في أول تعليق له على حملة المقاطعة التي استهدفت ثلاثة منتجات استهلاكية في مجال التغذية والمحروقات، قال عبد الحكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المنتخب حديثا، إن "المقاطعة تمثل سلوكا مدنيا حضاريا راقيا مفيدا للتطور والبناء الديمقراطي في بلادنا"، مضيفا أنها "تدل على عكس ما يشاع من أن المغاربة لا يهتمون بالسياسة، المقاطعة أظهرت أن المغاربة كايديرو السياسة وكايتخصمو مع نمط معين من الممارسة السياسية". وفي حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، ينشر لاحقا، اعتبر الأمين العام الجديد لحزب "الجرار" أنه "طالما القوانين لا تمنع هذه المقاطعة وطالما اعتبرت سلوكا حضاريا راقيا، فإنها طرحت جملة من الأسئلة التي كانت مغيبة خلال مرحلة سابقة". وقال إن "معظم الأسئلة التي طرحتها المعارضة هي أسئلة كانت موجهة إلى الحكومة التي التزمت الصمت لمدة طويلة قبل أن تخرج لتصف المقاطعين بالمجهولين"، مضيفا: "هؤلاء ليسوا مجهولين، وإنما مغاربة لو وجدوا مؤسسات الوساطة تشتغل بكفاءة لكانوا سيتابعونها، سواء تعلق الأمر بالأحزاب السياسية أو النقابات والجمعيات، التي صرفت عليها البلاد الكثير من الجهد والكثير من المال، والمفروض أن تستقبل انتظارات المواطنين". وزاد بنشماش أن "المواطنين ولجوا الى منتديات التواصل الاجتماعي لأنه وْصْلتْ لٍيهُمْ لْعْظمْ، وهذا سؤال يتعلق بالقدرة الشرائية للمواطنين المتدنية، ويطرح السؤال المتعلق بالمؤسسات التي من مهامها الحرص على التنافسية وعلى الحرية، ويتعلق الأمر هنا بمجلس المنافسة الذي جرى تعطيل وظائفه"، وفق تعبير بنشماش، الذي عاد ليؤكد على أن "المقاطعة طرحت أسئلة حقيقية، وكان من المفروض على الحكومة أن تنصت لمطالب المواطنين، وأن تجيب عن انتظاراتهم وأسئلتهم، وأن تقدم حلولا للناس، لا أن تصفهم بالمجهولين"، معتبرا أن "هؤلاء مغاربة كايعبرو بأسلوب حضاري بأنه وصلت ليهم لعظم ". وأشار زعيم "الباميين" إلى أن على الحكومة أن تستمع لمطالب المقاطعين، وأن تستجيب لحاجياتهم المعقولة، موردا أن "المجتمع المغربي يعيش تحولا ودينامية كبيرة". واستطرد المتحدث ذاته قائلا إن "المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية كان قد أنجز قبل ظهور حركة 20 فبراير تقريرا يتحدث عن أن هناك تحولات عميقة تقع في المجتمع المغربي، وأن المغاربة بسبب الثورة المعلوماتية أصبحوا يبدعون أنماطا وأشكالا جديدة من الاحتجاجات، وقالت الدراسة إن هناك أعطابا كثيرة في منظومة الوساطة". وفي السياق ذاته، قال القائد الجديد ل"الجرار" إن "ما عشناه خلال الأسابيع القليلة الماضية يطرح أسئلة حقيقة تفرض على الأحزاب أن تعيد ترتيب أوراقها، خاصة في ظل التحولات التي يعرفها المجتمع"، مضيفا: "لا يمكن قبول نعت المغاربة بأوصاف تمس كرامتهم وتحط من شأنهم".