اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، بجملة من المواضيع أبرزها العلاقات المصرية-الإماراتية، والانفتاح الاقتصادي والثقافي في السعودية، والقضية الفلسطينية، وتجاذبات القوى الدولية في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، والتوتر الدبلوماسي بين الدول الغربية وإيران. ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها حاليا لمصر الشيخ محمد بن زيدان آل نهيان ولي عهد أبوظب، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، أن اللقاءات المصرية الاماراتية تتسم دائما بأنها تجدد الحيوية والنشاط في أوصال العمل العربي المشترك، مضيفة أن "المصارحة والمكاشفة من أهم عوامل نجاح اللقاءات الثنائية بين مصر والإمارات على كافة المستويات في اطار التنسيق المستمر وتوحيد الرؤي والمواقف نحو العديد من القضايا والملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك". وأشارت إلى أنه "مع تكرار اللقاءات تترسخ المبادئ المشتركة والثوابت التي تؤكد عليها دائما مصر والإمارات من ضرورة احترام سيادة الدول على أراضيها ورفض أي تدخل في شؤونها، وإدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله وكل وسائل تمويله وحماية عناصره الآثمة". وفي سياق متصل، كتبت (الأهرام) ، أن هناك تطابقا في الرؤى والمواقف بين مصر والإمارات قائم على أساس ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدول التي تواجه الأزمات وصيانة مقدرات شعبها وتمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بمسؤولياتها في حفظ الاستقرار ودعم التنمية، إلى جانب تعزيز جهود التعاون العربي المشترك بما يحقق مصالح الشعوب العربية ومواجهة مساعي التدخل في شؤونها الداخلية. وفي الشأن الفلسطيني، وفي مقال تحت عنوان "إسرائيل والكاوتشوك" كتبت (الجمهورية) بقلم أحد كتابها، أن "الاحتجاج السلمي حق للشعب الفلسطيني لا يجوز الحجر عليه من قبل إسرائيل، وفكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرض الوطن فكرة جيدة" ، مضيفا أن الجيد في الاحداث هو "إصرار الشعب الفلسطيني على المواجهة وخاصة المواجهة السلمية التي تفضح التعنت الاسرائيلي، واستخدام الشباب الفلسطيني لأفكار بسيطة ولكن مزعجة لليهود فحرق (الكاوتشوك) أدى إلى حجب الرؤية عن الجنود الاسرائيليين وشعورهم بالاختناق من هذه الحرائق مما جعلهم في حالة ارتباك شديدة". وتابع كاتب المقال "شجاعة الشعب الفلسطيني تفضح التعنت والظلم الاسرائيلي، وأن الاحتجاج السلمي له أثر السحر في العالم حتى وإن كان هناك ضحايا لأن الشعب الفلسطيني وحده القادر على جعل العالم يلتفت الى هذه القضية الجوهرية في الشرق الاوسط بل أساس كل أزمات الشرق الأوسط". وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها تحت عنوان "تعاون دفاعي وثقافي بين الرياض وباريس"، أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا التي اختتمت أمس يتضح أنها "ركزت على أمرين حيويين يتمثل الأول في العمل على نقل التقنية الفرنسية في مجالات الدفاع المختلفة للمملكة ترجمة لتطلعات رؤية 2030، وهي تطلعات سوف تنقل المملكة الى مرحلة اقتصادية جديدة تقوم على توطين الصناعة ونقل التقنية وتنويع مصادر الدخل، وتمتلك فرنسا كقوة كبرى في العالم صناعة متقدمة في المجالين الدفاعي والعسكري وفي غيرهما من المجالات التي يهم المملكة الاستفادة من توطينها بالمملكة". ويتثمل الأمر الحيوي الثاثي، تضيف الصحيفة، في "الاستفادة من التجربة