كشف باحثون وخبراء أن 8 دول من الاتحاد الأوروبي أبلغت عن إصابة عشرات مواطنيها بالتهاب الكبد الفيروسي نوع (A) بعد عودتهم من المغرب. وقالت مواقع الصحة العالمية إنه ما بين شهر يناير إلى يونيو من السنة الجارية يستمر ظهور حالات في أوروبا مصابة بفيروس الكبد الفيروسي القادم من المغرب. ولفت المصدر إلى أن عدد الإصابات بلغ 163 حالة في 8 دول أوروبية، حيث تم الإبلاغ عن 55 حالة مرتبطة بفيروس التهاب الكبد من نوع "أ"، المعروف بHepatitis A. وأشار تقرير صادر عن Food Safety News إلى أن بريطانيا سجلت أعلى حالات الإصابة بهذا الوباء الذي مصدره المغرب ب36 حالة، تليها كل من الدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيرلندا وهولندا وإسبانيا والسويد بحالات تتراوح ما بين إصابة واحدة وست حالات. ووفقاً للتقرير ذاته فإن الإصابات المسجلة تراوحت ما بين منتصف يناير ومنتصف شهر يونيو، في فئة عمرية ما بين 3 سنوات و81 سنة و62 سنة. ورجح المصدر ذاته أن يكون سبب العدوى الإصابة بفيروس التهاب الكبد من نوع "أ"، الذي مصدره المغرب، ناتجا عن تناول أغذية مختلفة. وسبق للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها أن أكد أن التجانس النسبي للسلالات الفيروسية المرتبطة بحالات تفشي المرض يشير إلى أن انتقال الأمراض المنقولة بالغذاء يمكن أن يرتبط بمنتج غذائي واحد يتم توزيعه في العديد من دول الاتحاد الأوروبي. وكشف أطباء متخصصون أن جزءا كبيرا من الحالات التي جرى الكشف عنها أظهر أن فترة الإصابة كانت مرتبطة باستهلاك منتوجات غذائية خلال فترة الإقامة بالمغرب. وأورد الباحثون أن "تفشي المرض يوضح الخطر المتزايد الذي يواجهه المسافرون غير الملقحين عند زيارة المناطق الموبوءة بفيروس التهاب الكبد الوبائي مثل المغرب"، وأشاروا إلى أن جميع البلدان الثمانية التي حددت فيها حالات الإصابة لديها توصيات سابقة بالتلقيح ضد الفيروس خلال السفر إلى البلدان التي ينتشر فيها المرض، وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وأطلق المغرب، منذ سنوات، مخططا وطنيا للقضاء على داء التهاب الكبد الفيروسي (س) في أفق 2030. ويقدر عدد المغاربة المصابين بالالتهابات الكبدية "س" بحوالي 400 ألف مصاب، أي بنسبة 1.2% من الساكنة، بينما تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بهذا الداء بحوالي 71 مليون شخص عبر العالم. يشار إلى أن الالتهاب الكبدي A مرض فيروسي يُصيب الكبد، ويمكن أن يسبب أعراضا مرضية تتراوح بين البسيطة والوخيمة. وينتقل فيروس الالتهاب بتناول الملوّث من الطعام والمياه أو بالاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه. وبخلاف الالتهاب الكبدي B والالتهاب الكبدي C فإن عدوى الالتهاب الكبدي A لا تسبب مرضا مزمنا في الكبد ونادرا ما تكون قاتلة، على أنها يمكن أن تسبب أعراض الإصابة بالوهن والالتهاب الكبدي الخاطف (العجز الكبدي الحاد) الذي يسفر عن ارتفاع معدل الوفيات.