تراجعت هيئة سعودية على ما يبدو عن مبادرة جديدة تدعو إلى إنهاء إغلاق المتاجر وقت الصلاة والفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، وهي إصلاحات يُحتمل أن تكون مثيرة للانقسام بالنسبة للمملكة العربية السعودية المحافظة. وذكرت صحيفة عكاظ أن "برنامج جودة الحياة 2020"، لتحسين الحياة في السعودية، كان قد أشار إلى أن هاتين العادتين تتطلبان "تغييرا فوريا" من أجل زيادة مشاركة الناس في أنشطتها، وتعزيز ثقة المستثمرين. ونُشر هذا المقال يوم الجمعة، لكنه رُفع فيما بعد. واطلعت رويترز على نسخة من الوثيقة التي أشارت إليها، لكن نسخة مختلفة نُشرت على موقع رسمي لم تشر إلى الفصل بين الجنسين أو إغلاق المتاجر من بين الإصلاحات المطلوبة. ولم يتم تحديد إطار زمني. وقال لؤي بافقيه، الرئيس التنفيذي للبرنامج، لرويترز بالتليفون اليوم السبت، "احنا بننظر لجميع الأشياء التي تخص المواطن والمقيم، بما فيها الأشياء التي تخص جانب تحسين نمط الحياة، مثلا زي دخول العوائل إلى الملاعب الرياضية وقيادة المرأة". وتفرض السعودية منذ عشرات السنين قواعد اجتماعية صارمة، من بينها حظر الخمور والموسيقى والاختلاط بين الجنسين. وبدأ كثير من هذه الأمور يتغير الآن في ظل مبادرات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي حد من سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في 2016، في إطار إصلاحات اجتماعية واقتصادية طموحة تضمنت إعادة فتح دور للسينما، الشهر الماضي، بعد حظر استمر نحو 40 عاما. ومن المتوقع أن تسمح السعودية للنساء بقيادة السيارات هذا الصيف، لكن بشروط. ولا يوجد بالسعودية قانون مدون شامل. وتعتمد السعودية بدلا من ذلك على أحكام الشريعة الإسلامية، مع استناد الشرطة والهيئة القضائية إلى العادات الاجتماعية في فرض تطبيق قيود معينة. ويقول محللون إنه لا يوجد أساس قانوني لفرض تطبيق إغلاق المتاجر، أو الفصل بين الجنسين. ومازالت هيئة الأمر بالمعروف تجوب بعض الأماكن العامة، لكنها لم تعد تضايق الناس أثناء وجودهم في الشوارع وقت الصلاة أو تدخل المؤسسات الخاصة لفرض تطبيق الفصل بين الجنسين. ويرحب سعوديون كثيرون، لاسيما في المدن الكبيرة، بالقيود على سلطة هذه الهيئة. وبدأ السماح على نحو متزايد بدخول رجال ونساء من غير المحارم معا الأماكن المخصصة للعائلات في المطاعم، ولم يعد يتم تطبيق الفصل بين الجنسين بصفة عامة في المناسبات العامة. ومازالت متاجر تغلق في أوقات الصلاة لمدة 30 دقيقة تقريبا، لكنها تسمح لبعض الزبائن بالبقاء في الداخل ومواصلة التبضع. ولم تتم الإشارة إلى التغييرات المحتملة خلال إحدى المناسبات يوم الخميس للاحتفال ببرنامج جودة الحياة، الذي يتضمن دعم وسائل الترفيه والصحة والرياضة والتعليم.