تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس على جملة مواضيع، أبرزها القمة العربية ال29 التي ستعقد الأحد المقبل بالسعودية، والضربة الأمريكية المحتملة في سورية على خلفية الهجوم الكيميائي في مدينة دوما السورية، والعلاقات الاقتصادية القطريةالأمريكية، ونتائج مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد اللبناني. ففي مصر، وتحت عنوان "قمة الممكن والمستحيل بالدمام"، نشرت صحيفة (الأهرام)، مقالا لأحد كتابها اعتبر فيه أن القمة العربية المقبلة التي تعقد في السعودية، "تأتي وسط أجواء ضبايبة غير مسبوقة تعيشها الدول والشعوب العربية، ورؤى غير واضحة لمستقبل المنطقة التي تتعرض لسلسلة من المؤامرات والتحديات التي تهدد وجود العديد من الدول، وهو وضع لم تعرفه المنطقة العربية منذ سنوات الاستقلال"، مضيفا أن "السؤال الملح لدى كل مواطن عربي، هو ماذا تستطيع الجامعة العربية وأمينها العام الدبلوماسي أحمد أبو الغيط أن تفعل أو تحققه خلال القمة ال 29؟". وتابع متسائلا ، هل تستطيع "دبلوماسية" أبو الغيط أن تحتوي خلافات واختلافات الدول العربية حول الوضع في سوريا أو اليمن أو ليبيا أو العراق أو لبنان؟، وماذا سوف تفعل القمة العربية بشأن القرار المتهور للرئيس ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس العربية المحتلة؟ وهل قضية الشعب الفلسطيني البائس مطروحة للنقاش خلال القمة؟ أم أن القادة العرب سوف يكتفون ببيان إدانة وشجب نقل السفارة واعتداءات إسرائيل اليومية على الفلسطينيين حتى يظل الكثيرون يتاجرون بالقضية وآخرون يناورون حولها تحقيقا لأهدافهم الضيقة. وفي سياق متصل، نشرت (الجمهورية) مقالا لأحد كتابها بعنوان "قمة التحديات العربية" أشار فيه إلى أن البعض يتحدث عن أهمية القمة من حيث مكان انعقادها، وهو المملكة العربية السعودية وهي إحدى أكبر القوى الفاعلة والمحركة للأحداث على المسرح العربي الحالي، والبعض يتحدث عن أهمية القمة من حيث جسامة التحديات التي يتعرض لها العالم العربي في فلسطينوسوريا وليبيا واليمن. وهي جميعا، يضيف كاتب المقال، "ناتجة عن تدخلات أجنبية غير مشروعة في الشأن العربي، تدخلات تحمل أطماعا وأحلاما مثل التدخلات الإيرانية والتركية، فضلا عن تدخلات قوى كبرى تحول العالم العربي إلى ساحة للصراع والتصعيد السياسي والعسكري الذي ينذر بكارثة إذا ما خرج في أي لحظة عن السيطرة". وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة (الأخبار) بقلم أحد كتابها، أن الصدام الأمريكي الروسي لم يعد سرا مخفيا، أو نية مبيتة، بل أصبح الأمر تهديدا معلنا بحيث أصبح العالم كله يترقب وينتظر الآن متى تنفذ أمريكا تهديدها وتهاجم سوريا، مضيفة أنه " في ظل هذه التطورات المتسارعة على الجانب الأمريكي والبريطاني والفرنسي، هناك تطورات أخرى على الجانب الروسي، حيث وجه فلاديمير بوتين ، بالأمس، تحذيرا واضحا لأمريكا وحلفائها، وأعلن أن القوات الروسية المتواجدة في سوريا ستسقط الصواريخ المهاجمة، وتضرب وتدمر مصادر إطلاقها". وفي السعودية، أكد مقال في يومية (الجزيرة) تحت عنوان "قمة الظهران، دلالات الوحدة والتنمية"، أن انعقاد القمة العربية الأحد المقبل بمدينة الظهران شرق المملكة، "يأتي