اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بعدة مواضيع أبرزها، الإعلان عن فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية ثانية، وزيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة، وتطورات المشهدين الفلسطيني والسوري والدور الأمريكي في المنطقة والوضع في لبنان والتهديدات الإسرائيلية لحزب الله. ففي مصر، ركزت الصحف على إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، أمس، عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية ثانية مدتها أربع سنوات، بعد حصوله على 97,08 في المئة من أصوات الناخبين. ونقلت الصحف عن رئيس الهيئة، ابراهيم لاشين قوله، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، إن السيسي حصل على ما مجموعه 21 مليونا و835 ألفا و387 صوتا، فيما حصل المنافس الوحيد للسيسي رئيس حزب (الغد) موسى مصطفى موسى على نسبة 2,92 في المئة من الأصوات، بمجموع 656 الفا و554 صوتا، مضيفة أن نسبة المشاركة في هذا الاقتراع الرئاسي الذي جرى في الخارج أيام 16 و17 و18 مارس الماضي، وداخل البلاد أيام 26 و27 و28 من الشهر ذاته، بلغت 41,5 في المئة. وفي الشأن الفلسطيني، وتحت عنوان "ظلم الفلسطينيين لأنفسهم"، نشرت صحيفة (الأهرام) مقالا لأحد كتابها، قال فيه "لو اختلفنا على تحديد أي الشعوب أكثر تعرضا لاضطهاد الاحتلال في التاريخ ، فلن نختلف حول أن الفلسطينيين هم المثل الحي في الزمن الحاضر ، مع حسبان عجزهم عن ردع قوات الاحتلال عن تصعيد الانتهاك كل يوم ، واضمحلال الأمل في إمكانية التوصل إلى حل حتى في المستقبل البعيد"، مضيفا أن الإدانات القوية ضد إسرائيل "كثيرة وعلى مستويات دولية وإقليمية، ولكنها لا تتجاوز حدود التصريحات". واعتبر كاتب المقال أن "أكبر مفارقات السياسة هي أن القيادات الفلسطينية الفاعلة تركت كل الأوراق التي يمكن أن تفيدها وأعلنت وتمسكت بأن أمريكا هي الشريك والضامن لما يسمونه عملية سلام" في وقت صار فيه "جوهر العملية المزعومة القائم على حل الدولتين مستحيل التطبيق"، لافتا الى أن ذكرى يوم الأرض "أتت هذا العام كسابقاتها، تظاهرات فلسطينية عارمة لا تستغلها القيادات بأكثر من التذكير بالمأساة، بينما تزداد إسرائيل عنفا وتوحشا إزاء المتظاهرين المسالمين العزل وتكتفي أمريكا بتسمية ما يجري "عنفا متبادلا". وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن "الزيارة الحالية التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، "لا زالت تحقق الكثير من أهدافها وغاياتها الحيوية، دعما للشراكات القائمة بين البلدين، لا سيما في المجالين الاقتصادي والصناعي تحديدا، إذ يعد تفعيل تلك الشراكات ذا أهمية كبيرة بالنسبة للمملكة وهي تشرع في تطبيق رؤيتها المستقبلية 2030 وذلك بما يخدم خططها الإستراتيجية الطموحة، القائمة على توطين الصناعة ونقل التقنية وتنويع مصادر الدخل". وأضافت الافتتاحية أن الأمير محمد بن سلمان "استعرض مع مسؤولي شركات أمريكية كبرى مجالات الشراكة القائمة بين الرياضوواشنطن، وتطويرها، لا سيما فيما له علاقة بالخدمات الفضائية وتعميق التعاون في مجال التقنيات الحديثة، من خلال البحث والتصنيع وتدريب الطاقات السعودية وتحويل المملكة من دولة مستهلكة إلى منتجة للتقنية". وفي موضوع آخر، توقفت صحيفة (اليوم) عند تصريحات أدلى بها نائب الرئيس مايك بنس قبل أيام أكد فيها أن الولاياتالمتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع ست دول كبرى في 2015، "إذا لم يتم إصلاحه في القريب العاجل"، مؤكدة أن الخيار العسكري من قبل إدارة رونالد ترامب وارد جدا ضد أي قوة دولية أو إقليمية يمكن أن تهدد مصالح الولاياتالمتحدة وأمنها القومي، فضلا عن حلفائها. وأضافت الصحيفة أن هذا التوجه الأمريكي الجديد يشير إلى "نفاد الصبر الإستراتيجي الأميركي، وأن الخيارات أصبحت مفتوحة بما في ذلك الحل العسكري، وربما تكون هذه نهاية سياسة الاحتواء كحل سياسي ضد أي تهديد لأميركا وحلفائها، حتى ولو كان تهديدا نوويا أو باليستيا". وعلى المستوى الإقليمي، قالت الصحيفة إن "نفاد الصبر الإستراتيجي الأميركي وعدم الرغبة في سياسة الاحتواء مع تهديدات إيران لجيرانها، واكتمال صفوف المحافظين الجدد في عهد الرئيس ترمب التي تقاوم فكرة ظهور قوة إقليمية لإيران، إضافة إلى تفعيل القرار الذي أقره مجلس النواب في مايو 2012 والذي يسمح بالاستعداد للحرب ضد إيران، تمثل اليوم أسباب خوف وتوجس طهران". وفي قطر، نوهت افتتاحيات (الوطن) و(الراية) و(الشرق) بما تخص به الدوحة وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من دعم، "جعلها، بشهادة الأممالمتحدة واحدة من كبار الجهات المانحة"، خاصة بعد تبرعها بمبلغ 50 مليون دولار خلال المؤتمر الوزاري الاستثنائي الأخير في روما، مؤكدة أن هذا الدعم "كان الأكبر ضمن التعهدات التي قدمتها الدول المانحة المشاركة، إذ بلغ 50 في المائة من مجمل التعهدات المقدمة للوكالة"، في وقت بلغ فيه عجز هذه الأخيرة التمويلي مستويات حرجة بسبب تقليص الولاياتالمتحدة لمساهمتها المالية. وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا بمثابة مرثية للوضع السوري تحت عنوان "أن تعيش كسوري"، لفتت فيه الكاتبة والشاعرة السورية رشا عمران الى انه في سياق مأساة سورية ماتزال ممتدة منذ سبع سنوات فقد غدا "أن تعيش كسوري" معناه أنك "معرض كل لحظة لأن تكون في عين المأساة"، مؤكدة أنه لم يبق بيت في سوريا إلا وأصابته النكبة، "مهما كانت الولاءات والانتماءات" وأن "الخراب كان عاما وشاملا"، وانه "وحدهم تجار الحرب والموت، كحالهم في كل مأساة تاريخية مشابهة، خرجوا رابحين". وأضافت انه يلزم السوريين أجيالا و"ذاكرة خالية من الحرب والموت والحقد والكراهية ورغبة الانتقام العادلة" كي يتمكنوا مجددا من إيجاد رابط وطني يجمع بينهم، مستدركة بالقول إنه أمر يبقى أيضا مشروطا بعدم حصول "الاتفاق على التقسيم الفعلي والرسمي لسوريا"، خاصة أن ما يحصل من "عمليات تهجير على مرأى ومسمع العالم"، يشي، برايها، "بخطوات حثيثة للتغيير الديموغرافي في سوريا"، وهو ما تؤكد أنه سيؤول الى "مأساة أخرى" تنضاف للمآسي الحاصلة، بما "ينذر بمستقبل غامض لا يشبه لا سوريا ولا تاريخها ". وفي الأردن، نشرت صحيفة (الغد)، مقالا لأحد كتابها، اكد فيه أن مسيرة العودة من غزة، الجمعة الماضية، شكلت خطوة نوعية متقدمة في العمل الفلسطيني، مشيرا إلى أن من خرجوا جماعات صغيرة متتابعة في عام 1948، بعد طول تردد، بفعل القوة الصهيونية، يعودون بحسب مسيرات العودة الحالية والسابقة واللاحقة، من دون تردد وجماعيا، للحدود التي أبعد آباؤهم وأجدادهم منها، فضلا عن أن المسيرة بديل نوعي لتعثر الكفاح المسلح. وأشار الكاتب إلى أن هذه الصورة والخطوة النوعية، أرعبت الإسرائيليين، وجعلتهم لا يترددون بتدفيع العائدين ثمنا باهظا، مبرزا أن فكرة العودة الجماعية، وفكرة النضال السلمي الشعبي الواسع، "سيناريوهان يريد الاحتلال تفاديهما بأي ثمن". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الدستور) أن "المجزرة الصهيونية البشعة، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في يوم الأرض، عرت الجميع ووضعتهم وجها لوجه أمام الحقيقة المرة، وذلك في ظل الانحياز الأمريكي المطلق للعدوان". وأضافت أن "الموقف الأمريكي المعادي للشعب الفلسطيني ولح ق ه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، هو وراء تأجيج العداء الصهيوني الفاشي، وإطلاق إرهاب الدولة، وارتكاب مجزرة يوم الأرض، ووراء استمرار الحصار على غزة، واستباحة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ووراء استمرار الاستيطان". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "تسويات دولية في الطريق"، أن "لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتشددة تجاه إيران يمكن اعتبار إعلان الانسحاب من سوريا أول هبات تراخيها"، وإن حدث وقام بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، و"هو أمر بات من المستبعد حدوثه، فلا يجب النظر إليه على أنه خطوة تأزيم بل خطوة إضافية في اتجاه قولبة مزيد من التسويات". ويرى كاتب المقال أن "الهروب الأمريكي للأمام أحد أسبابه بلاشك العناد الروسي الذي لم يجعل الرياح تجري بما تشتهي السفن لكن في ذات الوقت هو استراتيجية واشنطن للظفر بتسويات تجلب منافع اقتصادية وهي قمة أولويات إدارة ترامب". وفي البحرين، تناول مقال نشرته صحيفة ( البلاد) مؤشرات التغيير في المهمة الأمريكية داخل سوريا، حيث لاحظ كاتبه أن هذا التغيير انتقل من مجرد "قتال تنظيم (داعش) إلى العمل على تغيير نتيجة الحرب الأهلية المستعرة هناك"، موضحا أنه "لم يعد مفاجئا" أن تقدم القوات الجوية الأمريكية على قصف قوات حكومية سورية قرب حقل غاز طبيعي في محافظة دير الزور، وهي المنطقة ذاتها التي قصفت فيها قوات أمريكية في 22 فبراير الماضي قوات حكومية سورية وأخرى روسية، إذ ترمي هذه الضربات الجوية، برايه، الى "السيطرة على عائدات إنتاج الغاز الطبيعي، وليس قتال تنظيم (داعش)". وتوقع كاتب المقال أن يضغط كل من بولتون وبومبيو باتجاه إجراءات أكثر صرامة حيال إيران وروسيا في الشرق الأوسط، وأن يسعيا الى "فرض مزيد من العقوبات ضد إيرانوسوريا وروسيا"، ومطالبة واشنطن بالتخلي عن الاتفاق النووي مع طهران، و الحيلولة دون توجيه أموال أمريكية لإعادة إعمار سوريا ما ظلت تحت حكم بشار الأسد، والحض على "إجراء تحقيقات، بل وربما تشكيل محكمة خاصة داخل أوروبا بهدف النظر في جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات سورية وإيرانية وروسية". وعلى صعيد آخر، نقلت صحيفة (أخبار الخليج) عن مسؤولين بنغاليين تاكيدهم أن سلطات ميانمار " أغرت عشرات من العائلات البوذية القبلية من بنغلادش ليعبروا الحدود ويستقروا في أراضي فر منها المسلمون الروهينغا بسبب اعمال العنف"، وانه بالنتيجة انتقلت حوالي خمسين عائلة من هؤلاء الى راخين بميانمار، منجذبة