الفرنسية في المجالات الثقافية المتعددة فهي مصدر ثري من مصادرها الحيوية في العالم، وقد اهتمت المملكة في هذا الشأن بتعزيز التبادل العلمي والثقافي عبر سلسلة من الندوات ذات العلاقة بحوار الحضارات وعمدت الى تنظيم البعثات الفرنسية السعودية للتنقيب عن الآثار بالمملكة". وفي نفس الموضوع، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "التصالح مع الفنون"، أن "التغيير في المنظومة الفكرية وتحولها من الانغلاق إلى التسامح مع الفنون، يبرز إيماننا بضرورة إيلاء الفكر والروح العناية اللازمة في التزود من الفنون والآداب وترسيخ حضورها كأداة وعي وثقافة مجتمعية تنشر التسامح والخير والجمال وتحرر العقل الدوغمائي من تصوراته الموهومة تجاه الفنون وربطها الاعتباطي بنشر الأفكار المدمرة أو المتضادة مع الدين". وأضافت أن "الحراك الثقافي الدولي اللافت الذي تشهده المملكة والاتفاقيات المبرمة في مجالات فنية وثقافية مختلفة هو حراك مبهج وباعث على الفرح والأمل ويؤكد أننا نمضي سريعا في اتجاه النور والضوء والثقافة ونصنع مستقبلا باسما ووضيئا لجيلنا وللأجيال المقبلة التي هي على موعد مع ومضات النور والإشعاع الحضاري عبر مشروعات ثقافية تضعنا في مقدمة الدول المتحضرة". وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، في افتتاحياتها ومقالات لبعض رؤساء تحريرها، متابعة الزيارة التي يقوم بها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للولايات المتحدة ولقاءه أمس مع الرئيس دونالد ترامب، مجمعة على أنها زيارة "تاريخية" وأن المباحثات التي تخللتها "ناجحة بكل المقاييس، وتجعل من التعاون الاستراتيجي القطري الأمريكي مستداما"، وأنها أيضا "محطة جديدة على طريق هذا التعاون المتميز بين الدولتين (...) وفق رؤية مشتركة تخدم مصالحهما الثنائية، وتساهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي للبيت الخليجي، الذي ما زالت قطر تعتبره بيتا واحدا لشعب واحد". وسجلت أن تصريحات الجانبين "تؤكد بكل وضوح رغبة قطرية أمريكية صادقة في مواصلة التشاور والتواصل" بشأن "قضايا حيوية ومهمة عديدة على رأسها، بعد الملف الثنائي، قضية مكافحة الإرهاب الذي أولته القمة اهتماما كبيرا". وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (العرب) مقالا تحت عنوان "بين غزة وفلسطين المحتلة يقف ماو تسي تونغ"، تناول كاتبه محطات من القضية الفلسطينية بين المتغيرات الميدانية ومساحة وسقف النضال الفلسطيني وتداعياته، مذكرا بما كان اعتبر في 1965 مزحة حين ابدى الرئيس الصيني ماوتسي تونغ، لدى استقباله رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (وكانت الصين أنذاك أول بلد غير عربي يعترف بالمنظمة) استغرابه كيف أن "عدد العرب أضعاف عدد الصهاينة بمئات المرات"، لدرجة أنه كان لهم أن ينتصروا ولو فقط باستعمال العصي في هبة واحدة. ولفت كاتب المقال أنه بعد خمسين عاما، عادت ما اعتبر مزحة من قبل ماو تسي تونغ "لتقف على الحاجز الرملي بين غزة وفلسطين المحتلة في (يوم الأرض)" ، لكنها عادت، برايه، لتسجل حضورها في وقت "انقسم فيه الفلسطينيون، واستكبر الصهاينة، وزادت وقاحة الغرب، وغاب العرب"، مؤكدا أنه، في سياق كل ذلك وبالرغم من كل الاستنتاجات المحتملة والتي قد تكون متخاذلة، فإن مع تجدد الانتفاضة يتأكد أن حق العودة لا يسقط بالتقادم، وأنه مع كل مسيرة يقوم بها الشعب الفلسطيني "لإنصاف نفسه" تسجل "نقطة انطلاق جديدة لإجبار الصهاينة على التنازل". وفي الأردن، سجل