حينما تتحوّل الثقافة من غابة يانعة إلى أحراش متناثرة هنا وهناك لا بد أن نطرح السؤال ونتوقف ونتأمل في عمق الإجابة ومنطقها.. فريد الزاهي الكاتب المغربي يغوص بنا، في هذا الحوار، إبحارا في نقد الراهن الثقافي بكل تجلياته وأبعاده. ويتحدث عن نهاية المثقف الذي كان يتدخل في كل شيء.. يعيش المثقف، في نظره، مرحلة احتضار المثقف أو "موت المثقف وولادة الدجال". ويؤكد أن استعمال الفايس يخضع لأخلاقيات التفاعل أكثر من خضوعه لأخلاقيات الاطلاع والمعرفة. ويتحدث بحسرة عن انهيار وجود المثقف مع انهيار الطبقة الوسطى بالمغرب التي كانت تحقق ضربا من التوازن الاجتماعي.. حوار غني بالدلالات وبالمعاني وبالنقد الصريح والمباشر.. يبعث على التأمل على صفحات هسبريس الإلكترونية. ماذا يعني لك تكريم المبدع والكاتب المغربي في غياب نقد رصين وفي ظل مجتمع لا يقرأ.. كيف تنظر إلى هذه المعادلة التي تحمل بين طياتها تناقضا؟ أتذكر أننا، في السبعينيات والثمانينيات، لم نكن معتادين على هذه المراسيمية الاحتفائية المتمثلة في التكريم. ربما لأن الثقافة المغربية كانت حينها ما زالت شابة. وأتذكر، مثلا، بحسرة وفاة محمد عزيز الحبابي، عميد الفلسفة المغربية، من غير أن يكون قد تم تكريمه في حياته. الثقافة المغربية كانت غابة صغيرة، فصارت اليوم عبارة عن أحراش savanne، لا نميز فيها بين الغث والسمين، ولا بين الشاعر الحقيقي والشعرور، ولا بين الكتاب الذين يحملون فعلا اسمهم في عمق تجربتهم وبين الكتَبة وعشاق الكلام الطنان، ولا بين من يجعلون الكتابة هما وجوديا وفكريا وجماليا وبين طحالب تقدم نفسها على أنها مبدعة وما أبعدها عن الإبداع. الأمر لا يتعلق فقط بفنون الكتابة وإنما بفنون الصورة والصوت من تشكيل وسينما وأغنية وغيرهما. إن الأمر لا يتعلق هنا بحنين بقدر ما يتعلق بغياب النقد الفعلي الذي يمارس التقويم ويمنح لكل واحد مكانه الحق. أقرأ بين الفينة والآخر خبر تكريمات لوجوه لا تزال في بدايتها، فأقرأ لها وأجد تجربتها القصيرة متلعثمة ومتأتئة، فتصيبني الحسرة. إنها ظاهرة مرتبطة سوسيولوجيا بفيض عارم من المنتديات والمهرجانات غزت كل مدينة وقرية، يسعى أصحابها إلى المصلحة الشخصية أحيانا وإلى الظهور والتباهي أخرى، فيكرمون من لا يستحق حتى التسمية أحيانا، ويطبلون ويزمرون لأقزام ثقافية محلية أو وطنية لا تستحق القراءة والنقد قبل التكريم. إن هذه المحافل، بالرغم أهميتها في إشاعة القراءة والكتابة، تخلق تشويشا في الساحة الثقافية ينضاف إلى التشويش الذي تخلقه مواقع التواصل الاجتماعية بقبائلها الثقافية وتلقيها المبني على المحاباة والإخوانيات الصداقية والإغراء الفعلي والإغواء الثقافي. تظل الجامعة وبعض الجمعيات الثقافية البؤر الوحيدة التي تتم فيها عمليات التكريم وفقا لعطاء ثقافي "وازن" لا يخضع لمصلحيات شخصية ضيقة وإنما لنوع من الاعتراف الثقافي والفكري والعلمي. إنها فضاءات برزخية تسهم في تكريس ثقافة