"لمّن تعاود زابورك أ داوود؟" قامت الصّحافة المغربية بعدة خرجات إعلامية سنة 2007 ..فضحت فيها عدد من التجاوزات لبعض أصحاب النفوذ و المراكز الحسّاسة في المغرب في "سكوبّات" تستحق التّتويج فعلا.. دعونا لا نتساءل-الله يخليكم- عن سبب عدم المحاسبة القانونية للأشخاص المتورطين..حفاظا على أعصابنا.. و سنة سعيدة وكل عام و أنتم بخير.. رقية أبو عالي.. توصلت جريدة "المساء" بأقراص مدمجة تحتوي على أفلام تسجيلية خطيرة لقاض بمكناس يعترف فيها -وهو في وضع مخل بالحياء- بتوريط أشخاص أبرياء في أحكام حبسية بدوافع شخصية بحتة..الأفلام التي ضمّت أيضا مشاهد لثلاثة قضاة آخرين و أحد وكلاء الملك، صورتها عاهرة معروفة بمنطقة "تغسالين" نواحي مكناس تدعى "رقيّة" بهدف الانتقام.. جريدة المساء لم تتجرأ على نشر الصور و اسم القاضي المتورط و اكتفت بنشر صور "رقية" و الإشارة إلى الحرفين الأولين من اسم القاضي.. مما دفع بعض المنابر الإعلامية إلى اتهامها بالتآمر مع جهات مجهولة من أجل تلطيخ سمعة القضاء المغربي.. القضية التي أثارت ضجة في وسط الرأي العام المغربي خرجت منها عدة قضايا فرعية و ما زالت لم تنته ملابساتها حتى الآن.. فضيحة الماجيدي: انفردت جريدة "الأحداث المغربية" هذه السنة بنشر فضيحة الكاتب الخاص للملك الذي استغل نفوذه لتفويت أرض كبيرة لحسابه مساحتها prefix = st1 4 هكتارات ونصف في المدار السياحي لمدينة تارودانت بثمن جد بخس: 50 درهم للمتر المربع في حين أن الثمن الحقيقي يتجاوز 5000 درهم للمتر المربع. أحد الفقهاء في البرامج الإذاعية التي تكاثرت كالفطر مؤخرا قام ب "تبرير" فقهي عجيب لما اقترفه الماجدي ردا على سؤال غير متوقع لأحد المشاركين ..و استدل ب:" و أطيعوا الله و الرسول و..أولي الأمر منكم.." الأعجب أن الماجدي انتُخب مؤخرا رئيسا للمكتب المديري لنادي "الفتح الرباطي"..!! فضيحة ماريا بنجلون: اتُّهمت الفتاة المدللة ابنة الوزير "مجيد بنجلون" السابق بالدّوس بوحشية بواسطة سيارتها على شرطيّة مرور..و بتجارة الكوكايين..و بتكوين شبكة للدعارة..وهي تًهم كانت لتوديها "وراء الشمس" لو كانت من أبناء المزاليط..خصوصا عندما تتسرب القضية للصحافة و تصبح "قضية رأي عام".. الجرائد الوطنية "أرغت" و "أزبدت" في هذا الموضوع كاشفة أدقّ التفاصيل..و تمّ أخذ شهادات عدد من رجال الشرطة..خصوصا من صدرت في حقهم قرارات تأديبية لأنهم قاموا بتطبيق القانون مع هذه "المرأة الحديدية"... خلاصة القول أن الجميع فوجئ ب"ضمص" القضية فيما بعد.. وبالإفراج عن ماريا أو "كريمة بنجلون"وسط ذهول الرأي العام المغربي!! زوبعة الشواذ في القصر الكبير من البديهي أن القوانين تناقش فقط إذاكانت بصدد التعديل و ليس التطبيق.. و لكننا في المغرب بلد المتناقضات..حيث تعودنا على رؤية كل شئ مقلوب.. وقع العكس تماما... ففي حادثة تورّط بعض الشواذ متلبسين بإقامة عرس لعقد قران رجلين-أقصد النوع وليس الصفة- في "القصر الكبير".. تحمست بعض المنابر الإعلامية -الفرنكفونية منها بالخصوص- و أسالت وديانا من الحبر في الدعوة إلى حرية الجسد و عدم تجريم فعل عرس الشواذ و..و...في حين كان الأجدر بهم المطالبة صراحة بحذف فصل تجريم الشذوذ الجنسي من القانون المغربي..و"يخرجوا ليها كود"!! المصيبة أن وزير الداخلية بنموسى- "جا يكحلها عماها"- وتفتّقت قريحته السياسية على اصدار تصريح أذاعته وكالة المغرب العربي للأنباء في فرح بلديّ..مفاده أن العرس لم يكن لشاذّين , مكذبا بذلك الصحف التي قامت بتغطية الحدث عن قرب..و مبيّنا أن الأمر كان مجرد تلبية لرغبة أحد الأولياء الصالحين الذي "وقف" على المتّهم في المنام و أمره أن يتشبه بامرأة و يلبس مثلها!! و أن "يتمرمد" في الأرض بهستيرية على نغمات الموسيقى الكناوية..!!وهكذا حوّلنا السيد الوزير في رمشة عين في نظر الرأي العام الدولي من "شعب لا يلتزم بتطبيق قوانينه" إلى "شعب يؤمن بالشعوذة و بالخرافة".. قضية القنطرة العجيبة هذه القضية التي تحدثت عنها العديد من الصحف في حينها تحثّ فعلا على الضحك... قنطرة بالدار البيضاء كانت تبعد بمترات معدودة عن البيوت المجاورة لها إلى حد استحالة فتح النوافذ بالنسبة لأصحاب البيوت. استقربها رب عائلة فتم طرده من بيته، ثم أصبحت تهدد حياة المواطنين.. فاختار المسؤولون هدمها خلسة، بالليل..يعني"باتت ما صبحت".. الملايين من الدراهم بُدّدت هكذا في قنطرة لا تستوفي أي شرط معماري ولا تصلح لأي شيء دون أن يتلقى أيّ مسؤول ولو رسالة عتاب أو مكالمة هاتفية تقول له "حشومة عليك"،.. المنتخبون فلتوا بجلدهم، لكن مكتب الدراسات المكلف بمراقبة البناء والمهندس والشركة التي فازت بالمناقصة -إن كانت هناك مناقصة أصلاً- لازالت قائمة.. في البلدان التي تحترم المسؤوليات يجب أن "يطير" كل من ساهم في تبديد مبلغ قليل من المال العام فما بالك بمليار سنتيم الذي هو ثمن بناء القنطرة.. أما بلدنا الأمين.. فلا يعاقب أحداً عن أخطائه.. أو عن عدم تحمله لمسؤولياته.. و سنة سعيدة..