ما إن تخلص رئيس الحكومة من "الصداع" السياسي الذي خلفه حليفه المنسحب من التحالف، حميد شباط، حتى وجد نفسه في دوامة أخرى من المفاوضات لترميم "الكسر" الحكومي، هذه المرة مع صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار الملتحق حديثا بالبيت الحكومي. مفاوضات عسيرة أفضت المفاوضات المارطونية والعسيرة التي ضمت صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة عبد الاله بن كيران في إطار جولات ترميم الأغلبية الجديدة للحكومة إلى الاتفاق على إعادة هيكلة الحكومة من جديد. وأفادت مصادر مقربة من المفاوضات، والتي عرفت حضور وزير الدولة عبد الله باها، كاتم أسرار رئيس الحكومة، تقديم عروض مفصلة لأولويات العمل الحكومي والهادفة إلى تجاوز الأوضاع الصعبة التي تجتازها البلاد اقتصاديا وسياسيا. وكانت الحكومة السابقة قد عجزت عن مباشرة الاصلاحات الكبرى، من قبيل إصلاح صندوق المقاصة، والاصلاح الضريبي، وإصلاح أنظمة التقاعد ... إصلاحات لا تحتمل التأجيل لم يعد لأية حكومة الحق في تأجيل هذه الاصلاحات، ذلك ما أقره عبد الصمد حيكر البرلماني والقيادي بحزب العدالة والتنمية، لأن أي تأجيل في نظرة سيعمق الأزمة وسيعرق البلاد. وأشار حيكر في تصريح ل"الرأي" أن هذه الاصلاحات هي أولوية مجتمعية قبل أن تكون أولوية حكومية، وهي واردة في برنامج كل الأحزاب، بما فيها أحزاب المعارضة. وعن طبيعة النقاشات التي تدور في كواليس المفاوضات قال حيكر إنها مجرد تفاصيل حول مباشرة تنزيل هذه الاصلاحات. دخول حكومي ساخن ينتظر أن يشهد الأسبوع الأول من شهر شتنبر بداية الدخول الحكومي الجديد، وفوق طاولة التدبير الحكومي ملفات ضخمة، فهل ستضيف التغييرات الجديدة عائلة الأغلبية زخما جديدا للإصلاحات أم ستشهد مزيدا من التصدع؟.