قال مولاي إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، إن الأحكام الصادرة في حق عدد من نشطاء حراك الريف كانت "قاسية جداً وتُعيد المغاربة إلى ما عاشوه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي". وأكد السياسي اليساري، الذي يُوصف بحكيم حُكماء "حزب علي يعتة"، في حوار مصور مع هسبريس ينشر لاحقاً، أن الأحكام القاسية التي وزعت على مجموعة من المعتقلين "لن تلغي القضايا والمشاكل التي خرج من أجلها هؤلاء الشباب في الريف ومناطق أخرى"، مورداً أن "المغرب يعيش أزمة خطيرة تتطلب تحمل المسؤولية التاريخية من أعلى سلطة في البلاد إلى أسفلها". وأوضح مولاي إسماعيل العلوي أن الأحكام الصادرة ضد نشطاء الحراك شكلت صدمة وسط الرأي العام الوطني، مضيفاً: "من دون شك أن هذه العقوبات القاسية لم يكن المغاربة ينتظرون سماعها بعدما كنا نسمعها فقط في سنوات الجمر والرصاص". وتمنى الأمين العام السابق ل"الكتاب"، والذي يُشارك حزبه في حكومة العثماني، أن يستدرك القضاء هذه الأحكام القاسية خلال مرحلة الاستئناف لأنها قد تشكل بحسبه "ضربة مميتة للاختيار الديمقراطي في هذه البلاد"، قبل أن يُضيف: "علينا أن نقولها بصراحة..هذا مساس كبير بأحلامنا وتطلعاتنا كمواطنين ومواطنات ومساس أيضاً بالتراكمات الدستورية". ولتجاوز الأزمة، يرى المتحدث أن على المغرب القيام برجة إيجابية تعبر بالبلاد إلى بر الأمان، محذراً من الصمت الحكومي الرهيب الذي لا يتفاعل مع قضايا الشارع، بدل أن تتحمل الحكومة كل مسؤولياتها. وزاد العلوي: "لا يمكن أن نبقى متفرجين هكذا..على العثماني أن يتكلم ويقول ما يجب أن يقال، وإذا لم يكن لديه ما يقول عليه أن يصرح بذلك أيضاً، لأن استقالة الحكومة ليست من المحرمات، يمكنها في حالة فشلها أن تتقدم لصاحب الجلالة بطلب الاستقالة، والملك يملك صلاحيات للقيام باللازم للخروج بالبلاد من هذه المرحلة الخطيرة بعواقبها". من جهة ثانية، شكك مولاي إسماعيل العلوي في استقلالية القُضاة الذين أصدروا أحكامهم القاسية ضد الزفزافي ورفاقه، مورداً: "أستغرب من تصريح أحد محامي الدولة الذي جاء فيه أن الدفاع لم يطالب بأي إجراء زجري للمتهمين، ولم يطالب حتى بتعويضات لرجال الأمن الذين تضرروا من الاحتجاجات"، وأوضح: "مثل هذه التصريحات تحيلنا على سؤال يفرض نفسه، مع احترامنا لكل أفراد القضاء، وهو إذا كان القضاء مستقلاً فهل كل القضاة مستقلين؟". وللخروج من هذا الوضع، ناشد الزعيم السياسي السابق الملك محمد السادس إصدار عفو ملكي شامل على هؤلاء الشباب "الذين كانوا فقط مترجمين لنوع من الغبن يعيشه الشباب المغربي العاطل عن العمل والمتعطش إلى ما يفرج عليه الغمة التي يُحس بها من حين لآخر"، وفق تعبيره.