بالرغم من التحذيرات التي أَصدرها أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص منع أي تغييرٍ للوضع الراهن في الصحراء، فإن جبهة البوليساريو تواصل مسلسل تحرشها بالمناطق المغربية. وأقامت الجبهة، اليوم الأحد، احتفالات عسكرية في منطقة تفاريتي شرقي الجدار العازل، تخليدا لما تسميه "الذكرى ال45 لاندلاع الكفاح المسلح"، بحضور زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي وبمشاركة بعض ممثلي الدول والسفراء المساندين لطروحات الجبهة. وأقدمت البوليساريو، حسب ما أوردته الآلة الدعائية للتنظيم الانفصالي، على تنظيم "استعراضات عسكرية لوحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي في مختلف الاختصاصات الميدانية، ملوحين بالاستعداد للحرب مع المغرب، بعد أن تلقوا التدريبات والتمارين الميدانية التي أصدرها القائد الأعلى للقوات المسلحة وهيئة الأركان العامة للجيش" وفق المصدر. واستعرضت الجبهة الوهمية في منطقة تفاريتي العازلة "تدريبات للقوات الخاصة في مجالات القتال المتلاحم، والحركات بدون سلاح، إضافة إلى استخدام النساء والأطفال" خلال هذه العروض، في محاولة لاستمالة الرأي العام الدولي. وتنديدا بالتصعيد الذي باشرته ميليشيات جبهة البوليساريو، قام المغرب، أمس السبت، بتوجيه رسالة إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، الذي لم يتأخر رده ليدعو على لسان ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسمه، إلى "تفادي كل الخطوات التي من شأنها تغيير الوضع القائم في الصحراء، قصد المحافظة على بيئة مواتية لاستئناف الحوار، دون الإتيان على ذكر منطقة تفاريتي والمناورات العسكرية بالذخيرة الحية لجبهة البوليساريو". وواصلت الخارجية المغربية استنكارها ل"تحركات عناصر إبراهيم غالي، معتبرة الاحتفالات بمنطقة تفاريتي خرقا سافرا لاتفاق وقف إطلاق النار، وأضافت أنه بعد أن وَضَعَ القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية كلا من الجزائر والبوليساريو في مأزق، وأصبحا في وضع حرج بشكل فاضح، بعد تأكيد الروابط مع المجموعة الإرهابية لحزب الله، اختار الطرفان الهروب إلى الأمام ومنطق الإفساد، عبر مضاعفة التحركات الخطيرة وغير المسؤولة". وتأسفت الوزارة، في بلاغ شديد اللهجة، بكون "التصعيد الذي باشرته الجبهة يتم بمباركة وتواطؤ من بلد جار، عضو في اتحاد المغرب العربي، ولكن يخرق ميثاقه في مناسبتين: بإغلاق الحدود، وباستقبال حركة مسلحة على أرضه، تهدد الوحدة الترابية لدولة أخرى عضو في الاتحاد. هذا البلد، عوض احترام قيم حسن الجوار وضوابط الاستقرار الإقليمي، يتمادى في دعم مرتزقة البوليساريو في عملهم المزعزع للاستقرار في خرق للشرعية الدولية". وطالبت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي جميع "الهيئات الأممية المعنية بالإسراع بفتح تحقيق دولي من أجل تسليط الضوء على الوضعية في مخيمات تندوف، التي تديرها البوليساريو فوق التراب الجزائري، والتي يتم فيها احتجاز مواطنينا وأشقائنا المغاربة في ظروف مزرية وغير إنسانية، وحيث يتم تحويل المساعدات الإنسانية التي يمنحها المجتمع الدولي وبيعها في أسواق البلد المضيف، لتحقيق الإثراء الشخصي لشرذمة البوليساريو". تجدر الإشارة إلى أن منطقة تفاريتي تقع في الحدود المغربية الجزائرية، وكانت تعرف وجودا مغربياً إلى حدود سنة 1991، قبل أن تسلمها المملكة إلى بعثة الأممالمتحدة بالصحراء بهدف تدبير اتفاق وقف إطلاق النار".