الاعتراف، التي نؤمن بها جميعا. ولا يمكن لثقافة الاعتراف هذه أن توجد من غير أن يكون التكريم مناسبة فعلية لتحليل عطاء الشخصية المكرمة، وتبيان دورها ونوعية عطائها وموقعها الرائد أو الاستشرافي والاستكشافي والنقدي في الساحة الثقافية الوطنية. وتلكم مناسبة تكون فكرية وثقافية، و مجالبا للفكر والتفكير، أكثر منها مجرد تكريم ينفخ في ذات الذات المكرَّمة. حدود التماس بالعشيرة الفيسبوكية.. وحضورك على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي.. كيف تقيم وتنظر إلى هذا الحضور؟ أنتمي إلى جيل عصر الكتابة قبل أن أكون من جيل عصر الصورة والتواصل البصري؛ لكني من بين القلائل من جيلي الذين تبنوا الثورة الرقمية من بداياتها، وتنبهوا إلى دورها التواصلي، خاصة أنني بدأت الاشتغال البحثي والفكري على الصورة منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي. والفايسبوك، الذي تسألني عنه، أمارس فيه حسن الاستعمال، أي أجعله بوابة خبرية وإعلامية لما أقوم به ككاتب ومثقف. أضع فيها روابط ما أنشره أو أعلن فيه عن منشوراتي أو أنشطتي. وفي أحيان أخرى، أمارس فيه تدخلي النقدي في السياسة أو الثقافة، أو أعلن فيه عشقي لبناتي الثلاث. ما عدا ذلك، أعتبر هذه النافذة شرفتي المفضلة التي تفتحني على أشخاص وصداقات متناثرة في أنحاء العالم. وبما أنني شخص يؤمن بالتواصل المباشر والمحسوس، والذكي والفكري أساسا، فإن الهاتف والبريد الإلكتروني يتكلفان بذلك. في ما مضى من الأيام والسنين، كنا نتابع عينيا في الصحف والمجلات الكتاب والمفكرين الذين نحبهم ونحب قراءتهم. اليوم صرنا نكتشف مواهب فكرية وشعرية وتشكيلية كثيرة في هذا الفضاء الافتراضي، أغلبها يكون محتشما فنميزها من بين الأصوات الطنانة les grandes gueules التي تعتبر أنها هي من يصنع كيانها لا القراء والمتلقون. التواصل الذي تتحدث عنه والتفاعل ليس دوما علامة على المعرفة. فأنت تنشر رابطا لمقال لك، وبعد أقل من خمس دقائق تتراكم لديك عشرات اللايكات. والحال أن قراءة المقال تتطلب عشر دقائق أو أكثر؛ وهو ما يعني أن استعمال الفايس يخضع لأخلاقيات التفاعل أكثر من خضوعه لأخلاقيات الاطلاع والمعرفة. مواقع التواصل الاجتماعي، في منظوري، هي أشبه بواجهة محل تشير إلى حضورك ووجودك؛ فمن تجاوز العتبة سيجد عالمك وذاكرتك، ومن توقف عند الواجهة سيكون أشبه بمن يتعرف عليك من غير أن يعرفك. ولا أدل على ذلك أنك حين تنشر صورة يكون التفاعل أقوى وحين تنشر نصا كأنك تدعو "أصدقاءك" إلى التقاعس وغض الطرف عن وجودك. مع الوقت اكتشفت أن عشيرتي في الفايسبوك لا تعرف مني إلا جانبا واحدا، هو أني "ناقد فني (وبيني وبينك أنا لا أحب هذا اللقب)، فقررت أن أنشر صورا لأغلفة الكتب التي نشرتها طيلة حياتي. وكان من نتيجة ذلك أن "المتابعين" لي في الصفحة، اكتشفوا كتبا وترجمات لم يعرفوها أبدا تبين عن كثب تعدد اهتماماتي، الفلسفية والأنثربولوجية والفكرية والأدبية، وتكشف أن أحراش الثقافة تغيب منا جوانب مهمة جديرة بالمتابعة. فريد الزاهي يسافر بنا على دروب الترجمة ومنعطفات النصوص الإبداعية ومهاوي القراءات الفلسفية.. ما جديد إصداراتك؟ آخر كتاب لي هو مجموعة من الدراسات والكتابات عن الصورة بعنوان: "من الصورة إلى البصري، وقائع وتحولات"، صدر عن المركز الثقافي للكتاب في بداية هذه السنة. وأنت تعرف أن قضايا الصورة لا تزال جنينية في العالم الثقافي العربي. فنحن صرنا مستهلكين نَهمين للصورة من غير أن نستطيع أن نتملكها فكريا ونقديا ونظريا. الصورة تنفلت منا لأننا بالرغم من انخراطنا في العولمة لا نزال حبيسي اللغة وعتباتها وحدودها الميتافيزيقية وأثرها الثقافي والديني. لذا لا يزال الوعي البصري والوعي بالسينما والفنون التشكيلية وبالصورة عموما ضعيفا لدينا؛ بل لأقل إن ليس لدينا علماء اجتماع ولا علماء نفس ولا محللون للخطاب يهتمون بالتواصل البصري والإبداع البصري إلا ما قل ودلّ. وأنت تعرف أن اهتمامي بالصورة يعود إلى بداية التسعينيات في وقت كانت الثقافة العربية لا تزال عمياء. وكتاباتي المتواضعة في هذا المضمار، كما ترجماتي، صارت مرجعية في العالم العربي. فقد حكى لي صديقي الراحل جمال الغيطاني أن ترجمتي لكتاب ريجيس دوبري (حياة الصورة وموتها) كانت تُستنسخ في مصر انطلاقا من النسخ لا من الكتاب الأصل. كما أن شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة المصري السابق، الذي اعتمد على هذه الترجمة في كتاباته عن الصورة يعتبر أن ما أكتبه وأترجمه في هذا المضمار ذا طابع مرجعي. أما آخر ما صدر لي من ترجمات فهو كتاب: "تجربة الألم، من الانحطاط إلى الانبعاث". ومن خلالها رغبت في التواصل الفاعل مع عالم اجتماع وأنثربولوجي صديق هو دافيد لوبروتون. وكما أقول دوما: الأفضل أن أترجم كتابا مرجعيا على أن أنشر كتابا رديئا.؛فالحوار مع هذا السوسيولوجي الأنثربولوجي يمكّن من تلقيح الثقافة المغربية والعربية بالبحث في موضوعات تبدو بديهية، لكنها مهمشة في البحث السوسيولوجي والأنثربولوجي لدينا. فالألم والعذاب والانتحار والاكتئاب أمور لا يهتم بها مثقفونا السوسيولوجيون والأنثربولوجيون. وكي أؤكد لك ذلك، انتهيت هذه الأيام من ترجمة كتاب عن الصمت للمؤلف نفسه. من علماء اجتماعنا وأنثربولوجيينا سيخصص كتابا لهذا الموضوع؟ وحتى أختم، ستصدر قريبا (قيد الطبع) ترجمة لي عن محبة النبي في التصوف الإسلامي لباحثة في الإسلاميات هي كلود عداس، ابنة عالم الإسلاميات الكبير شودكييفيتش صاحب كتاب "ختم الأولياء" الشهير. وهو كتاب سيكون بلا شك عبارة عن حدث ثقافي، كما كانت ترجمتي لدريدا وكريستيفا وريجيس دوبري وهنري كوربان... الترجمات في هذه الحالة تعزز تجربة الكاتب الباحث وتشكل إخصابا لثقافته ولثقافة لغته، خاصة حين تكون ترجمة ذكية واحترافية. بالرغم من تعدد اهتماماتك، الفلسفية والأنثربولوجية والفكرية والأدبية، هناك جوانب مهمة جديرة بالمتابعة للقارئ المغربي عن غابتك الثقافية عن طقوس القراءة والكتابة؟ أما ما يخص طقوس القراءة والكتابة، فتلك حكاية أخرى. ليست لي طقوس في هذا المضمار. أقرأ متى يحلو لي وأكتب متى تستهويني الكتابة. صرت أقرأ بطريقة أذكى، حتى لا أضيع وقتي في كتب وكتابات لا تستحق ذلك. أقرأ بشكل عمودي en diagonale الأبحاث والمنشورات الأكاديمية. وهي طريقة تعلمتها من صديقي الراحل عبد الكبير الخطيبي. أما الكتابة، فأنا أتربص بلحظات الفوران والانسياب. الترجمة هي العمل الوحيد الذي أستطيع القيام به في أي وقت بمتعة أو على مضض. ومنذ بضع سنوات، بدأت أرتكب كتابة القصيدة (حتى أترجم حرفيا عبارة: commettre un poème) لأن التعبير معبر؛ غير أني لا أنشر تلك الكتابات إلا على صفحتي في الفايسبوك لأني لا أعتبر نفسي شاعرا. فالترجمة والكتابة الشعرية هما ضرب من الثيرابيا ضد عوائد الزمن، أتنفس من خلالهما بين كتابة وأخرى. ولا أخفيك أني، كما بارث والخطيبي ودريدا، من بين من يعتبر أن كل شيء كتابة إبداعية بشكل أو بآخر: بحث أو مقال أو ترجمة أو قصيدة. فالجسد والفكر نفسهما هما اللذان يخترقان هذا المدى الشخصي، ويصوغان هذا التعدد. إنها لعبة الوجود في مرايا متعددة، فكل مجال يُبين لي وللآخرين عن طاقة تستعلن كي تصوغ ذاتا تكون هي نفسها في كامل تجلياتها. هل صرنا، بالفعل، نتحدث عن "موت المثقف " الذي ينأى بنفسه عن خوض الصراعات السياسية والمجتمعية ويخصص معظم وقته للمشاركات في التظاهرات الثقافية والفنية؟ أنت تذكرني بشيء عفى عنه الزمن، وانقرض نهائيا ولم يعد له ذكر إلا بعض الأطلال والصور الباهتة. لم يعد ثمة مثقف بالمعنى الذي عهدناه في السبعينيات والثمانينيات، ذلك المثقف الذي يتدخل في الشأن السياسي والثقافي والاجتماعي، وتراه في كل المناسبات حاضرا بقوة الكلمة والفعل. فمنذ التسعينيات، وخاصة منذ بداية الألفية الجديدة، صرنا نعيش مرحلة احتضار المثقف وما سميته في مقال لي سابق ب"موت المثقف وولادة الدجال". يعني ذلك أن تواري المثقف جاء نتيجة خيبات سياسية وثقافية كثيرة؛ فالكثير من بين مثقفي اليسار تحولوا إلى خدم للسلطة، امتصتهم في أجهزتها الأخطبوطية، وكممت أفواههم بحدود الممارسة والخطاب، بالرغم من عنادهم وقوة ممانعتهم. والبعض الآخر انكفأ على نفسه يجتر خيبات ذاتية واجتماعية، والبعض الآخر اكتفى بالكتابة من غير أن ينبس ببنت شفة في أمور تخرج عن دائرة مؤلفاته ونرجسيته. في التسعينيات، ومع تطور الصحافة المستقلة، والتحولات التي عرفتها البلاد، تحول الصحافي إلى مثقف، وصار المثقف في صورته السابقة أشبه بالخلفية التي تُستدعى من حين إلى آخر كي تؤكد "خطاب" الصحافي المثقف. لقد انهار وجود المثقف مع انهيار الطبقة الوسطى بالمغرب التي كانت تحقق ضربا من التوازن الاجتماعي. لاحظ معي أن الجابري انتهى بتفسير القرآن والخطيبي بالكتابة الإبداعية عن الكتابة ومحمد برادة بكتابة الرواية، وحده العروي ظل كدون كيشوت يصارع