جمال الكرنيطي شخصية مغربية رياضية متميزة..بدأ مشواره في رياضة الغولف بالمغرب كممارس من صنف الهواة، لتحمله بعد ذلك رياح الهجرة سنة 1987 إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث واصل تمارينه ليحصل على عشرات الشواهد والاعترافات من كبار الشخصيات والنوادي في عدة ملتقيات للغولف؛ لكنه وضع قدمه على عتبة الشهرة بعد أن تم قبوله قبل 22 سنة كممرن (أستاذ) لهذه الرياضة بالنادي العسكري للغولف Army Navy Country Club ضواحي العاصمة الأمريكيةواشنطن؛ وهو النادي الذي يشكل رؤساء الولاياتالمتحدة وسياسيوها أهم أعضائه. بتواضعه وخجله الواضحين رحب المدرب العالمي المغربي جمال الكرنيطي باللقاء بهسبريس والغوص في ذكرياته مع أكبر الشخصيات التي رافقها وجالسها خلال مسيرته الرياضية التي تتجاوز 26 سنة؛ وذلك مباشرة بعد عودته من مدينة مراكش، حيث كان مدعوا من قبل وزارة الجالية لحضور أشغال الملتقى الثالث للكفاءات المغربية أيام 3-4-5 أبريل الجاري. حبذا لو تحدثنا عن بدايتك في هذه الرياضة؟ شكرا لهسبريس وشكرا لك..الحقيقة أنني ومنذ صغري عشقت هذه الرياضة، وكنت أقطع المسافة الفاصلة بين "بلاص بيتري في الرباط" وحلبة دار السلام للغولف فقط لأشاهد المحترفين، وأمني نفسي بأنني سأكون يوما مثلهم..طبعا كنت صغير السن يومها، وحين بلغت 17 من عمري قادتني الظروف إلى الولاياتالمتحدة، حيث تمرنت في عدة نواد عبر كافة أرجاء البلاد، إلى أن استقر بي الأمر في نادي أرلنغتون، وهو كما تعلم يعتبر من أهم النوادي في أمريكا. ماهي أبرز ذكرياتك مع عشاق الغولف؟ هذه الرياضة أتاحت لي فرصة لقاء كبار المسؤولين والسياسيين والرياضيين، لكن هناك غصة في قلبي بسبب فرصة كبيرة فاتتني هنا في العاصمة واشنطن، حين أخبرني أحد رؤسائي في النادي أن الملك الراحل الحسن الثاني سوف يحضر للنادي لكي يلعب الغولف لبعض الوقت، وبأنني مكلف بمرافقته عبر المضمار..لكنه ولظروف صحية قرر إلغاء الأمر فتأسفت كثيرا لأنني كنت أعلم أن الراحل كان يعشق هذه الرياضة. لكنني في المقابل رافقت الرئيس باراك أوباما، ولازلت خلال جولاته في النادي وهو يلعب، كما حصل الأمر نفسه مع نائبه جو بايدن، والرئيس بيل كلينتون وزوجته هيلاري، بالإضافة إلى كبار جنرالات الجيش الأمريكي، مثل الجنرال ريتشارد كود، والجنرال كارل سميث وغيرهم من نواب الكونغريس والسيناتورات. هل تخبرهم شيئا عن المغرب. طبعا..وهم يعرفون أنني مغربي أمريكي.. ومؤخرا سألت الرئيس أوباما - بعد أن ترك منصبه- ونحن نتجول في مضمار الغولف، ما رأيك في المغرب؟ فقال لي إنه بلد جميل وعريق..فسألته هل يود زيارته؟ فقال لي إنه لم يعد يتوفر على طائرة رئاسية، لكن إذا وجهت له الدعوة فسيكون مسرورا..أما كلينتون وزوجته فهما مغرمان بالمغرب كما هو الشأن مع آخرين غيرهما. أنت غادرت المغرب في وقت كانت رياضة الغولف حصرا على طبقة معينة كيف وجدتها في أمريكا؟. الحقيقة أن الفرق كبير، فملاعب الغولف عندنا لا يمكن مقارنتها بما يوجد هنا..في أمريكا يمكنك الاشتراك في نواد كثيرة وبأسعار معقولة، وهو ما يشجع الصغار خصوصا على صقل مواهبهم..فشعبية هذه الرياضة تكمن في توفير فضاءات الممارسة..ثم أنت تعلم أن المغاربة عموما يعشقون رياضات أخرى، ويبقى الغولف محصورا بين فئة معينة. علينا أن نشتغل على المرافق الرياضية لهذه الرياضة إذا أردنا تكوين أبطال والحفاظ عليهم..إذ ليس المهم أن يكون عندك بطل، بل الأهم هو أن يقتنع بالبقاء في المغرب؛ ولكي يحصل ذلك يجب توفير المحفزات الماضية واللوجيستية. أنت ذكرت الأطفال، وأنا شاهدت صورا لك مع أبناء يتعلمون الغولف.. نعم ..هذا ما كنت أقصده، فاهتمامي منصب على مشروع صناعة الأبطال وليس بالشخصيات والسياسيين، بل بالجيل الصاعد الذي يحلم بأن يصل إلى العالمية في هذه الرياضة..ولا يمكن النمو رياضيا ما لم نهتم بهذه الفئة العمرية، وهو ما أفعله في النادي هنا ويلقى ترحيبا كبيرا من المسؤولين. إذا طلب منك المغرب العمل وفق برنامج للنهوض بهذه الرياضة، هل تقبل؟. بكل سرور..وأنا الآن بعد عودتي من مدينة مراكش منهمك في التحضير لدوري الحسن الثاني للغولف في الولاياتالمتحدة، وسيكون فرصة لكي يحتك الأبطال المغاربة مع نظرائهم الأمريكيين، كما سيكون فرصة للتعريف بالمغرب أكثر وتقديم صورة جميلة عن عراقته وأصالته وعمقه الحضاري. شكرا السيد جمال الكرنيطي ونتمنى لك المزيد من النجاح في مشوارك الرياضي العفو، بل أنا من يشكركم على اهتمامكم بالكفاءات المغربية المهاجرة، وقد قرأت لكم الكثير من المقالات التي تعرفون فيها بمواهب ونجاحات أبناء المغرب بالخارج.