عبّر عدد من أعضاء هيئة الدفاع عن الصحافي حميد المهدوي، مدير موقع "بديل"، المتابع بتهمة عدم التبليغ بالمس بأمن الدولة عقب مكالمة هاتفية جمعته بأحد النشطاء المتواجدين بأوروبا هدد خلالها بإدخال أسلحة إلى المغرب، (عبروا) عن تخوفهم من قضية ضم ملفه إلى ملف معتقلي حراك الريف. وانتقد أعضاء هيئة الدفاع خلال مرافعاتهم في جلسة ليلة الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، التي استمرت إلى قرابة منتصف الليل، ضم ملف المهدوي إلى ملف معتقلي حراك الريف؛ إذ أكد المحامي عبد العزيز النويضي أن ملف الصحافي المهداوي "يجب أن يبقى منفصلا ولا يتم ضمه، ولا يجب وضع ملف المهداوي مع ملف معتقلين آخرين". ولفت النويضي، في مرافعته، إلى أن طلب ضم هذا الملف إلى الملف الأصلي لمعتقلي الريف يهدف إلى "إضفاء نوع من الخطورة على تصريحات الشخص المجهول الذي تحدث مع المهداوي عبر الهاتف"، معبرا عن رفضه لهذا الضم "لأنه لن يفيد المحكمة طالما أن الشخص الآخر لن يحضر لمواجهة المتهم المهدوي"، مشيرا إلى أن هذا الشخص "قد يكون من المخابرات، وبالتالي فإن هذا الضم غير بريء". من جهته، المحامي عبد الصادق البوشتاوي أشار إلى أن هذا الضم يراد به تضخيم الملف وتهويله؛ وذلك لإعطاء صورة عن معتقلي حراك الريف ونواياهم ضد استقرار البلاد. أما المحامي محمد المسعودي، فقد شدد على أن المكالمة التي جمعت المهدوي بالشخص المدعو ابراهيم البوعزاتي، الملقب بنور الدين، والتي قال فيها هذا الأخير بأنه سيدخل دبابات من روسيا إلى المغرب، جرى التقاطها بشكل خارق للقانون؛ إذ "لا يوجد قرار لالتقاط المكالمات التي يجريها المهداوي". وقال: "إن تم التقاط هذه المكالمات عبر هاتف الشخص المتواجد خارج المغرب، فنحن نطالب باستدعاء الجهة التي خولت الاستماع لرقم الشخص المذكور الذي لا ينتمي إلى أي فاعل للاتصالات بالمغرب". وردت النيابة العامة عبر ممثلها على هذا التخوف بالتأكيد على أنها لا ترى أي تضخيم أو تهويل للملف، قائلة: "التضخيم موجود في أذهان من يريد تضخيمه؛ إذ هو ملف بسيط يتعلق بجنحة". ونفى حكيم الوردي، نائب الوكيل العام، أن يكون ابراهيم البوعزاتي، الملقب بنور الدين، تابعا لجهاز المخابرات وتم توظيفه للإيقاع بالصحافي المهدوي، مشيرا إلى أن "هوية الشخص المذكور مضمنة في المسطرة، وهو من أبناء مدينة الحسيمة". وأضاف أن "عملية التنقيط أسفرت عن أن هذا الشخص غادر المغرب سنة 2016، وتظهر خطورته الإجرامية؛ إذ لم يكن يتحدث عن الدبابات فقط"، وقال: "سنقوم بإحضاره"، نافيا في الوقت نفسه أن تكون هناك نزعة انتقامية من المهدوي أو غيره. وفي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الجلسة، علي الطرشي، عن تأخير الملف إلى الأسبوع المقبل، شرع الصحافي حميد المهدوي في ترديد شعار "صحافي وراسي مرفوع .. مامشري ما مبيوع"، وسط تجاوب من طرف بعض النشطاء بالقاعة.