طواحين الهواء والماء بفكر قابل للنقاش. من ناحية ثانية، ظهر إلى الوجود مثقفون دجالون يتربعون على عرش بعض المنظمات الثقافية العتيدة كاتحاد كتاب المغرب وغيره، فصار رؤساء الجمعيات يتدخلون في الأمور الجارية أكثر من المثقفين المعهودين، الذين انسحبوا أو انطفؤوا محمّلين بخيباتهم وآمالهم الضائعة. ومن ناحية ثالثة، ظهر إلى الوجود مع تطور المجال الإعلامي، جامعيون تسمعهم وتراهم يتدخلون بشكل مطرد في أمور السياسة والمجتمع، ويشتغلون كمخبرين عن الشؤون العامة والأحداث الجارية وغيرها.. أما من ناحية رابعة، فقد ظهر جيل جديد من المثقفين في حظيرة شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الصحافية والثقافية العديدة التي يعجز المرء عن عدها؛ فتراهم يحللون ويؤولون ويستشرفون ويضعون المخططات. وتقرأ لهم في الغد فتراهم يقولون ضد ما قالوه سابقا. فعالم التواصل البصري لا ذاكرة له عكس عالم التواصل اللغوي التقليدي. وثمة هنا مجال آخر يمكن نعته بالقبائل الثقافية، التي تحتفي بكتابها وأدبائها بالمديح واللايكات. وهو ما ينعكس على طبيعة المهرجانات واللقاءات الثقافية التي تتم في أرض الواقع، فترى العشيرة عبارة عن شبكة تتحاب و"تتلايك" في العالم الافتراضي كما في عالم الواقع، بحيث كلهم يصيرون شعراء وكتابا وروائيين وسينمائيين، يتبادلون الدعوات ويصفقون لنجاح ملتقياتهم، في غياب أي تقويم ذاتي أو وساطة فكرية نقدية يمكن أن تمكننا من فرز الغث من السمين. هذه النماذج للمثقف الحالي تنفي مفهوم المثقف أكثر مما تؤكده. إنها تجعلنا أمام أنماط جديدة من المثقف تتراوح بين المثقف الدجال الذي يستغل بنيات تقليدية لممارسة سلطة تدخل ظاهرها مثقفي وباطنها انتهازي، وبين المثقف الصحافي الذي يتابع الأحداث من غير أن يقدر على تركيبها وصاغة نظرة شمولية، بحيث يضيع المرء بين تصريحاته ومقالاته؛ وبين المثقف الخبير الذي يستدعى للتعليق فيعلق في براثن اليومي والتحولات المتسارعة للشؤون السياسية والاجتماعية، وبين المثقف الافتراضي الذي تدعمه العشيرة التواصلية. إن هذه الخارطة، كما نرسمها هنا، ليس الغرض منها الحنين إلى صورة المثقف كما عشناه في أواخر القرن الماضي بقدر ما هو تنبيه إلى التحولات التي تعتور مفهوم الثقافة والممارسة الثقافية، وتُشذِّر مفهوم المثقف، وإلى غياب المعايير التاريخية التي يمكن أن تحدد مفهوم المثقف. هذه التحولات تجعلنا نأسف، حقا، لعدم وجود مؤرخين للثقافة، يمكنوننا من الوقوف على التحولات التاريخية للثقافة المغربية؛ وهو الأمر الذي يجعل التسيب الحالي يطال أيضا جائزة المغرب التي تسود فيها الإخوانيات، وتراها أحيانا تكرس الثقافة الجامعية أكثر من تكريسها للثقافة الأدبية الحرة والمتحررة من الطابع الأكاديمي. فالجائزة التي لا تكرس مؤلفا أو مؤلفيْن معروفيْن، وتمنح الجائزة لكاتب مبتدئ ينشر كتابا عبارة عن مقالات مدحية عن هذين المؤلفين، مثلا، أمر يدعو إلى التساؤل والقلق.