تجمعت نساء من عاملات النظافة في المدارس العمومية، الأربعاء، قرب باب الأحد بالعاصمة الرباط، احتجاجا على الوضعية التي يعشنها. وحسب ما أدلت به نورة. م، إحدى هؤلاء النسوة، فإن العقدة التي وقعنها مع الشركة انتهت في شهر دجنبر الماضي، ولم يتم تجديدها؛ لكنهن مع ذلك ما زلن يعملن داخل هذه المؤسسات، لمدة أربعة أشهر، دون تلقي أي أجر من أي جهة كانت. وصرحت السيدة بأنه لم يجرِ تسريحهن ولا إعلامهن بالوقت الذي ستبدأ فيه العقدة الجديدة، مضيفة أنه وفي كل مرة تَعِدُهن الإدارة أن الشركة لم يبق لها سوى القليل لتبدأ الاشتغال، دون أن يتم تطبيق هذه الوعود على أرض الواقع. وتؤكد السيدة ذاتها أنها ذهبت رفقة عدد من العاملات، قبل العطلة الأخيرة، إلى الأكاديمية بالرباط، وسألن عن الموضوع، ليجري إخبارهن أن الشركة ستبدأ الاشتغال بعد العطلة وسيتم تسوية وضعيتهن؛ لكنهن دخلن بعد العطلة دون أن تتم أي تسوية. وقالت نجمة. س، زميلة نورة في العمل، إنها -بالإضافة لباقي النسوة-تشتغل كعاملة نظافة في المؤسسة نفسها منذ تسع سنوات، وتجدد العقدة كل سنتين مع الشركة التي يفوض لها تدبير الملف، مشيرة إلى كونها اعتادت أن تجمع وثائقها لترسلها إلى المديرية الإقليمية حين تتغير الشركة، قبل أن تتحسر: "الآن ذهبت الشركة، ولم تجدد العقدة، وبقينا نعمل بدون مقابل.."، وتضيف المتحدثة قائلة إنهن كن يتوصلن بأجورهن في كل شهر، والتي تبلغ 1300 درهم. وصرحت جميلة ه، عاملة نظافة بإحدى المؤسسات بمدينة سلا، بأنها مع باقي زميلاتها تعمل خلال هذه المدة إرضاء للتلاميذ والأساتذة، مؤكدة أن هؤلاء وحدهم من يقدرون ظروفهن. وأضافت متحدثة باسم هؤلاء النساء أنهن ليست لهن نية خلق مشاكل مع أي جهة كانت، بل كل ما يردن معرفته هو من يتحمل مسؤولية تسديد مستحقات الأشهر الأربعة الماضية، مشيرة إلى كون المدير الإقليمي يحاول أن يهدئهن بقوله إنه لن يتم طردهن أو إزعاجهن؛ غير أن "هذا الخطاب لم يعد كافيا"، وفق تعبيرها. وفي توضيح له، صرح محمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، بأن هؤلاء النساء ينتمين إلى الشركة السابقة، ولسن موظفات تابعات للأكاديمية الجهوية. وأضاف أضرضور أن فسخ العقدة كان بجزء من تراب الأكاديمية، ويتعلق الأمر بكل من المديريات الإقليمية للخميسات والصخيرات تمارةوالرباطوسلا. وقال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة إن المشكل لم يعد قائما، حيث إن الشركتين التي فوض لهما تدبير النظافة، بدأتا الاشتغال، وجاءتا بموظفين تابعين لها. وأضاف المسؤول الجهوي أن الأكاديمية ليست لها الصلاحية لفرض هؤلاء العاملات على الشركات الجديدة، مشددا "أنه لا تربطنا بهؤلاء العاملات علاقة شغل، ولسنا وسطاء". وتابع محمد أضرضور قائلا إن هؤلاء النساء لم يكن يحق لهن، خلال الأربعة أشهر الماضية، الدخول إلى المؤسسات التعليمية، ولم يكن يتوجب عليهن العمل، مشيرا إلى أن المهمة الموكولة إلى الأكاديمية تتعلق بالتربية والتكوين وليس بتدبير شؤون عمال النظافة. *صحفية متدربة