مقال لصحيفة (الغد) بعنوان "الضربة الأمريكية المحتملة لسورية"، أن موسكو، لم تكتف بالتحذير من "تداعيات خطيرة" لضربة عسكرية أمريكية محتملة لسورية، بل سارعت إلى التحرك في مجلس الأمن لإحراج أمريكا والدول الغربية، فكشفت عن نيتها التقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن يقضي بإرسال محققين أمميين إلى دوما لفحص صحة الاتهامات الغربية باستعمال القوات السورية أسلحة كيماوية في هجومها الأخير على معقل جيش الإسلام. لكن الأنظار، يضيف كاتب المقال، تتجه إلى البيت الأبيض الذي توعد سيده دونالد ترامب، برد قاس على استخدام الكيماوي في الغوطة الشرقية، حيث من المستبعد أن تقبل الإدارة الأمريكية بالمقترح الروسي في مجلس الأمن لقناعتها بأنه محاولة من موسكو للمماطلة وشراء الوقت لتجنب ضربة عسكرية. وأشار الكاتب إلى أن ترامب الذي كان حتى الأمس القريب يستعجل الانسحاب من سورية، عاد ليحضر المسرح لعمل عسكري ضد النظام السوري وقواته، في إشارة بالغة الوضوح على اضطراب السياسة الأمريكية حيال الأزمة السورية. وتحت عنوان "العدوان الثلاثي الوشيك على سوريا"، كتبت (الدستور) أنه ما لم تحدث "المعجزة"، فإن سوريا ستكون على موعد وشيك مع "عدوان ثلاثي" جديد، تلعب فيه واشنطن دور "رأس الحربة"، وتتناوب فرنسا وبريطانيا على دور "الكومبارس" فيه ... وأن كل الدلائل تشير إلى أن إدارة الرئيس ترامب عاقدة العزم على توجيه ضربة لئيمة ومؤلمة لسوريا، إن أخفقت الدبلوماسية في استغلال ما تبقى من "سويعات"، لنزع فتيل الانفجار. أما صحيفة (الرأي)، فسجلت بدورها، في مقال، أن الصراع العربي الإسرائيلي والذي بات اليوم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفق رؤية "صفقة القرن"، سيكون أكثر دموية لأن إسرائيل سترفض حل الدولتين الذي لا يتماشى مع طموحاتها، مشيرة في هذا الصدد إلى الدراسة التي نشرتها مؤسسة "راند" المقربة من وزارة الدفاع والاستخبارات الأمريكية عن حل الدولتين أو عدم التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتكلفة ذلك ماديا. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الدراسة، هدفت أصلا إلى تزويد جميع الأطراف بمعلومات شاملة وموثوقة عن الخيارات المتاحة وتكاليف حل الدولتين وعواقبها المتوقعة مع التركيز على التكاليف الاقتصادية والأمنية. وفي البحرين، كتبت صحيفة (البلاد) أن الولايات المتحدة رحبت بتوجه بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، وحذرت " الشركات التي تفكر في العمل مع الجمهورية الإسلامية من أنها قد تمول بذلك جماعات متشددة وزعزعة استقرار المنطقة". وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمهل الحلفاء الأوروبيين حتى يوم 12 ماي المقبل لإصلاح اتفاق عالمي موقع مع طهران في عام 2015 ، يتم بموجبه رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي. وأكدت اليومية أنه في مستهل جولة تشمل الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، قالت سيجال ماندلكر، وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الارهاب والمخابرات المالية، للصحفيين في لندن، " إن العقوبات جزء مهم من جهد شامل لمواجهة (النشاط الخبيث) الذي تمارسه إيران في المنطقة"، مضيفة أن " الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة لها صلة بإيران ". من جهتها، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أن "جماعات مسلحة تحتجز آلاف الرجال والنساء والأطفال في ظروف مرعبة