نظّم عشرات المواطنين من سكان واحة سيدي إبراهيم ضواحي مراكش، الأحد، وقفة احتجاجية تنديدا بالحالة المزرية للطريق التي تربط بين مراكش وتامنصورت عبر مركز الجماعة، فضلا عن السرعة المفرطة التي تحصد الأرواح بين فترة وأخرى، وفق تصريحات متطابقة لهسبريس. الاحتجاج، الذي شارك فيه ممثلو المجتمع المدني والذي جرى تنظيمه أمام المقر القديم للجماعة القروية واحة سيدي إبراهيم التابعة لعمالة مراكش، رفعت فيه لافتات كتب عليها "هادي طريق ماشي حرب" و"أوقفوا نزيف الحياة" و"أزيد من 20 قتيلا سنويا"، وشعارات من قبيل "والمسؤول فيق فيق وبنادم مات فهاذ الطريق"، و"حقوقي حقوقي دم في عروقي". هشام الراجحي، شقيق ضحية حادثة سير وقعت يوم الخميس الأخير، قال لهسبريس والدموع تبلل مقلتيه: "توفي أخي بعد أن دهسته سيارة فارهة بطريق الموت في الصباح الباكر، بعدما حاولت تجنب حفرة لتتجه إليه مباشرة وترديد قتيلا". وأورد هذا الشاب المكلوم في فقدان أخيه الكبير: "الطريق مليئة بالحفر وتفتقر للإنارة العمومية وعلامات التشوير، بالرغم من كونها تشكل نقطة عبور للشاحنات من الحجم الكبير، ووجود مدارس بالمنطقة"، وفق قول الراجحي. وفي السياق نفسه، أوضح حميد الجلايدي، فاعل جمعوي بالمنطقة، في تصريح لهسبريس، أن الوقفة الاحتجاجية تنظم تنديدا بتقاعس المسؤولين عن إصلاح الطريق الرئيسية بواحة سيدي إبراهيم والتي شهدت أزيد من ثلاثين حادثة سير خلفت ضحايا. وأردف المتحدث نفسه أن "طريق الموت تعتبر مسلكا للخليجيين الذين يتوجهون إلى منتجعات سياحية، توفر لهم كل سبل المتعة؛ لكن ذلك ينعكس سلبا على حياة سكان المنطقة، بسبب السرعة المفرطة للسيارات الفارهة"، على حد تعبيره. ولتسليط الضوء على ما يشكو منه سكان الواحة، اتصلت هسبريس بعبد الرحمن الكامل، رئيس الجماعة القروية واحة سيدي إبراهيم التابعة لعمالة مراكش، الذي أوضح أن الطريق موضوع الاحتجاج من لدن السكان تابعة لوزارة التجهيز، وهي المعنية بإصلاحها والعناية بها، مؤكدا أن "وضعيتها المزرية؛ لكن الحفر ليس مسؤولة عن حوادث السير، لأن السرعة المفرطة للسيارات الفارهة والشاحنات من الحجم الكبير هي التي تقف وراء إزهاق أرواح المواطنين"، بتعبيره. من جانبه، أكد مصطفى الأطرش، مندوب وزارة التجهيز، ضمن تصريح لهسبريس، أن "الطريق المعنية ثلاثية تابعة لإدارتنا ومصنفة سابقا، نتدخل لإصلاح حفرها"، مضيفا "نشتغل على دراسة ينتظر الانتهاء منها في غضون شهر، في انتظار التشاور مع المنظومة المحلية لإبرام اتفاقية بهذا الخصوص مستقبلا". وتفاعلا مع مقترح الأطرش، رحّب رئيس جماعة واحة سيدي إبراهيم بذلك، "لوضع حد لهذه الوضعية المؤلمة التي تحصد الأرواح"، مؤكدا أن "الجماعة تعمل، مع ولاية جهة مراكش وباقي المتدخلين، من أجل تأهيل مدخل الجماعة من جهة مراكش عبر تأهيل شامل للطريق الرئيسية وتقوية الإنارة العمومية"، يختم المسؤول الجماعي.