان، في مؤتمر صحفي أول أمس الأربعاء، إنه على هامش فوز الجزائر في الدور ربع النهائي على ساحل العاج (5-4 بركلات الترجيح) في 11 يوليوز «انتشر 650 عنصر شرطة ودرك». وأشار إلى أن السلطات الفرنسية رفعت مستوى الجاهزية في 14 يوليوز الماضي (العيد الوطني الذي تزامن مع مباراة نصف النهائي بين الجزائرونيجيريا) إلى 2500 عنصر»، مضيفاً «هذا هو الرقم ذاته الذي سيكون متواجداً مساء الجمعة». وأوضح أن السلطات الأمنية ستنشر عناصرها لحماية واجهات المباني والمحال التجارية لا سيما عند جادة الشانزليزيه والشوارع المحيطة بها، تفادياً «لحصول مظاهر التخريب والنهب التي طالت بعض المتاجر على هامش احتفالات سابقة خلال البطولة الحالية للمشجعين الجزائريين»، بحسب قوله. وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية تحدث مصدر في الشرطة عن توقيف شابين للاشتباه بضلوعهما في عمليات السرقة، مشيراً إلى أنه تم العثور على 13 من الدراجات النارية ال14 التي سرقت. وقالت صحيفة The Guardian إن شوارع فرنسية امتلأت بسيارات خرج من نوافذها أُناس وهم يلوحون بأعلام الجزائر، فضلاً عن تجمع حشود هتفوا في شارع الشانزيليزيه. وتستغل أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا تصرفات بعض الجماهير، حيث اعتبر حزب «التجمع الوطني» اليميني الذي تقوده مارين لوبين، أن الاحتفالات التي شهدتها فرنسا خلال بطولة أمم إفريقيا، أظهرت «فشلاً فرنسياً في دمج الأشخاص ذوي الأصول الجزائرية». وأشارت صحيفة The Guardian إلى أن حب لوبين طلب من الشرطة إغلاق شارع الشانزيليزيه خلال مباراة الجزائر الأخير الأسبوع الماضي، واقترح أحد أعضاء الحزب بمنع رفع الأعلام الجزائرية والتلويح بها في الشوارع الفرنسية، إلا أن الشرطة رفضت الاقتراح. وكان نجم المنتخب الجزائري رياض محرز قد ردّ على تغريدة لفرنسي من اليمين المتطرف، تمنى خسارة الجزائر أمام نيجيريا في المباراة التي جمعت الفريقين بنصف نهائي كأس أمم إفريقيا، وحظي رد محرز بانتشار وتفاعل واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي.