يتواصل التراشق بين قيادات العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، فبعد الرسالة التي وجهها سلميان العمراني قيادي المصباح الى الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي للأحرار، رد المدير المكتب المركزي للحمامة والبرلماني مصطفى بايتاس برسالة تضمنت هجومات لاذعة. القيادي التجمعي المقرب من عزيز اخنوش رئيس الحزب رد على تدوينة العمراني صبيحة اليوم الثلاثاء بالهجوم عليه بشكل قاس وقال في تدوينته" ان تواجد الأحرار في الحكومة قد تم بقرار سيادي "وفقا لميزان القوة وليس صدقة من حزبه" . وخاطبه بالقول "لا ننتظر من السيد العمراني أو من بعض إخوانه أن يقرروا لنا متى نستمر أو ننسحب من الحكومة". وذكره بأن حزبه هو من أنقد "حكومة بنكيران من السقوط بعد انسحاب حزب كبير ضمن الأغلبية آنذاك سنة 2013". ونفى بايتاس اتهام التجمع الوطني للأحرار بعرقلة مهمة عبد الإله ابن كيران في تشكيل الحكومة أو "البلوكاج"، وأوضح في هذا الصدد أن "المفاوضات بناء على قواعد اللعبة الديمقراطية كانت جارية بناء على القواعد التي طوق بنكيران بها نفسه". وأضاف أن "رئيس الحكومة المكلف آنذاك، في إطار حقوقه السياسية واختياراته، تشبث بحزب حليف لم يحصل إلا على عدد قليل وفضله بمنحه عددا من الحقائب تفوق عدد الحقائب التي حصل عليها حزبين آخرين رغم أنهما يتوفران على مقاعد برلمانية أكثر منه بكثير". وتأسف بايتاس في رد عنيف بقوله "يبقى المنطق الفرعوني مسيطر على عقولكم وكأنكم تملكون تفويضا ربانيا منحتكم قلما أحمرا تصحح به أخطاء العباد من وجهة نظركم ويقيمون لهم محاكم تفتيش وأيام حساب، مع العلم أنكم أنتم أيضا بشر تقبلون على الطهر كما قد تقعون في الرجس والدنس، وقد تدافعون عن الدنس إذا كان يخدمكم و تنفرون من الطهر إذا خالفكم المسير". ورد بايتاس في تدوينة بعنوان " ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ العمراني.." أن التصريحات التي قال عنها أنها لم تحترم ميثاق تحالف الأغلبية الحكومية، بكونها" لا تدخل في إطاره، لكون الميثاق جاء واضحا متعلقا بتنسيق العمل الحكومي وعمل الأغلبية ولم يتحفظ على إبداء أي طرف لآرائه السياسية". وأكد له أن حزبه " أول من يغضب عندما كان قياديون كبار عندكم يتناوبون على مهاجمتنا بشكل منتظم وعنيف، من شيوخ ونساء و شباب، وكنا عندها نحفظ الود ونترفع عن صغائر السياسة". وأضاف بايتاس أن " التجمع الوطني للأحرار حزب الإلتزام بالعهود" ، وذكر العمراني باشارته " لكم أن ترجعوا لتاريخ تحالفاتنا السياسية خصوصا في زمن التناوب", لكنه استدرك أن حزبه "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينجر إلى "صراع الديكة"". وأشار بايتاس أن حزبه نبه كشريكا في الأغلبية الحكومية رئيس الحكومة، إلى "أن ما يقوم به قياديون بحزبه من ضرب تحت الحزام بجميع فنون الحرب بما من شأنه أن يقوض مبدأ التماسك والتضامن الحكومي، من خلال تهجمهم على التجمع الوطني للأحرار واستهداف قيادته، بشكل مستفز وبأسلوب غير مقبول، تعدى المواقف السياسية وحاول تلطيخ سمعتها والمس بكرامتها وحقوقها". وأعطى بايتاس أمثلة لتلك الهجومات, ومنها كما تدوينته " ومن جملتها تهجمات عبد العالي حمي الدين الذي حكم على حزبنا بالنهاية، وعبد العزيز أفتاتي الذي وصفنا بكارتيلات المال الحرام والناس تفهم وتعي ما معنى كارتيلات، مستعملا لغة ذات رمزية دينية ليمارس نوعا من التسلط على عقول الناس، مما يطرح التساؤل مجددا حول عدم قدرتكم على ممارسة السياسة بدون اللجوء إلى الدين والعواطف". وخاطب برلماني سيدي افني، نائب الامين العام لحزب المصباح "مشكلتك السيد العمراني أنك تخلط بين السياسة والدعوة ولذلك تلجأ إلى خلق فكرة العدو، في ثنائية الطاهر والمدنس والحق والباطل والحلال والحرام، وتسيس الدين وتدين السياسة، وعلى ما يبدو أنكم لا تستطيعون العيش بدون خطاب الأزمة وبدون خلق "عدو" تتصارعون معه لكي تظهروا للعموم، فبدون عدو تتصارعون معه وتشهرون أنفسكم لا يمكن أن تحققوا وجودكم. لذلك صرت ترى الوقائع وتحللها من زاوية ضيقة. وتبرر الفشل بعرقلة " العدو" لتشكيل الحكومة، هذا العدو الذي لا يوجد إلا في مخيلتك". وفي رد في لمز وهمز, خاطب باتياس العمراني بقوله "الأستاذ العمراني نحن منسجمون ومتناغمون مع انفسنا منذ تأسيس التجمع ولم نغير أبدا بوصلتنا، ولم نقم بمراجعات وتنازلات عن مواقفنا وأفكارنا لندخل غمار الدولة، أما تنظيمك فقد سار في ليال كثيرة بدون بوصلة قبل الإدماج في الحياة السياسة وبعدها، وتغيرت مواقفكم بعدها علنا من مؤسسات كثيرة ومهمة في البلاد". وحذر باتياس قيادة المصباح من الهدوم مجددا على حزبه التجمع الوطني للأحرار بقوله "لكل هذا لا حق لكم في أن تستبيحوا الأرض والعباد، وأن تطلقوا أولادكم وبناتكم ليهاجمونا متى يشاؤون وكيف يشاؤون بدون أدب وأخلاق ثم تطلبون منا عدم الرد، ثم تتسلطوا علينا بأفواهكم كلما أبدينا آرائنا في أمور تهم المغاربة لا تعجبكم. إن عدتم عدنا، وكلما أبديتم السلم والاحترام رددنا عليكم التحية بأنبل منها، وكلما تماديتم في تسفيهنا عدنا لكم بأفضل من ذلك، والبادئ أظلم". وحتى لا يتمدد التراشق بين قيادات الحزبين، اضطر سعد الدين العثماني الظي يقود التحالف الحكومي الى اصدار توجيه الى "مناضلي ومناضلات الحزب، يدعوهم إلى عدم الرد على تصريحات رشيد الطالبي العلمي بشأن الحزب" وذلك الى حين "اجتماع الهيئات الحزبية المخولة للنظر في الموضوع". لكن النقاشات داخل العدالة والتنمية وان لم تخرج الى العلن ذهبت الى حد المطالبة بفك الارتباط بحزب الأحرار, وهو ما سبق أن دعا اليه حسن حمورو أحد الوجوه الشبابية المعروفة بحزب المصباح حين كتب في مقال له الى اعادة "النظر في مكوناتها السياسية، بإخراج حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي لا يمكن إنكار أيضا أنه شكل عنصر توتر في المشهد السياسي لما بعد 7 أكتوبر 2016" .