في تطور جديد لقضية محاكمة الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل" المتوقف عن الصدور المتابع ضمن ملف نشطاء حراك الريف بجنحة عدم التبليغ عن جناية المس بأمن الدولة، قررت المحكمة، ليلة الاثنين، فصل ملفه عن ملف باقي المعتقلين. وبعد مرافعات مطولة لأعضاء هيئة دفاعه، قررت الهيئة، برئاسة القاضي علي الطرشي، فصل ملف المهداوي عن ملف معتقلي حراك الريف، بعدما أقدمت في بداية المحاكمة على ضمه، مع تأخيره إلى غاية الخميس لاستكمال المرافعات والنطق بالحكم. وأكد القاضي السابق محمد الهيني، في تصريح لهسبريس، أن هذه الخطوة تبشر بانفراج في الملف، وتعد إيجابية قبل إصدار المحكمة نطقها في القضية. وشدد المحامي الهيني على أن فصل ملف الصحافي المهداوي "رسالة إيجابية نتمنى أن تتكلل بإصدار حكم ببراءته من المنسوب إليه بعد تقديم الدفاع والمتهم أدلة على براءته من التهمة". وفي السياق نفسه، قررت الهيئة عقد جلسة اليوم الثلاثاء ومنح المتهمين الذين يقاطعون الجلسات الكلمة الأخيرة، على أن تصدر أحكامها ليلة اليوم ذاته بعد إدخال الملف للمداولة. وتنتظر أسرة الصحافي حميد المهداوي بارقة أمل بعد فصل ملفه عن ملف باقي المعتقلين، معبرة عن أمانيها بإصدار حكم لصالحه. وشهدت جلسة محاكمة المهداوي حضور عدد من الحقوقيين والفاعلين المدنيين والشخصيات البارزة، على رأسهم كل من رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أحمد الهايج، وعبد الإله بنعبد السلام، منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، وعضوي "حركة أمل" عبد الحميد الحداد وقاسم البسيط، وحبيبة الديواني، عضو جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، وأحمد المرزوقي، المعتقل السابق في سجن تزمامارت. وقال المحامي عبد العزيز النويضي إن "المهداوي حشر في هذا الملف الذي غابت عنه عناصر مادية ومعنوية تثبت هذه التهم المنسوبة إليه، ومتابعته غياب للحكامة الأمنية". أما محمد الهيني، فقد أكد في مرافعته أن "المحكمة بفحصها للمكالمات لن تجد أي أثر لأي خطط أو أفعال، وإنما فقط مجرد أقوال ضاربة في المبالغة والافتراض والتناقض لا يمكن الوثوق بها من لدن أي شخص". وأضاف الهيني في مرافعته الأخيرة في الملف أن "أي شخص في مستوى المهداوي ثقافة ومهنة لن يقوم إلا بما قام به من تجاهل لتصريحات وأقوال البوعزاتي وعدم إعطائها أي اعتبار أو قيمة قانونية، لأنها عبارة عن خرافات وأوهام مليئة بالتناقض والازدواجية في الشخصية، وصادرة عن أحمق لا يعي ما يقوله". بدوره، النقيب محمد زيان، ختم مرافعته مخاطبا القاضي علي الطرشي بالقول: "أحسدكم على مكانتكم هاته التي سوف تنالون بها الجنة في حال حكمتم ببراءة المهداوي".