في أول رد له على "الحملة المجهولة" على مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى مقاطعة بعض المنتوجات، قال وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، إن الفلاحة هي فلاحة الأرض، ولا مجال للتدخل الافتراضي فيها، مشددا على أنه يجب أن تَتِمَّ الأمور بشكل موضوعي، لأن المقاطعة سَتَضُرُّ بالعديد من المواطنين المشتغلين بشكل مباشر في هذه القطاعات. وأضاف أخنوش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مثل هذه الأمور "مافيهاش اللعب، ولّي بغا اللعب يمشي لبلاصة أخرى"، مبرزا بأن "الحليب منتوج يحدث عليه الطلب بشكل كبير، والمغاربة يشربونه في الصبح والمساء" وفق تعبيره. وزاد وزير الفلاحة والصيد البحري بأن كأس الحليب الذي يشربه ملايين الناس هو مصدر رزق الكثير من الفلاحين المغاربة"، موردا أنه "لا مجال للأشياء الافتراضية، ولا مجال في الفلاحة سوى للمعقول والعمل الميداني" على حد قوله. وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي منذ نهاية الأسبوع الماضي حملات مجهولة المصدر، تدعو إلى مقاطعة بعض المنتوجات، واتهم روادها بعض الشركات بالتلاعب بالأسعار، وبضعف جودة المنتوج مقارنة مع الدول الأوروبية المجاورة. وأكد مندوب الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، جواد الشامي، اليوم الأربعاء بمكناس، أن الملتقى الذي ينظم في دورته ال13 من 24 إلى 29 أبريل الجاري، يشكل نافدة لتسليط الضوء على تجارب الاستثمار الناجحة وتجارب تحويل النشاط في المجال الفلاحي، والتي يمكن أن تشكل مصدر إلهام بالنسبة للعديد من الفلاحين. وأوضح السيد الشامي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الملتقى الدولي للفلاحة "هو قبل كل شئ مصدر إلهام وفضاء فريد بالنسبة للفلاحين للتعرف على كل الفاعلين في السلسلة الفلاحية، من المنتجين إلى المستهلكين". وأبرز بهذه المناسبة، أن عملية تسويق أروقة المعرض تمت في ظروف جيدة، مسجلا أن كل الأروقة الموجودة بالأقطاب التسعة للملتقى تم حجزها منذ شهر مارس، وهذه سابقة تعزى، من جهة إلى ترسيخ مكانة الملتقى، ومن جهة أخرى إلى الموسم الفلاحي الحالي، الذي يرتقب أن يكون جيدا، موضحا أن العامل الثاني هو الذي ساهم في المشاركة الكبيرة للمهنيين، الذين يرغبون في الاستفادة من الدينامية التجارية المنتظرة من الملتقى. وأوضح السيد الشامي أن موضوع هذه الدورة "اللوجستيك والأسواق الفلاحية" يكتسي أهمية بالغة، لأن "الفلاح لا يمكنه التفكير في الإنتاج دون التفكير في التسويق"، مضيفا "يجب أن تسبق اليوم دراسات السوق كل استثمار في القطاع الفلاحي، بغية تقديم عرض ملائم لحاجيات الزبناء". وقال المندوب إن على الفلاحين أن يأخذوا كذلك بعين الاعتبار القضايا اللوجستية، مشيرا إلى أنه لهذا السبب تعرف هذه الدورة مشاركة عدة فاعلين في قطاع اللوجستيك، سواء على مستوى أروقة المعارض لتقديم التكنولوجيات، التي تمكن الفلاحين من الرفع من تنافسيتهم، أو في إطار الندوات ال32 التي سيناقش خلالها الخبراء الوطنيون والدوليون قضايا اللوجيستيك. ويحتفي الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، تماشيا مع شعاره لهذه السنة، بهولندا كدولة شرف لأن الهولنديين، بحسب السيد الشامي، يعتبرون من بين الشعوب الأكثر تعاطيا للتجارة، وخبرة في مجال اللوجستيك. وتنعقد الدورة الثالثة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 24 إلى 29 أبريل الجاري بمكناس. وقد اختارت هذه الدورة، المنظمة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وجمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، موضوع "اللوجستيك والأسواق الفلاحية"، لتسليط الضوء على مكتسبات النموذج الفلاحي المغربي، وخاصة لتأكيد الطموحات الكبرى للمغرب في هذا القطاع.