يواصل أزيد من 20 معتقلاً على خلفية حراك الريف، منذ 23 ماي، إضرابهم اللامحدود عن الطعام بالمركب السجني عكاشة بالدار البيضاء؛ الأمر الذي دفع هيئات حقوقية إلى مراسلة جهات حكومية قصد النظر "في مطالبهم العادلة والمشروعة، ومعالجة هذه الوضعية قبل حصول أية فاجعة، أو حدوث مخلفات خطيرة تنعكس على صحتهم". ووجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رسالة إلى كل من وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، ووزير العدل، ورئيس النيابة العامة، والمندوب العام لإدارة السجون، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قصد التدخل العاجل لإنقاذ المعتقلين المضربين عن الطعام، الذين، حسب أسرهم ودفاعهم، تزداد أوضاعهم الصحية تدهوراً، ويُرجح التحاق مجموعات أخرى من المعتقلين في ملف حراك الريف بالإضراب. وطالب "رفاق الهايج" السلطات ب "فتح حوار عاجل مع المضربين للنظر في مطالبهم العادلة والمشروعة، ومعالجة هذه الوضعية قبل حصول أية فاجعة، أو حدوث مخلفات خطيرة تنعكس على صحتهم، احتراما للحق في الحياة والحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي"، وفتح تحقيق بشأن المضايقات التي تطالهم داخل المؤسسة السجنية، والوقوف على الظروف والملابسات التي صاحبت اعتقالهم ومتابعتهم، "لما عرفته ملفاتهم من إخلال بشروط وضمانات الحق في المحاكمة العادلة، إحقاقا للحق وتفعيلا لسيادة القانون". محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، قال، في تصريح لهسبريس، إن المجلس، عبر اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالدار البيضاءسطات، يتابع عن كثب تطورات الأوضاع؛ وذلك من خلال الزيارات الأسبوعية التي يقوم بها أعضاء اللجنة للمعتقلين كل يوم أربعاء. وأورد الصبار، في تصريحه، أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يقوم بتدخلات بخصوص موضوع إضراب الزفافي ورفاقه عن الطعام، وهو بصدد حل عدد من النقاط المتضمنة في الملف المطلبي الذي يرفعه السجناء. مطالب قادة نشطاء حراك الريف تتلخص في "تجميع جميع المعتقلين الموجودين بالمركب السجني عكاشة بالبيضاء في حي واحد مع بعضهم البعض، ورفع جميع أشكال العزل والسجن الانفرادي عن ناصر الزفزافي وحميد المهداوي"، و"وقف كل أشكال المضايقات التي يتعرضون لها، واحترام كرامتهم وكرامة أسرهم"، مع "تمكينهم من حقهم في التطبيب والعلاج، وفي التغذية السليمة، والفسحة، والاستحمام والاتصال بالهاتف، وضمان حقهم في الزيارة في ظروف إنسانية توفر لهم التواصل المستمر مع أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم". من جهتها، تواصل عائلة أيقونة "حراك الريف" معركة الأمعاء الفارغة تضامناً مع ابنها ناصر الزفزافي. وقال أحمد الزفزافي، في تصريح لهسبريس: "نحن مستمرون كعائلة في إضرابنا عن الطعام مساندة لابننا إلى حين إخراجه من زنزانته الانفرادية، وتمكينه من لقاء باقي المعتقلين المتواجدين معه في السجن نفسه". وأضاف الزفزافي الأب أن ناصر "عندما يسأل عن أسباب استمرار وضعه في زنزانة انفرادية، يُشير الجميع إلى وجود تعليمات عُليا قصد إبقاء وضعه كما هو عليه الآن، ونحن مع هذا الجواب لا نعلم مصدر هذه التعليمات"، وتابع: "لقد يئس ابني من أمل الخروج من سجنه الانفرادي، وهو يطلب الآن فقط فسحة زمنية لكي يلتقي برفاقه". وكان حكيم الوردي، ممثل النيابة العامة، قد ناشد الزفزافي ورفاقه إيقاف إضرابهم عن الطعام، كي تستمر المحاكمة ويمثل المتهمون بحالة صحية جيدة أمام المحكمة ويستطيعون الدفاع عن أنفسهم.