في وقت تواجه فيه دولها تحديات متنوعة وخطرة تهدد أمنها القومي وتؤثر في استقرارها واقتصادياتها، منها القضية الفلسطينية؛ والأزمات في سوريا وليبيا واليمن، والتدخلات الإيرانية والتركية في شؤون الدول العربية". وبرأي كاتب المقال، فإن هذه القمة "قد تستأثر بأهمية بالغة، مقارنة بالقمم الأخرى، نظرا لما يحيط بالدول العربية من مخاطر وتحديات تهدد بقاء ووحدة بعضها؛ خلافا لما تتسبب به من تدمير ممنهج للمجتمعات العربية وتضييع لثرواتها الطبيعية وتعطيل لمقوماتها الاقتصادية"، مؤكدا أن "الموقف العربي الموحد يحتاج إلى قيادة تتصف بالحكمة والنزاهة والقبول، وأن تدفع نحو السلام والتنمية وتصفية الأجواء العربية وتطهيرها من قضايا الخلاف المشتتة للجهود". وفي نفس الموضوع، كتبت صحيفة (اليوم) أن القمة العربية التاسعة والعشرون التي ستمثل الدول ال22 الأعضاء في الجامعة العربية "تنعقد في خضم التطورات الساخنة في المنطقة، ووسط نجاح سعودي في التصدي للتمدد الإيراني في المنطقة"، مشيرة إلى أن هذه القمة "استثنائية"، بما يمكن أن يسهم فيه خروج العرب من "الحالة الانكفائية إلى الاقدام والنجاح إيجابا لحل الأزمات العربية بما يتجاوب مع طموحات الأمة". وفي الشأن السوري، كتبت يومية (الوطن)، تحت عنوان "سيناريوهات الضربة العسكرية في سورية" أن الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين يرجعون أن أربعة سيناريوهات محتملة للضربة الأمريكية التي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتوجيهها إلى سورية، أبرزها "توجيه ضربة عسكرية عنيفة تنتهي بتغيير موازين القوى على الأرض وتجبر نظام الأسد وحلفاءه سواء الروس أو الإيرانيين والميليشيات الموالية لها، على الجلوس على طاولة المفاوضات وخطط السلام المطروحة". وأضافت الصحيفة أن السيناريوهات المحتملة لتلك الضربة قد تشمل أيضا عملية محدودة باستخدام صواريخ توماهوك مماثلة للعملية السابقة التي تم فيها قصف قاعدة الشعيرات العام الماضي، وقد تكون أيضا ضربة عسكرية غير قاتلة يليها انسحاب أمريكي مباشر من سورية، أو إلغاء خيار الضربة العسكرية والعودة للمفاوضات. وفي قطر، ركزت الصحف المحلية، في افتتاحياتها اليوم، على البعد الاقتصادي لزيارة أمير قطر الى الولاياتالمتحدة، وأهمية اللقاءات التي أجراها مع عدد من الشخصيات الأمريكية النافذة على مستوى الكونغرس وسوق الاعمال، مشيرة الى أن حجم التعاون التجاري بين الدوحة وواشنطن يقع عند حدود حوالي 125 مليار دولار، ب"طموحات ورغبات من الجانبين في مضاعفة هذه الأرقام مستقبلا"، فيما يؤكد وجود أكثر من 650 شركة أمريكية عاملة في قطر، برأيها، "ثقة" سوق الأعمال الأمريكي في الاقتصاد القطري. وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال تحت عنوان "حتمية إعادة إحياء النظام العربي"، أن النظم العربية الحاكمة، التي خسرت معظم جولات صراعها مع إسرائيل، تعيش حاليا مازق انحصارها في قلب كماشة تنامي صعود ثلاثي إيران وتركيا وإسرائيل ك"دول إقليمية فاعلة لكل منها مشروعها الامبراطوري الخاص"، بينما هي تمتلك؛ بما لديها من مساحة تصل الى 13 مليون كلم مربع وحوالي 450 مليون نسمة وناتج قومي يزيد عن 3 تريليونات دولار، ما يجعلها بالقوة والفعل