يخلد المغرب، اليوم الاثنين، اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، الذي يصادف 28 يوليوز من كل سنة، للتذكير بالداء ورفع الوعي بأسبابه وسبل الوقاية منه. وتشير التقديرات إلى أن معدل انتشار المرض في المغرب بلغ 2.5 في المائة بالنسبة إلى داء التهاب الكبد الفيروسي نوع "ب"، و 1.2 في المائة بالنسبة إلى داء التهاب الكبد الفيروسي نوع "س". وبناء على ذلك، ترتفع نسب احتمالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد إلى مستويات عالية لدى الشرائح الأكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى الداء، ومنهم مدمنو المخدرات وحاملو الأمراض المنقولة جنسيا، إذ تتراوح هذه النسب ما بين 3 في المائة و7 في المائة بالنسبة إلى داء التهاب الكبد الفيروسي "ب"، و1.9 في المائة حتى 6.8 في المائة بالنسبة لداء التهاب الكبد الفيروسي "س". وشكل إدراج اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي "باء" في البرنامج الوطني للتلقيح منذ سنة 1999، مساهمة كبيرة في التمنيع والوقاية من الاصابة بعدوى الداء، إذ تجاوز معدل التغطية الخاصة بالتلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي "ب" الهدف العالمي المحدد في 90 في المائة، وتقدر حاليا في المغرب ب98 في المائة. يشار إلى أن الأبحاث العلمية لم تتوصل، إلى حدود الآن، إلى لقاح مضاد لالتهاب الكبد نوع "ب". ويتوفر المغرب على البرنامج الوطني لتشخيص ومعالجة داء التهاب الكبد الفيروسي "س"، الذي أعطت انطلاقته وزارة الصحة، منذ أكتوبر 2012، وتطلب تعبئة قدرها حوالي 38 مليون درهم، مع شراء 48.000 جرعة من دواء "الأنطرفيرو" "Interféron "، وهو دواء يستخدم لعلاج التهابات الكبد، حسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء التهابات الكبد الفيروسية، السنة الجارية، تحت شعار "الالتهاب الكبدي: فكر مجددا". وتقدر تكلفة العلاج للمريض الواحد سنويا ب 147.000 درهم، إضافة إلى 16.000 درهما خاصة بكلفة الفحوصات البيولوجية للتشخيص والتتبع، إذ تفيد وزارة الصحة أن التكفل بالالتهابات الكبدية، شهد تقدما، خصوصا مع تعميم نظام المساعدة الطبية. وتكفلت وزارة الصحة بتشخيص وعلاج 747 مريضا معوزا يعانون التهاب الكبد الوبائي ومؤهلا لتلقي العلاج وفق المعايير المسطرة، 233 منهم أتموا بروتوكول العلاج، إذ تستغرق مدة العلاج 6 أشهر إلى سنة من أجل تكفل شامل، منذ إطلاق هذا البرنامج. يشار إلى أنه من التدابير الوقائية من انتشار فيروس التهابات الكبد الفيروسية، المتبعة في المغرب، إنشاء نظام المراقبة الوبائية، وتنفيذ تدابير الوقاية الفردية والجماعية، واللجوء التلقائي للحقن الأحادية الاستعمال. يراهن الأطباء الاختصاصيون في أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الوبائية على تعزيز التوعية والتحسيس بأهمية احترام قواعد الوقاية والاحتياط من الإصابة بفيروس التهابات الكبد الفيروسية، ورفع الوعي بأهمية التشخيص المبكر عن المرض. ومن مسببات انتقال العدوى بالداء، أن يكون الشخص في اتصال مع دم شخص مصاب. ويمكن أن يحدث ذلك في حالات استعمال شفرة الحلاقة أو فرشة الأسنان نفسها التي يستعملها شخص مصاب، أو عند استعمال الأدوات الحادة نفسها، مثل الإبر أو حبر ملوث بالفيروس، أو عند حدوث اتصال مع دم مصاب في إطار طبي. كما يمكن انتقال العدوى عند إقامة علاقات جنسية غير محمية مع شخص مصاب بالداء، أو أن تكون الأم حاملة لفيروس التهاب الكبد "س"، فتنتقل العدوى إلى وليدها الجديد. من أبرز أعراض الإصابة بالداء، ظهور اصفرار الجلد والعين، وتحول البول إلى اللون الداكن، مثل لون الشاي، وتحول البراز إلى اللون الفاتح. من أعراضه الأولية فقدان الشهية، والإحساس بضعف عام وعياء، وغثيان وقيء وحمى، إلى جانب صداع أو ألم في المفاصل، وظهور طفح جلدي أو حكة، أو الشعور بألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، مع عدم تحمل الطعام الدسم والسجائر.