بعروض الحصول على الجنسية والأراضي والغذاء مجانا، في ما يعتبر، بحسب المراقبين، تغييرا مقصودا في ديمغرافية المنطقة. في لبنان كتبت صحيفة (الجمهورية) أن "عواصف عسكرية تلفح المنطقة، وسط خوف من ارتداداتها على مسرح الشرق الأوسط وتاليا لبنان"، مشيرة الى ما جاء من تهديد بحرب مدمرة على (حزب الله) ضمن توقعات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، قال فيها لموقع (المصدر) الإسرائيلي إن "الفرص قائمة هذه السنة لاندلاع حرب أكبر مما شهدته السنوات الثلاث السابقة من ولايتي، ومن المحتمل أنني سأقود الجيش في حرب ستندلع خلال سنتي الأخيرة في الخدمة". ونقلت الصحيفة عن أيزنكوت قوله إن هذه الحرب في حال اندلاعها، لن تكون مثل سابقاتها "وأن كل ما يقع تحت استخدام (حزب الله) في لبنان سيدمر، من بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب"، مضيفا "أن إسرائيل سبق وحددت آلاف الأهداف في لبنان لضربها في حال نشوب حربها المرتقبة مع (حزب الله)، وأكد أن "صورة الدمار التي ستخلفها الحرب لن ينساها أحد في المنطقة، وأن "الحصانة لن تمنح للمدنيين". وفي موضوع آخر كتبت (اللواء) أن الأنظار باتت مشدودة إلى مؤتمر "سيدر" (لدعم الاستقرار الاقتصادي للبنان) الذي سيعقد يومي الجمعة والسبت المقبلين في العاصمة الفرنسية، ويفتتحه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون مع الرئيس سعد الحريري الذي سيتوجه، بحسب الترجيحات، يوم الخميس المقبل إلى باريس ليكون على مقربة من التحضيرات الجارية للمؤتمر. وأضافت اليومية أن الحريري سيجري اتصالات مع رؤساء وفود الدول المشاركة في المؤتمر، والذين يتوقع أن يناهز عددهم ال40 دولة، من أجل ضمان حصول لبنان على المساعدات المطلوبة لتمويل برنامجه الاستثماري في البنى التحتية، والتي يبلغ سقفها قرابة ال16 مليار دولار على شكل هبات أو قروض ميسرة، مع أن توقعات الخبراء الاقتصاديين ترجح أن لا تتجاوز هذه المساعدات الستة مليارات، علما أن الحريري كان قد أعلن أن البرنامج الاستثماري قد يوفر فرص عمل تتجاوز ال900 ألف فرصة عمل، وهو رقم قد يتفاوت صعودا أو انخفاضا بحسب حجم المساعدات أو الأموال التي سيقرها المؤتمر الباريسي . وفي الشأن السوري، أوردت (الأخبار) أن الأيام القليلة الماضية شهدت تطورات لافتة في المشهد السوري، مع انتهاء عمليات إجلاء المدنيين والمسلحين من الجيب الجنوبي لغوطة دمشق إلى إدلب ومحيطها، وما أثارته تصريحات الرئيس الأمريكي، الأخيرة، عن "انسحاب قريب" لقوات بلاده من سوريا. وأضافت الصحيفة أن إتمام الاتفاق الخاص بمدينة عربين ومحيطها، "شكل نقطة فارقة ضمن مسار الخطط الحكومية لإفراغ محيط العاصمة دمشق من الوجود المسلح"، متوقعة أن يتبع لاحقا بمعارك واتفاقات مشابهة في أحياء القدم واليرموك والحجر الأسود، وفي بيت سحم وببيلا وجوارهما، بعد الانتهاء من ملف التسوية في مدينة دوما. ولفتت الى أن مفاوضات طويلة بين الجانب الروسي و(جيش الإسلام) انطلقت في أواسط شهر فبراير الماضي. وحرص الطرفان على إبقاء تفاصيلها خارج نطاق التداول الإعلامي، لتظهر النتائج تباعا عبر إجلاء حالات طبية من معبر مخيم الوافدين والسماح بإدخال مساعدات إلى دوما (على خلاف مناطق الغوطة)، وصولا إلى خروج عشرات الآلاف من المدنيين من مناطق سيطرة (جيش الإسلام).