تنطلق، يوم غد الاثنين بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، آخر أطوار محاكمة الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل" المتابع بتهمة المس بأمن وسلامة الدولة، والذي جرى ضم ملفه إلى ملف معتقلي حراك الريف، حيث سيقدم دفاعه مرافعته قبل النطق بالحكم. وفي الوقت الذي أكد فيه دفاع المعتقلين التزامهم الصمت خلال مرحلة المرافعات بناء على "أوامر" من الموكلين، أكد المحامي محمد الهيني، في تصريحه لهسبريس، أنه سيقوم بمرافعة في صالح الصحافي حميد المهداوي، مشددا على براءته من التهم الموجهة إليه. ومن المنتظر أن تعرف جلسة يوم غد الاثنين حضورا كبيرا لأفراد أسرة الصحافي حميد المهداوي، إلى جانب أصدقائه ومعارفه وعدد من الصحافيين، لمواكبة مرافعة دفاعه المتمثل في كل من سعيد بنحماني الذي تم تكليفه من لدن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ثم محمد الهيني والمحامي الحبيب حاجي، على أن يقدم المتهم آخر ما له من إضافات في الملف قبل النطق بالحكم. وتعيش أسرة الصحافي حميد المهداوي، خلال هذه الأيام الأخيرة، على أعصابها وكلها أمل في إصدار القاضي علي الطرشي، رئيس الهيئة المشرفة على الملف، حكما يقضي ببراءة المتهم من المنسوب إليه. وكتبت بشرى الخونشافي، زوجة حميد المهداوي، على صدر صفحتها بالفيسبوك: "جفانا النوم، البراءة ثم البراءة ولا شيء غير البراءة"، داعية الجميع من حقوقيين وصحافيين وغيرهم إلى الحضور ومواكبة الجلسة الأخير من محاكمة زوجها المعتقل. وندد حميد المهداوي، مدير موقع "بديل"، في أكثر من جلسة، باستمرار اعتقاله بالتهم المنسوبة إليه، على اعتبار أن المكالمات الهاتفية التي تمت بينه والمسمى نور الدين البوعزاتي والتي يتابع على إثرها "تم بترها، وما تحدث عنه البوعزاتي يظهر أنه حمق ولا يمكن التبليغ عنه". وسبق للصحافي، خلال الاستماع إليه من لدن المحكمة، أن أكد أن المكالمة الهاتفية التي تمت بينهما تعلوها تناقضات؛ ذلك أن الشخص المتصل به "يتناقض في كلامه، فتارة يتحدث عن الشروط الموضوعية للثورة، وتارة يتحدث عن خيانة الريفيين للزفزافي، وهذا كلام يجهض الثورة ويضرب الحراك السلمي". وتساءل المهداوي: "كيف يعقل بأن المدعو البوعزاتي حاضن للحراك وموّله بمبلغ 160 مليون سنتيم، وأن الزفزافي يتواجد بمنزله، وسيجعل منه ملكا؛ لكنه يرفض الإفصاح لي عن مكانه"، مشيرا إلى أن البوعزاتي، الذي كان قد أخبره بوجود دبابات وأسلحة ستلج المغرب للقيام بثورة، "تبين لي أنه شخص غير جدي ومزاعمه غير حقيقية ولا تستحق التبليغ".