بعد اللقاء الأخير الذي جمع صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في إطار المشاورات الجارية لترميم الأغلبية الحكومية، والذي قدم خلاله مزوار لبنكيران تفاصيل تصور الحزب حول إعادة تشكيل أغلبية جديدة، أصبحت بذلك الكرة في ملعب الأخير، وأصبحت كل الأنظار تتجه صوب اللقاء المقبل والحاسم وما سيسفر عنه من نتائج. عبد الإله بنكيران وصلاح الدين مزوار يتساءل المتتبعون للشأن السياسي بالمغرب إن كان بنكيران سينجح في إعادة تشكيل أغلبية جديدة قبل الدخول السياسي القريب، خاصة أن حليفيه في الحكومة، الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، لهما أيضا مطالب في ما يتعلق بالتشكيلة الجديدة للحكومة. وحول مسار المشاورات الجارية بين حزبي الحمامة والمصباح، قال قيادي من حزب التجمع الوطني للأحرار، إن "التجمع يؤكد، لحد الآن، أن الكرة أصبحت في ملعب عبد الإله بنكيران، الذي له الصلاحية التامة لتسريع المفاوضات أو عدم تسريعها، لأن مزوار قدم له، في آخر جولة من المفاوضات حول تشكيل أغلبية جديدة، تفاصيل تصور الحزب بشأن الهيكلة الجديدة للحكومة وأولويات البرنامج الحكومي كما يراه التجمع الوطني للأحرار، ووفقا لما حصل الاتفاق عليه سابقا بين الطرفين". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح ل"المغربية"، أنه سبق لرئيس الحكومة أن طلب من مزوار في الجولة ما قبل الأخيرة من المفاوضات مدّهُ بتفاصيل المذكرة التي قدمها له في البداية. وأكد القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "مزوار، لحد الآن، منسجم مع توصيات المجلس الوطني للحزب"، التي قيّدت مبدأ المشاركة في الحكومة بضرورة مراجعة البرنامج الحكومي وإعادة النظر في هيكلة الحكومة، وأن هذا المعطى هو الذي كان أساسا لمنهجية التفاوض بين مزوار وبنكيران منذ البداية، وبالتالي، يضيف المصدر ذاته "لا معنى للحديث عن أي تماطل من جانب مزوار، كما يروج البعض لذلك". في السياق ذاته، أشار القيادي إلى أن ادعاءات بأن مزوار كان في عطلة في إسبانيا لا أساس لها من الصحة، وأن رئيس التجمع خصص الأسبوع الماضي لإعداد تفاصيل تصور الأحرار حول الهيكلة والبرنامج الحكومي، كما طلب منه بنكيران. وبخصوص هذه المشاورات، أكد بنكيران أنها مازالت مستمرة مع حزب التجمع الوطني للأحرار، قائلا في افتتاح الملتقى الوطني التاسع لشبيبة المصباح الأحد الماضي بالبيضاء "نحن في حوار مع حزب سياسي، وكلكم تعرفون أن السياسة فن الممكن". وأردف بنكيران "نحن نسير في حوار مع الأحرار، وإذا تيسر الأمر، فسنقوم بتكوين حكومة جديدة، وإذا لم يتيسر ذلك، سأذهب عند جلالة الملك، وله واسع النظر، وحزب العدالة والتنمية مستعد لجميع الاحتمالات". ودعا شباب حزبه إلى أن يتفهموا قرارات القيادات ويدافعوا عنها، معتبرا أن "القيادة لا تلعب ولا تخون بل تبحث عن المصلحة العامة قدر الاستطاعة".