نشرت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، واسعة الانتشار، شهادة صادمة لمغربية حامل في شهرها السادس، تعمل في أحد حقول الفراولة بإسبانيا، تحكي تعرضها لاعتداء جنسي من قبل رب العمل. وتحكي المغربية بحرقة، في الفيديو المنشور أمس الأحد، بأنها تعرضت لاعتداء جنسي، دون أن تقدر على التصريح بذلك للشرطة الإسبانية بدافع الخوف، مشيرة إلى مداهمة رجل مسؤول بأحد الحقول بيتها بدون استئذان. وأضافت: "كنت في البيت أنا وبنت أخرى، إلى أن دخل الرجل المكان، وأمسك بي من بطني، وقلت له: ابتعد عني أنا حامل، لكنه قال لي: إن هذا ليس بمشكل، يمكن أن نمارس الجنس الفموي أو نمارس من الوراء". وأشارت المغربية، التي حُجبت ملامحها وصوتها في الفيديو حتى لا تظهر هويتها، أنها رفضت طلبه لممارسة الجنس، وقالت: "أحسست بالدوار، وبدأت أصرخ وأنادي على صديقاتي كي يخرجنه من البيت، ومنذ ذلك الوقت ونفسيتي مريضة". وختمت المغربية شهادتها للصحيفة الإسبانية قائلةً: "أنا غير قادرة على العودة إلى المغرب، قد يقتلني أقاربي وأقارب زوجي، أنا خائفة جداً، أريد أن أعود ورأسي مرفوعة بتبيان حقنا، هذا ما نريد". وتضمن الفيديو لقطات تظهر حشوداً من العاملات المغربيات في حالة احتجاج، ويبين أيضاً ظروفاً مزرية في محلات سكناهن، خصوصاً أماكن الاستحمام، إضافة إلى تسرب المياه إلى حيث يرقدن. كما ظهرت إحداهن وقد دخلت في جدال مع أحد المسؤولين بالدارجة المغربية فيما كان هو يجيب بالإسبانية. شهادة أخرى تشير إلى الرجل المتحرش نفسه، حيث تقول مغربية في الفيديو: "بقيت أنا وست أخريات، نادى علي، وأنا سمعت بأنه متحرش، لكن قلت في نفسي إن الأمر عادي، فهو رب عملي ولا يمكن أن يقوم بذلك. أوصلني بالسيارة، وبعد ذلك أمسكني بقوة وأنا أقاومه وأناشده، لكن هو لا يفهمني وأنا لا أفهمه، استمر في إمساكي من ثديي وأراد أن يمارس علي الجنس بالقوة". وتضيف قائلة: "كان يريد إنزال سروالي ويقبلني بالقوة، فبقيت أبكي وأضربه وأدافع عن نفسي، آنذاك ابتعد بعض الشيء واستمر في السير، ولم يتركني أخرج من السيارة. وصلت إلى منزلي وأنا في حالة يرثى لها وشعري مبعثر". واندلعت قضية تعرض العاملات المغربية الموسميات في حقول إسبانيا للتحرش قبل عدة أسابيع، بعدما نشرت صحيفة ألمانية تحقيقاً صادماً حول أوضاعهن في الحقول، وتعرضهن للابتزاز والتحرش والاعتداء الجنسي، وهو ما واكبته الصحافة الإسبانية بتحقيقات وربورطاجات مستمرة. هذا الأمر وصل صداه إلى المغرب، لكن وزارة الشغل والإدماج المهني، التي يشرف عليها الوزير محمد يتيم، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي، نفت أكثر من مرة هذا الأمر. ورغم فظاعة الشهادات المتوالية لم تتحرك حكومة سعد الدين العثماني كما يجب لحماية المغربيات في إسبانيا. ونفت وزارة الشغل والإدماج المهني، في بيان أخير نشرته الجمعة، أن تكون العاملات المغربيات الموسميات بمزارع إقليم هويلفا الإسباني قد تعرضن لأي حالة تحرش جنسي، وتحدثت الوزارة عن حالة استثنائية تتعلق بشخص يبلغ من العمر 47 سنة ما زال التحقيق القضائي الإسباني ساريا بشأنه. ويرسل المغرب سنوياً عاملات مغربيات، أغلبهن مطلقات أو أرامل من أسر فقيرة، للعمل موسمياً في مزارع إسبانيا لقطف الفواكه، بأجور لا تتجاوز 40 دولاراً يومياً، وقد انتقل عدد هذه العاملات المغربيات خلال الخمس سنوات الأخيرة من 3.000 عاملة إلى 15 ألفا و134 عاملة كمعدل سنوي.