من أغرب المفاجآت الصادمة التي حفلت بها نتائج انتخابات أعضاء البرلمان الأوروبي أن عددا لا يستهان به من الفرنسيين الذين يعيشون في المغرب ويأكلون طعامه ويشربون ماءه وينعمون بخيراته صوتوا لفائدة التشكيلة السياسية التي تقودها ماري لوبين زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا.
وهكذا فإن أكثر من 20 بالمائة من المواطنين الفرنسيين الذين يعيشون في أكادير صوتوا لفائدة اليمين المتطرف الذي يضع ضمن أولويات برنامجه الاقتصادي والسياسي في حال فوزه في الانتخابات طرد المواطنين الأجانب الذين يحيون فوق التراب الفرنسي، في حين نزلت النسبة إلى حوالي 13 بالمائة بالنسبة للفرنسيين الذين يعيشون في مراكش، بيد أن النسبة في الدارالبيضاء وصلت إلى 5,72 بالمائة، وفي الرباط إلى 5,6 بالمائة.
وتشير النتائج النهائية التي أفرزتها نتائج انتخابات أعضاء البرلمان الأوروبي بمكاتب التصويت في المدن المغربية التي جرت يوم الإحد 25 ماي 2019 بحصول لائحة التجمع الوطني الذي تقودها اليمينية المتعصبة التي قلبت الطاولة على والدها السيدة ماري لوبين على نسبة عامة وصلت إلى 5 بالمائة من مجموع الأصوات المعبر عنها.
وتكمن الغرابة الكبيرة لهذه النتائج أن بعض الفرنسيين الذين يعيشون في المغرب ويستقرون فيه مع أبنائهم يدعمون برنامجا انتخابيا يدعو إلى طرد الأجانب الذين يعيشون في القارة الأوروبية، خصوصا في فرنسا ماداموا صوتوا على لائحة ماري لوبين التي تخوض حروبا ضروسا بهدف طرد الأجانب من فرنسا وفي مقدمتهم المواطنون المغاربة الذين يعيشون بأعداد كبيرة هناك.
وهذه الغرابة غير مفهومة تماما لأن الذي يناصر و يدعو إلى طرد المواطنين الأجانب من بلاده يجب عليه أولا أن يشد الرحال من بلد ليس بلده ويبادر بطرد نفسه مادام لا يوجد في المغرب حزب سياسي أو إطار حقوقي يدعو إلى طرد الأجانب مما يتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا كما هو عليه الشأ في بعض الأقطار الأوروبية التي تغلغل فيها اليمين الشعبوي.