جدد الأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر، عبد العزيز بلخادم، تمسك بلاده بتقديم ما اسماه "فرنسا الاستعمارية" اعتذارًا رسميًا، عن جرائمها ضد الإنسانية التي اقترفتها في حق الجزائريين. وقال عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس الجزائري، أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، بمناسة الذكرى ال 50 لعيد الاستقلال أن" أحزاب التحالف الرئاسي متمسكة بموقفها من مطالبة فرنسا الرسمية بالاعتذار عما قامت به فرنسا الاستعمارية، مشددًا على " الاعتراف بكل ما أصاب الشعب الجزائري من ويلات ما تزال أثارها حتى اليوم". وأضاف أن "جرائم الدولة الاستعمارية الفرنسية لم تبدأ في 17 أكتوبر بل منذ أن وطأت أقدامها الهمجية ارض الجزائر الطاهرة"، مشيرًا إلى أن إحياء هذه الذكرى "ليس من اجل تكريم الشهداء فحسب، بل لنؤكد على التلاحم والروح الوطنية التي وحدتنا على مر السنين". واعتبر بلخادم أن جرائم فرنسا ليست فقط في " القتل وإنما في التهجير والتجويع وفي استهداف مقومات الشخصية الوطنية، ومن الصعب أن يتم حصر كل هذه الجرائم في تاريخ معين"، مستدلاً بالخادم بالمتاريس التي وضعتها فرنسا الاستعمارية للحيلولة دون حصول الجزائريين على حقوقهم، قائلاً: "فرنسا وبعض الدول الأوروبية يجرمون بحكم القانون كل من ينفي محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، غير أنهم نسوا تجريم ما ارتكبوه في الجزائر". وأضاف بلخادم في كلمته التي ألقاها في افتتاح الندوة الوطنية التي نظمتها أحزاب التحالف الرئاسي بعنوان " أحداث 17 تأكتوبر 1961 جريمة دولة" أن حزب جبهة التحرير الوطني الذي يواصل التزامه التاريخي "يتحمل مسؤولية استمرار رسالة نوفمبر والشهداء ويتبنى جيلاً بعد جيل المبادئ الخالدة لأول نوفمبر، مع التمسك بالحق الشرعي للتصدي لكل المحاولات التي تدفع باتجاه إثارة بلبلة، وإبعاد الأنظار عما تقوم به فرنسا الرسمية اليوم"، موضحًا بلخادم، أن فرنسا، ومع اقتراب الذكرى ال 50 لعيد الاستقلال الجزائري "رصدت إمكانات مادية وبشرية ضخمة لتشويه تاريخ الثورة والمساس بأبطالها وبرموزها وزرع الشك في الحقائق التاريخية لدى الأجيال الصاعدة، سواء في ديار الهجرة أو داخل الوطن". وقال" إن كل هذه المحاولات، تم التمهيد لها بتمجيد الاستعمار، وبالتصريحات التي أدلى بها بعض السياسيين الفرنسيين، والتي تهدف كلها إلى الهروب من التاريخ"، مسترشدًا بمقولة أحد الفلاسفة " إن الإنسان لا يملك من المال ما يكفيه لتغيير تاريخه"، مؤكدًا أن فرنسا بأجيالها وأموالها وبترسانتها العسكرية والإعلامية "لا يمكن أن تغير تاريخها الملطخ بالدماء، ولا يمكنها أن تمحو من جبينها عار الاستعمار في الجزائر أو في كاليدونيا". وأشار إلى أن "المؤسف ليس ما يقوله هؤلاء، لأنهم اختاروا العداوة والخصومة للجزائر من الأول، بل المؤسف أن نجد هنا في الجزائر من يريد إدخال حزب جبهة التحرير الوطني إلى المتحف". وبعصبية شديدة قال بلخادم "الذي يدخل حزب جبهة التحرير الوطني إلى المتحف لم تلده أمه بعد، والجزائريين الشرفاء سيواصلون تحمل مسؤولياتهم التي منحها إياهم الشعب عبر الاستحقاقات الوطنية ليس فقط في بناء الجزائر الحديثة والقادرة على التكيف مع مستجدات العصر لكن في العمل على أن تكون كتابة تاريخ الثورة التحريرية سجلا للحقائق التي تبقى ثابتة ببطولات الشعب بكل دقائقها وتفاصيلها".