انتفض عدد من المحامين في وجه النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ليلة الثلاثاء؛ وذلك بعد طلب ممثلها ضم ملف الصحافي حميد المهدوي، مدير موقع "بديل"، إلى ملف قائد حراك الريف ناصر الزفزافي. ورفض المحامون من هيئة الدفاع عن المهدوي، في الجلسة التي انطلقت في العاشرة ليلا بعد انتهاء ملف مجموعة "نبيل احمجيق"، الذي استمر 12 ساعة، طلب ضم الملف وتأخيره إلى وقت لاحق ريثما يتم تحديد موعد انطلاق ملف ناصر الزفزافي. وطالبت النيابة العامة بضم الملفين بالنظر إلى ارتباط الوقائع المنسوبة إلى المهدوي بوقائع ملف ناصر الزفزافي، ملتمسة عبر ممثلها حكيم الوردي "تأخير ملف القضية ليتأتى تطبيق قرار قاضي التحقيق". من جهته انتفض الصحافي المهدوي قائلا: " أنا وطني مغربي.. وعاش الملك"، وزاد مخاطبا النيابة العامة: "معمركم تقدرو دفعوني للتطرف.. واعتقالي يسيء إلى خطاب الملك في البرلمان". وأردف المهدوي: "هناك من كانوا في البوليساريو وقتلوا مغاربة واليوم هم مسؤولون في الدولة، بعدما أكد الملك الراحل أن الوطن غفور رحيم، وهذا موقف قوة، فكيف يعقل أن نسجن صحافيا لرأيه؟ هل هذا خوف في الدولة؟". وفي وقت رد الصحافي المعتقل على ما ورد على لسان النيابة العامة، قام رئيس الجلسة بطرده من القاعة، قبل أن يقرر تأجيل مرافعات هيئة الدفاع إلى الأسبوع المقبل. وعبر المحامي محمد زيان، الذي ينوب عن الصحافي المهدوي، عن رفضه لذلك، موردا: "عندما أحيل المهدوي على القضاء كان لزاما أن يحال على المحكمة الابتدائية لأنه متابع بجنحة"، داعيا الهيئة إلى رفض الملتمس والحكم بعدم الاختصاص. وشدد زيان، الذي شرع في مناقشة موضوع القضية، على أن متابعة المهدوي بحكم مكالمة هاتفية جمعته بشخص يتواجد في هولندا هدد بإدخال دبابات روسية إلى المغرب "خزعبلات وخرافة جحا"، متابعا: "احتراما للنظام الذي أنبطح له غادي نربط فمي". من جهته، عبر النقيب عبد الرحيم الجامعي عن رفضه لملتمس النيابة العامة، مؤكدا أن "قرار قاضي التحقيق الذي أحال المهدوي على الجنايات لا يمكن أن يكون سليما؛ إذ كان عليه أن يحيله على المحكمة الابتدائية". وأوضح الجامعي في مرافعته أنه "لا يمكن للمحكمة أن تستجيب للمذهب نفسه الذي ذهب إليه ممثل النيابة العامة، أي تأجيل الملف وضمه إلى ملف آخر"، مؤكدا أن "قرار الإحالة للأسف دخل متاهات قانونية"، وفق تعبيره. ويتابع المهدوي بتهمة عدم التبليغ بالمس بسلامة أمن الدولة، عقب مكالمة هاتفية جمعته بأحد النشطاء المتواجدين بأوروبا، هدد خلالها بإدخال أسلحة إلى المغرب.