في ليبيا، حيث يتعرضون للتعذيب وانتهاكات أخرى"، موضحة أن التقرير الصادر عن متكب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي نشر بالتعاون مع بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، كشف " انتشارا واسع النطاق لحالات الاحتجاز التعسفي وغير القانوني لفترات مطولة والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان أثناء الاحتجاز". ونقلت الصحيفة عن مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، قوله إن " هذا التقرير لا يكشف عن الانتهاكات والتجاوزات المروعة التي يتعرض لها الليبيون المحرومون من حريتهم فحسب، بل يكشف أيضا عن الرعب المطلق وتعسفية هذه الاعتقالات للضحايا وأسرهم على حد سواء"، مضيفا أنه " ينبغي إيقاف هذه الانتهاكات والتجاوزات، ومحاسبة المسؤولين عن مثل هذه الجرائم على نحو تام". من جانبها، تطرقت صحيفة ( الأيام) إلى تحذير الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، من الطيران فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط ونيقوسيا، بسبب "احتمالية تنفيذ هجمات جوية من طرف الولايات المتحدة وحلفائها ضد أهداف سورية خلال ال 72 ساعة المقبلة". وأوضحت الصحيفة أنه تم إطلاق هذا التحذير ، وفقا للوكالة، بسبب "احتمالية وجود اضطراب متقطع في معدات الملاحة ووسائل الاتصال، ولذلك ينبغي أن يتم وضع هذا في الاعتبار عند التخطيط لرحلات الطيران في المنطقتين المذكورتين". وفي لبنان، توقفت صحيفة (الجمهورية) عند تجاذبات المشهد السوري في مجلس الأمن الدولي أمس، وقالت إن "التطورات الخطيرة في الوضع السوري واحتمالات توجيه ضربة عسكرية أمريكية غربية للنظام وحلفائه، وبين "الفيتو" الروسي الذي أحبط مشروع القرار الأمريكي الغربي الذي كان سيمهد لهذه الضربة، يجعل المنطقة على فوهة بركان يمكن أن ينفجر في أي وقت (...)". وأشارت إلى أن "التطورات الدولية بشأن الأزمة السورية تصدرت واجهة الأحداث السياسية، في ظل تصعيد أمريكي وبريطاني وفرنسي ضد روسيا، وتصعيد أمريكي غير مسبوق ضد سورية ترافق مع بدء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي دراسة سيناريوهات ضربة عسكرية محتملة فيها، بعد اتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية في (دوما)، وهو اتهام ردت عليه دمشق بتوجيه دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى التحقيق في هذا الاستخدام" . وأضافت أن الساعات الماضية حملت جملة معطيات تؤشر إلى خطورة الوضع واقترابه من العمل العسكري، ولعل أبرزها إلغاء ترامب جولته بأمريكا اللاتينية، بغية الإشراف على الضربة الأمريكية في سورية. وفي نفس السياق، ذكرت يومية (المستقبل) أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توقع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس بالإليزيه، "أن تقتصر الضربة العسكرية التي قد يوجهها الغرب للنظام السوري بسبب الهجوم الكيميائي في دوما على المواقع ذات الصلة بالترسانة الكيميائية للنظام السوري"، ونقلت عن ماكرون قوله "لا نريد أي تصعيد للوضع في المنطقة. لكننا سنواصل تبادل المعلومات وسنعلن خلال أيام عن قرارنا بشأن سورية". وبشأن مستقبل الاتفاق النووي مع إيران، نقلت الصحيفة عن ماكرون تأكيده أن "فرنسا ملتزمة بالاتفاق الموقع مع إيران، ولكن هذا لا يعني أننا راضون عن السياسات الإيرانية العدوانية في الشرق الأوسط أو عن أنشطة طهران الباليستية. لذا نحن منفتحون على الحوار مع حلفائنا في هذا الصدد (...)".