افتتحت السعودية الأربعاء (18 أبريل ) أول دار سينما بالبلاد منهية حظرا دام نحو 40 عاما على دور العرض السينمائي وجاء افتتاج الدار في إطار حملة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحديث المملكة المحافظة. وحضر مسؤولون كبار في الحكومة وشخصيات أجنبية وشخصيات مختارة من قطاع الترفيه حفلا خاصا لمشاهدة فيلم (بلاك بانثر) على شاشة ضخمة بقاعة في الرياض. وقال آدم آرون الرئيس التنفيذي للشركة المشغلة لدور السينما إيه.إم.سي إنترتينمنت القابضة إن التذاكر ستطرح للبيع للجمهور الخميس (19 أبريل) على أن يقام أول عرض عام الجمعة. وانطلقت الاحتفالات في بهو دار السينما عندما أعلن آرون ووزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد التدشين الرسمي للدار ودخلا قاعة العرض التي تسع 450 شخصا. ويمثل افتتاح دار السينما معلما جديدا في إطار الإصلاحات التي يتولاها ولي العهد بهدف تغيير نمط حياة السعوديين الذي كان يميل للانعزال، وتنويع اقتصاد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وخفف الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) بالفعل بعض القيود خلال العامين الأخيرين شملت السماح بتنظيم حفلات عامة وبقيادة المرأة للسيارة والسماح بالاختلاط بين الجنسين. ونظمت المملكة أول عرض أزياء الأسبوع الماضي بحضور جمهور من النساء فقط. وعبر كثير من السعوديين عن سعادتهم بانتهاء الحظر على أفلام السينما ونشروا على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الثناء وصور ولي العهد. واختلطت الصورة في أذهان آخرين تجاه ما وصفوه بالتحول الكبير والمفاجئ من جانب الحكومة بشأن السينما. وقال مستخدم على تويتر "مسكين من ستوضع هذه الأفلام في ميزانه يوم القيامة.. الإنسان يقول يا رب سلم سلم من ذنوبه وحده فكيف سيتحمل ذنوب الملايين من الناس". ويرى محافظون دينيا أن السينما والتمثيل يخالفان الإسلام. ولا توجد مناهضة واضحة تذكر للإصلاحات الاجتماعية التي كانت غير واردة قبل بضع سنوات فقط، وإن كانت مساحة النقد محدودة أيضا. وألقي القبض على عدد من رجال الدين البارزين العام الماضي في محاولة على ما يبدو لإسكات المناهضين للإصلاحات. وكانت من بين مشاهدات فيلم أمس الأربعاء الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، والتي اصطحبت معها ابنها البالغ من العمر 16 عاما ليشهد ما وصفته "باللحظة التاريخية". وكانت المملكة قد حظرت دور السينما في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي تحت ضغوط من المحافظين. ومع ذلك ظل السعوديون متابعين نشطين لوسائل الإعلام والثقافة الغربية. ورغم الحظر على دور السينما، يشاهد السعوديون في المنازل الأفلام الأمريكية والمسلسلات التلفزيونية الأمريكية على نطاق واسع. وفي عام 2017 قالت الحكومة السعودية إنها سترفع الحظر عن السينما في إطار إصلاحات تهدف لإبقاء أموال السعوديين في الداخل بدلا من إنفاقها على رحلات ترفيه إلى دبي والبحرين وغيرهما. وتخطط السلطات لإقامة نحو 350 دار سينما تضم أكثر من 2500 شاشة عرض بحلول عام 2030 لخدمة السكان البالغ عددهم أكثر من 32 مليون نسمة أغلبهم من الشباب تحت سن 30 عاما وذلك على أمل تحقيق مبيعات تذاكر بنحو مليار دولار سنويا. وقال مصدر مطلع لرويترز في الشهر الماضي إنه لن يتم الفصل بين الجنسين في دور العرض على خلاف معظم الأماكن العامة الأخرى. وستخصص العروض الأولى على الأرجح للأسر. ولم تتضح الصورة بعد بشأن نطاق الرقابة لكن مسؤولا سعوديا قال إن نسخ الأفلام التي تعرض في دبي أو الكويت ستكون مناسبة للجمهور السعودي. ويبدو أنه تم حذف مشهدي تقبيل من فيلم (بلاك بانثر).