حذّر مصطفى بايتاس، البرلماني والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الحكومة، من إقحام المؤسسات المستقلة في النقاش السياسي في البرلمان والحكومة، في رد مباشر على عبد الله بووانو، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية. وكان البرلماني بووانو قد انتقد انتخاب صلاح الدين مزوار، الذي قاد سابقاً حزب الأحرار، على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة التي عقدت الاثنين الماضي. وقال بووانو، خلال الجلسة البرلمانية، إنه "يخشى أن يتحول الاتحاد العام للمقاولات إلى هيئة سياسية تصدر مواقف سياسية وتخدم أجندة معينة"، وخاطب العثماني قائلاً: "كبرلمانيين سنتصدى لأي توجه سياسي، ونرجو أن لا تواجهونا بمنطق الأغلبية أو بمنطق التحالفات". واعتبر بايتاس، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية رداً على بووانو، أن "النقاش السياسي في البرلمان يجب أن يبتعد عن المؤسسات المستقلة والاهتمام بالمهام الحقيقية للحكومة والبرلمان والالتزام بالأدوار المنوطة بكل مؤسسة". واستغل البرلماني والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار اجتماع لجنة مراقبة المالية العمومية، المنعقد اليوم الأربعاء حول صندوق التماسك الاجتماعي بحضور الوزير محمد بوسعيد، للرد على انتقاد حليف حزبه في الحكومة، حيث قال إن "حزبه جزء من الأغلبية الحكومية، ولن يلعب أدواراً مختلفة". وأشار بايتاس، خلال مناقشة تقرير قدمه محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية حول الصندوق سالف الذكر، إنه لا يفهم كيف يتحول نقاش حول قضايا مهمة جداً نحو نقاشات أخرى ترتبط بمؤسسات مستقلة بعيداً عن البرلمان، في إشارة إلى حديث بووانو عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وقال القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار إنه "يجد صعوبة في فهم هذا الأمر"، مؤكداً أن المفروض في المؤسسات المستقلة أن تدبر أمورها بشكل طبيعي وعادي وبعيد عما هو سياسي، معبراً عن تفاجئه بالنقاش الذي أثاره البرلماني من حزب العدالة والتنمية حول انتخاب صلاح الدين مزوار على رأس الباطرونا. وحول موضوع صندوق التماسك الاجتماعي، قال البرلماني عن الأحرار إن الحكومة يجب أن تركز على تنسيق الإجراءات والبرامج الاجتماعية لمواجهة ما يعيش المجتمع المغربي حالياً هو من تبعات إصلاح المقاصة قبل سنوات. واعتبر المتحدث أن "ما وقع في صندوق المقاصة لم يكن إصلاحاً؛ بل إن الدولة تراجعت وانسحبت وتركت المواطنين في مواجهة الأسعار الدولية التي تعرف ارتفاعاً"، وأضاف: "ألم يكن من الأفيد أن تحدث الدولة آليات التدخل، إما عن طريق تخفيض الضريبي كلما رأت بأن الأسعار تتجه نحو مزيد من الارتفاع أو عبر التدخل العمومي من طرف الدولة للحفاظ على الأسعار". ودعا البرلماني والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار إلى إعادة النظر في إصلاح صندوق المقاصة، مؤكداً أن حديثه "لا يعني إرجاع الدعم الموجه إلى المحروقات كما كان سابقاً؛ لكن بإقرار إصلاح يتميز بالعبقرية، وهو ما كان مفتقداً في إصلاح الحكومة السابقة"، حسب رأيه.