انتهت مواجهة "أسود الأطلس" و"لاروخا"، اليوم الاثنين في ملعب كالينغراد، لحساب الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول لنهائيات "مونديال روسيا 2018"، بتعادل المغرب وإسبانيا بنتيجة 2-2. دخل المنتخب الإسباني المباراة ضد المغاربة بتشكيلة فيها، وفقا لما ارتآه الناخب فيرناندو هيِيرّو، الحارس دي خيا إلى جوار كارباخال وبيكي وراموس ويوردي آلبا، إضافة إلى سيرجيو وإنييستا وتياغو وإيسكو، بجانب سيلفا ودييغو كوستا. أما المنتخب الوطني فقد اختار مدربه، هيرفي رونار، افتتاح المقابلة بحضور منير المحمدي وحكيمي وداكوستا وسايس ودرار، مع زياش والأحمدي وبلهندة وبوصوفة ونور الدين أمرابط وخالد بوطيب، في غياب بارز للعميد المهدي بنعطية. انطلاق المباراة اتسم بصدامات بدنية بين الطرفين، على إيقاع نهج هجومي صريح للإسبان واعتماد "أسود الأطلس" على خطة دفاعية لا تتردد في الاستثمار ضمن المرتدات الهجومية السريعة. فترة جس النبض بين النخبتين دامت 14 دقيقة فقط، نجح بعدها خالد بوطيب في خطف الكرة من سيرجيو راموس، عند خط منتصف الميدان، والركض بها حتى مرمى الإسبان، وضعها في الشباك بعد تمريرها بين ساقي الحارس دي خيا. الرد الإسباني تأخر 5 دقائق، حيث استثمر إيسكو هفوة دفاعية مغربية ليلتقط تمريرة من إنييستا في الدقيقة 19 ويسكن الكرة أعلى القائم الأيمن من مرمى منير الكجوي المحمدي، جاعلا النتيجة هدفا في كل شبكة. الدقيقة 25 شدت أنفاس الجمهور المغربي الحاضر بكثافة في ملعب كالينغراد الروسي؛ إذ نفذ بوصوفة رمية جانبية نحو خالد بوطيب، متيحا له انفرادا جديدا بدي خيا، لكن المهاجم المغربي ضرب الكرة في الحارس بدل وضعها وسط مرمى الإسبان. العناصر المغربية أبانت عن نرفزة واضحة بين الدقيقتين 21 و31 من عمر الشوط الأول، مراكمة تدخلات خشنة على الخصوم واحتجاجات على الحكم الأوزبكي رفشان إيرماتوف، ما جلب إنذارات لأمرابط والأحمدي وداكوستا وبوصوفة. أبرز فرصة للتهديف في ختام هذا الشوط كانت لإسباني؛ إذ انسلّ أندريس إنييستا في عمق الدفاع المغربي ومرر كرة أمام الحارس المحمدي، لكن دييغو كوستا فشل في التسجيل خلال الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. انطلاق الشوط الثاني كان شبيها ببداية سابقه، بضغط مغربي متواصل على حاملي الكرة من منتخب إسبانيا، وسرعة في الأداء لنقل الخطورة إلى مرمى دي خيا. في الدقيقة 55 قام نور الدين أمرابط، الجناح الأيمن ل"أسود الأطلس"، بتجريب التسديد من بعيد على مرمى الخصم، لكن قذفته ارتطمت بالعارضة والقائم الأيمن، دفعة واحدة، قبل أن ترتد خارج خط التسجيل. رد فعل الإسبان جاء من إيسكو، مسجل الهدف الأول، بعدما ارتقى لتسديد ضربة رأسية نحو شباك المحمدي، في الدقيقة 62، لكن المدافع غانم سايس أبدى فطنة عالية وأبعد الكرة خارج أرض الميدان. المغاربة انتظروا الدقيقة 81 للبصم على هدف التقدم في النتيجة 1-2، بعدما ارتقى المهاجم النصيري، المتواجد بديلا لبوطيب، كي يحيل برأسه الكرة، من ضربة ركنية، إلى داخل مرمى المنتخب الإسباني. التقدم المغربي في النتيجة التهديفية ألهب مدرجات ملعب كالينغراد، لكن الأجواء فترت بعد إعلان الحكم الأوزبكستاني، بعد اللجوء إلى تقنية "حكم الفيديو" إلى إعلان هدف التعادل للإسبان رغم إلغائه مسبقا بداعي التسلل. الهدف الإسباني الثاني جاء ب"طريقة رابح ماجر" من ياغو أسباس، في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للمباراة، الذي خدعت كرته الحارس منير المحمدي واستقرت في مرمى "أسود الأطلس". جدير بالذكر أن "أسود الأطلس" كانوا قد غادروا المونديال حسابيا خلال ثاني جولات منافسات المجموعة الثانية، عقب الخسارة أمام البرتغال بهدف نظيف، بعد الهزيمة الأولى أمام المنتخب الإيراني، في الجولة الأولى، بالنتيجة ذاتها. أما المنتخب الإسباني، حامل لقب كأس العالم في دورة 2010، فقد راكم 4 نقاط قبل مواجهة المنتخب الوطني المغربي في الجولة الثالثة، متعادلا مع البرتغال بثلاثية في كل شبكة، ومتفوقا على الإيرانيين بإصابة دون ردّ.