على إيقاعات مليئة بالمعاني والوفاء للمدن التي عبرها، والتي احتضنت سيرا لكتاباته بحبر القلب والروح، نظم منتدى الحوار للفنون والثقافات بمدينة شفشاون، والمركز الثقافي، بتنسيق مع مؤسسة محمد حقون، لقاءً أدبيا مع الشاعر والمترجم والرحالة الكردي المقيم في النمسا بدل رفو، مع توقيع كتابه "رقصة الشعر". وفي كلمته التقديمية أشار عبد الجواد الخنيفي إلى أن الرحالة بدل، ومنذ أن احتضنته العديد من الأمكنة على خارطة الكون، من كردستان إلى النمسا والمغرب والهند والمكسيك وغيرها من الآفاق المختلفة، علمته الضفاف والطرق البعيدة أن شفشاون بأناسها وتاريخها وحضارتها وإطلالاتها الهادئة بيته الثاني الذي نسج في قلبه خيوطا من حرير. واستحضر الأديب والرحالة بدل رفو في سياق حديثه عن تجربته في الكتابة والحياة العديد من الرحلات في معناها الجغرافي والحضاري، وانطلاقها الحسي، والتي وشمت ووسمت ذاكرته في تنقلات دائبة بعدما أرخها في إصدارات وفي محطات عبر مقالاته بصحف ومجلات عالمية. كما توقف المتحدث ذاته عند نافذة الإبداع التي فتحت له مسارات وامتدادات تبدأ بالحب وتكتمل بالشعر والجمال وقيم الإنسان. وكان هذا اللقاء الذي تابعته كل الأطياف الثقافية والاجتماعية بالمدينة مناسبة تلاحم فيها المكان مع جوارح الرحالة والحاضرين، حيث قدمت لوحات وتذكارات وكتب لرفو بمساهمة الفنان التشكيلي عبد المجيد أزراف، والفنانة المبدعة نزيهة البشير العلمي، والأديب محمد بنخنو؛ فضلا عن شهادة المنتدى التي سلمها للمحتفى به الشاعر عبد الكريم الطبال. وسلم رئيس جماعة شفشاون، محمد السفياني، شهادة لقب المواطن الفخري للرحالة رفو، الذي أجمع الكل على المكانة التي تحظى بها المدينة في كتاباته وأشرطته التوثيقية، إذ أصبح واحدا من وجوهها الأوفياء للمكان والإنسان.