لاعبا رئيسيا في المنطقة، ويؤهلها لأن تكون ندا لهذه القوى المتصاعدة. ولفت كاتب المقال الى أن إسرائيل التي كانت "أكثر القوى استفادة من الأعاصير التي هبت على المنطقة طوال العقود الماضية"، أصبحت الآن "في وضع يغريها ليس فقط بالإصرار على تصفية القضية الفلسطينية نهائيا، وإنما أيضا المنافسة بشدة على قيادة المنطقة"، مضيفا أن "ثورات الربيع" ساهمت بدورها "في تعميق أزمة البلاد العربية بدلا من مساعدتها على الخروج من إسارها". وخلص الكاتب الى ان الأوضاع السائدة حاليا في المنطقة "لا تتيح فرصة حقيقية أمام أي دولة عربية للعثور على مخرج منفرد من المأزق"، وانه ما من حل إلا "أن تنهض معا أو تسقط معا"، وأن مسلك النجاة الحقيقي، برأيه، أن تنخرط في "بناء (نظام قومي) على أسس جديدة ومختلفة، يحترم الدولة الوطنية ويبني عليها لا على أنقاضها"، ويكفل أيضا "حقوق المواطنة لا أن ينتهكها، ويشرك الشعوب في صنع مستقبلها عبر عملية تكاملية مخططة ومدروسة". وفي الأردن، اهتمت (الرأي) بالقمة العربية ال29 المقبلة التي ستعقد بالسعودية، وكتبت أنه مع انطلاق الأعمال التحضيرية، توجه الشعوب العربية أنظارها إلى ما سيتمخض عن يوم الخامس عشر من الشهر الحالي، متسائلة ما إذا ستكون القمة نقطة التقاء قادرة على تجاوز التجاذبات والاختلافات، بما يمهد لانطلاقة حقيقية لعمل عربي مشترك قادر على مواجهة التحديات. وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمات التي تعصف بالأمة العربية، وما تبعها من مستجدات، فرضت نفسها على أجندة القمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأحداث التي شهدها قطاع غزة، وكذلك الأزمة السورية وتمرد ميلشيات الحوثي في اليمن، إلى جانب "آفة الإرهاب والتطرف". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "تصعيد أمريكي وخلط جديد للأوراق!"، أن التصعيد السياسي الأمريكي والغربي والتلويح بضربات عسكرية ضد أهداف سورية، على خلفية اتهامات الكيماوي الأخيرة، يخفي وراءه محدودية في الخيارات والبدائل، تحديدا من جانب الولاياتالمتحدة وصف حلفائها الطويل. ويرى كاتب المقال أن ثمة خلط للأوراق وإغراق للعالم بالتفاصيل يرافق التصعيد السياسي والتلويح بالخيار العسكري، لكن القراءة التحليلية الهادئة للمشهد بكليته في سورية، يضيف الكاتب، يمكن أن تقدم رؤية أوضح وأن ترسم إلى حد ما مسارات الأزمة المقبلة دون تهويل ودون تهوين. وفي السياق ذاته، ذكرت (الدستور) أن موسكوودمشق دعتا منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية لإرسال فريق من الخبراء إلى دوما، لمعرفة حقيقة ما حدث، مشيرة إلى أن استجابة المنظمة للدعوة الروسية – السورية للتحقيق مهمة جدا، وقد تصبح بداية تحول في مسار الأزمة السورية، ما لم تتدخل الطائرات الحربية والصواريخ المجنحة لإحباط مهمة فريق الخبراء، قبل أن تبدأ. وفي البحرين، كتبت صحيفة ( أخبار الخليج) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر روسيا من أن "صواريخ جديدة وذكية" قادمة لتضرب سوريا، ما يدفع باتجاه تصعيد خطير بين القوتين على خلفية التقارير حول هجوم كيميائي قرب دمشق. ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله، في تغريدة على موقع تويتر، "تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجهة إلى سوريا. استعدي يا روسيا لأنها قادمة وستكون جميلة وجديدة و(ذكية)...."، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أكد بدوره "استعداده" لعرض خيارات عسكرية على ترامب، حيث أشار إلى أن بلاده "لا تزال تجري تقييما" للمعلومات حول الهجوم المفترض. من جهتها، أبرزت صحيفة ( البلاد) أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الحدود مع سوريا ولمنع تنظيم (داعش) من شن أي هجمات محتملة عبر الحدود. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء قوله، في مؤتمر صحفي، "اتخذنا عدة إجراءات لحماية حدودنا مع سوريا من بقايا داعش"، وأضافت أن "داعش لن يتمكن من اختراق العراق مرة أخرى"، مشيرة إلى أنه وفقا لتقارير إعلامية، طالب العبادي من الولاياتالمتحدة بمساعدة القوات العراقية على تأمين الحدود، في إشارة إلى "تحجيم دور الحشد الشعبي الذي تسيطر فصائ له على مناطق تمتد من قضاء سنجار شمالا وصولا إلى مدينة الرمانة شمال القائم الحدودية". وفي لبنان، كتبت (المستقبل) أن رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري توقف أمس، خلال مؤتمر صحفي، عند نتائج وأبعاد مؤتمر "سيدر" الذي يجسد "الشراكة بين لبنان والمجتمع الدولي للاستقرار وتحقيق النمو المستدام وحماية النموذج اللبناني"، مؤكدا أنه "لامؤامرات على أحد ولا توطين لأحد، لا سوريين ولا فلسطينيين، من خلال مؤتمرات الدعم الدولية"، فالهدف هو استقرار لبنان أمنيا واقتصاديا واجتماعيا ومواجهة تداعيات أزمة النازحين السوريين (...). وأضافت اليومية أن الحريري شدد على محورية "التوافق" كمدخل كفيل بتنفيذ نتائج "سيدر" ميدانيا، لافتا الانتباه إلى أن "الإصلاح ضروري وواجب على اللبنانيين لمصلحة الوطن والمواطن" بغض النظر عن المؤتمرات الدولية، وأن المؤتمر هو "بداية لعملية تحديث اقتصادنا وإعادة تأهيل بنيتنا التحتية وإطلاق إمكانات القطاع الخاص وتحقيق النمو المستدام". وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة (النهار) أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حذر من أن الغارات الجوية الأمريكية على النظام السوري والهادفة إلى معاقبته على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في دوما حتمية، وذلك بعد تعهد مسؤولين روس اعتراض الصواريخ وإسقاطها وحتى استهداف المواقع التي تنطلق منها، في وقت تواصل الولاياتالمتحدة تعزيز أسطولها في المتوسط وإرسال سفن حربية إضافية قرب السواحل السورية. ونقلت اليومية عن ترامب قوله في تغريدة مفاجئة على الموقع الاجتماعي قوله "روسيا تعهدت إسقاط أي أو كل الصواريخ التي تطلق على سوريا. استعدي يا روسيا لأنها (الصواريخ) سوف تأتي بشكل جيد وجديد وذكي"، في إشارة إلى الصواريخ والقنابل "الذكية" التي تصيب أهدافها بدقة عالية. ومن جهتها أشارت (اللواء) إلى أن جو المنطقة اكفهر في ضوء تصريحات الرئيس الأمريكي، لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين دعا في اتصالات مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل وإيران ودول أخرى في المنطقة لأن يسود المنطق السليم، متخوفا مما وصفه "بالفوضى الدولية".