في سياق تفاعله مع إعلان جبهة "البوليساريو" الانفصالية تنظيم استعراضات واحتفالات عسكرية ضخمة، اليوم الأحد، في المنطقة العازلة تيفاريتي، بحضور وفود تمثل الدول الداعمة والمتعاطفة، واحتجاج المملكة على هذه الخطوة الاستفزازية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، طرفي النزاع حول الصحراء، جبهة "البوليساريو" والمملكة المغربية، إلى أقصى درجات ضبط النفس، و"عدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييراً للوضع القائم". وتأتي توجيهات الأمين العام للأمم المتحدة قبيل ساعات فقط من تنظيم جبهة "البوليساريو" مناورات عسكرية بمنطقة تفاريتي شرق الجدار الأمني. وأكد أنطونيو غوتيريس متابعته عن كثب للتطورات في "الصحراء المغربية" وفقا لقرار مجلس الأمن 2414 (2018)، المعتمد في 27 أبريل 2018، قصد المحافظة على بيئة مواتية لاستئناف الحوار تحت رعاية المبعوث الشخصي هورست كولر، دون الإتيان على ذكر منطقة تفاريتي والمناورات العسكرية بالذخيرة الحية لجبهة "البوليساريو". وفي السياق ذاته، نددت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالمناورات الاستفزازية الأخيرة للجبهة الانفصالية في المنطقة العازلة تيفاريتي، الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية، والتي من المرتقب أن تنقل إليها الجبهة الوهمية عتادها وميليشياتها، لتخليد ما تسميه ال"ذكرى ال45 لاندلاع الكفاح". ودعت وزارة الخارجية المغربية كلا من رئيس مجلس الأمن وأعضائه والأمين العام للأمم المتحدة وبعثة "المينورسو" إلى "تحمل مسؤوليتهم لاتخاذ الإجراءات الضرورية ضد التحركات الاستفزازية الأخيرة غير المقبولة للجبهة في المنطقة العازلة". واعتبرت الخارجية المغربية استفزازات الجبهة بأنها انتهاك جديد لاتفاق إطلاق النار، وتحد سافر لقرارات مجلس الأمن، الذي دعا إلى عدم القيام بأي نشاط يهدد الأمن والسلم، و"الامتناع عن أي أعمال مزعزعة للاستقرار". وفي الوقت الذي يطالب مجلس الأمن بإعادة إحياء العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل واقعي ودقيق ومستقر للنزاع حول الصحراء المغربية، فإن هذه الأعمال الاستفزازية تضرب بعرض الحائط جهود الأممالمتحدة ومجلس الأمن، تقول الخارجية المغربية. وكانت "البوليساريو" قد قررت إحياء "الذكرى ال45 لاندلاع الكفاح"، اليوم الأحد بمنطقة تيفاريتي، التي تعتبرها "محررة"، في تحدّ صارخ للمغرب، الذي أكد أن "تحركات التنظيم الانفصالي في المنطقة العازلة تغير الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني لها، ويمكن أن تدفع المنطقة إلى المجهول". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ميليشيات "البوليساريو" ستقوم خلال هذه الاحتفالات المرتقبة بالتخلص من مخزون الألغام الذي يملكه "الجيش الصحراوي، حيث سيتم تدمير أزيد من 5000 لغم في ثالث عملية تخلص من الألغام تقوم بها "البوليساريو" بتعاون مع منظمة نداء جنيف المختصة في تشجيع الدول للتخلص من مخزونها من الألغام، بحضور بعثة الأممالمتحدة في المنطقة". وكان مجلس الأمن قد أعرب عن "قلقه" بشأن وجود عناصر جبهة "البوليساريو" في منطقة الكركرات العازلة، وأمر الجماعة الانفصالية بإخلاء هذه المنطقة التي تقع في المنطقة العازلة ''على الفور".