تخليدا لليوم العالمي للتوحد، احتضنت ساحة الألعاب المحاذية لمقر عمالة إقليموزان تظاهرة "الأضواء الزرقاء" التي جرى خلالها إشعالها في سماء دار الضمانة، في خطوة تروم الاحتفال والتحسيس بطيف التوحد. التظاهرة المنظمة من طرف جمعية الحنان وزان، تمّت بتنسيق مع تحالف الجمعيات العاملة في مجال التوحد، وبشراكة مع كل من المجلسين الإقليمي والبلدي لوزان، ومندوبية التعاون الوطني، ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلى جانب هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، ومجلس الطفل الجماعي. واختير للنشاط شعاران وهما "توحدي.. أنا مختلف مثلك"، "وتوحدي أضيء بلون السماء"، وذلك وسط حضور مكثف لفعاليات من المجتمع المدني ومسؤولين محليين، وتخللت النشاطَ وصلاتٌ غنائية وورشات فنية الرسم الحر والتلوين وجداريات من إبداع التلاميذ، بهدف إذكاء الوعي والإحساس بتلك الفئة المجتمعية، والتحسيس بطيف التوحد وأهمية التشخيص والتدخل المبكرين. ويهدف النشاط، حسب خديجة البوحسيني، الرئيسية المنتدبة لجمعية الحنان للتنمية لإدماج الأطفال في وضعية إعاقة بوزان، إلى "لفت نظر وانتباه عموم المواطنين إلى فئة خاصة في المجتمع من "التوحديين"، والترويج لمعاناتهم ووضعياتهم النفسية، إلى جانب استعراض مهارات وقدرات الأطفال الصغار من ذوي التوحد خارج المراكز المعدة لهذا الغرض، وكذا التحسيس بطيف التوحد وخطورته، في ظل صعوبة التكفل بالأطفال المصابين بهذا الاضطراب الذي يتطلب موارد مالية مهمة على حد قولها". وأضافت البوحسيني، في تصريح لهسبريس، أنه "بالرغم من المشاكل والعراقيل المتعلقة أساسا بشح الموارد المالية وغياب اختصاصيين من أطباء ومروضين ومعالجين نفسيين، إلا أن الجمعية ماضية في طريقها، مستحضرة في هذا السياق حرمان الجمعية من منحتين، وهو الشيء الذي يزيد من صعوبة التكفل بهذه الشريحة من المجتمع، وتوفير رواتب للأطر المشتغلة بالمركز من مربيات ومرافقات ومسيرين". وشددت المتحدثة ذاتها على أن "الوضعية الخانقة التي تعيشها الجمعية، في ظل شح الموارد المالية وغياب تكوينات ترقى بالخدمات المقدمة للأطفال أفضت إلى بروز رغبة في الانسحاب، لاسيما أن التكلفة المالية لشهر واحد تفوق 7،5 ملايين سنتيم"، داعية الجهات الوصية وكافة المتدخلين إلى "مزيد من الدعم في سبيل تحقيق الأهداف المسطرة لتسهيل ولوج أطفال طيف التوحد إلى الخدمات الطبية وشبه الطبية، وبالتالي إدماجهم وسط المؤسسات التعليمية والمجتمع". ومن جانبه، قال محمد فهد الباش، أحد مؤسسي الجمعية الناشطة في مجال الإعاقة، إنه "بالرغم من الأزمة المالية، أبت الجمعية إلا أن تخلد احتفالها السنوي، من أجل إدخال الفرحة والبسمة على وجوه هذه الشريحة من المجتمع التي تحتاج الدعم المالي أولا، والدعم الاجتماعي ثانيا".