شهدت أطوار محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين، مدير يومية "أخبار اليوم" المتابع بتهم أبرزها يتعلق بالاتجار بالبشر، في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، تقدم دفاع المتهم بتشكك في هيئة الحكم. وأوضح النقيب السابق محمد زيان أنه سجل دعوى ترمي إلى التشكك المشروع في الهيئة التي يقودها القاضي بوشعيب فارح، مشيرا إلى أن ذلك "مبني على كون رئاسة المحكمة قبلت شكاية ثلاث مواطنات دون استفسار المتهم أو دفاعه". وشدد زيان على أن دفاع ناشر "أخبار اليوم" استغرب كثيرا عندما "قامت المحكمة بقبول المستنطقات الثلاث كمطالبات بالحق المدني دون أن يبدي الموكل أي جواب"، ويتعلق الأمر بكل من "وداد.م"، "كوثر.ف"، و"صفاء.ز"، مضيفا: "موكلي لم يبد أي رأي بخصوص ما صرحن به وقبلن كطرف مدني". وتابع زيان بأن تشككه يرجع أيضا إلى أن "المحكمة، بعد استعمال القوة لإحضار المستنطقات، طلبت منهن مغادرة القاعة لكونهن غير معنيات بالطلبات الشملية، وإن كان يدل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على أنها تعرف مسبقا الدفوعات التي سيتقدم بها الدفاع، وبالتالي الهيئة بعيدة عن الحقيقة"، بتعبيره. ورد القاضي بوشعيب فارح، رئيس هيئة الحكم، على ما ذهب إليه زيان قائلا: "التشكك المشروع يحال إلى الجهة المختصة؛ نحن غير مختصين، ثم إنه لا يمكن التوقف في الملف إلى حين بت هذه الجهة". وأضاف فارح مخاطبا النقيب السابق محمد زيان بقوله: "المحكمة غير مختصة وهذا تضييع للوقت .. عليكم إحالة التشكك على الغرفة الجنائية، ولسنا سلطة للبت في هذا الدفع". وطالب النقيب زيان ب"ضرورة استدعاء الضباط الذين قاموا بمحضر المعاينة، وكذا الضباط الذين أشرفوا على محضر التحري، إلى جانب الضابط الذي قام بتفريغ القرص وتحرير تقرير الخبرة؛ وذلك لمعرفة كيفية الحصول على الصور". وتبادل دفاع الصحافي توفيق بوعشرين ودفاع الطرف المدني الملاسنات؛ إذ رفض عبد الصمد الإدريسي، محامي المتهم، نعته بكونه "ينهج أسلوبا متخلفا"، مهاجما المحامي زهراش بأنه هو من يقوم بذلك. المشاحنة التي انخرط فيها محامون من الطرفين امتعض منها النقيب عبد اللطيف بوعشرين، إذ وجه نداء مهنيا قائلا: "نحن نقدم صورة بشعة لكل المنظمات .. إن مستوى المحاماة تراجع بشكل يستدعي امتعاضا قويا. ابتدأنا بالملاسنات، واليوم نعيش حالة امتعضنا لها، وكان بودي الانسحاب". وأردف النقيب بوعشرين: "على إخواننا الحفاظ على اللحمة، لا نقبل السباب والقذف والذم، فنحن لحمة واحدة حافظوا عليها"، وشدد على أن "الزميل الذي يتجاوز الخطوط يجب أن تدون المحاضر في حقه ويعاقب"، ليزيد وهو يصرخ غاضبا: "الحزم سيدي الرئيس!". جلسة اليوم الأربعاء من "محاكمة بوعشرين" عرفت تسجيل مجموعة من النيابات الجديدة في الملف، سواء لفائدة المشتكيات والمصرحات، أو في صفوف دفاع المتابع توفيق بوعشرين.