اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بمجموعة من المواضع، أبرزها القمة "التاريخية" بين زعيمي الكوريتين، والانتخابات النيابية العراقية المقبلة، والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، والاتفاق النووي الإيراني. ففي مصر، سلطت الصحف، الضوء على القمة التي عقدت، أمس الجمعة، بين زعيمي الكوريتين الشمالية والجنوبية، حيث اعتبرت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها، أن اللقاء بين رئيسي كوريا الشماليةوكوريا الجنوبية يشكل حدثا تاريخيا يطوي صفحة طويلة من الصراع بين الدولتين، ونموذجا "يمكن أن نحتذي به نحن العرب في حل صراعاتنا عبر الحوار، وعدم التجاوب مع الدعوات لشن المزيد من الحروب، التي تستنزف ثرواتنا ودماءنا في حروب عبثية لا نجني منها سوى الخراب". وأضافت الصحيفة أن سباق التسلح وشن الحروب، أكثر تكلفة بكثير من مد الأيدي بالسلام، وتسوية الخلافات عبر الحوار، وادخار الأموال التي تنفقها الكوريتان على التسلح والتجارب النووية، "وهذا ما حدث عندما التقى كل من كيم جونج أون رئيس كوريا الشمالية ومون جاي إن، رئيس كوريا الجنوبية، في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود بين البلدين، واتفقا على تحسين العلاقات بين البلدين، والتوقف عن برامج التسلح". أما (الجمهورية) فكتبت في مقال بقلم أحد كتابها، أن زعيما الكوريتين الشمالية والجنوبية أعلنا، عقب لقاء تاريخي بينهما، انتهاء الحرب الكورية خلال العام الحالي، وتحويل المنطقة منزوعة السلاح بينهما إلى منطقة سلام ووقف كافة الأعمال العدائية بين شطري كوريا. وأضاف كاتب المقال، أن هذا التطور التاريخي جاء بعد إعلان كوريا الشمالية وقف كافة تجاربها النووية، "وهو ماعتبره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنازلا يستحق عليه زعيم كوريا الشمالية لقاء مع رئيس أكبر دولة عظمى في العالم يقود لتحقيق ما تطلبه الولايات المتحدة من نزع السلاح النووي الشمالي نهائيا مقابل وعود ومكافآت أمريكية". وفي الشأن المحلي، نشرت صحيفة (أخبار اليوم)، مقالا بخصوص تخليد مصر للذكرى ال 36 لتحرير سيناء، قال فيه كاتبه، إن مصر تحتفل هذه الأيام باسترداد سيناء وتحريرها بالحرب والسلام بعد أن ظلت محتلة لمدة ست سنوات منذ نكسة يونيو عام 1967 حين اجتاحها الجيش الإسرائيلي. وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن الانتخابات النيابية العراقية المقبلة، "أيا كانت نتيجتها لن تساعد العراق على تجاوز أزماته، إلا بوصول حكومة تعلي مصلحة العراق فوق أي اعتبار آخر"، وهذا رهن بوضع حد لتفشي سرطان التدخل الإيراني المدمر، فالمواطن العراقي البسيط لم تعد تنطلي عليه الشعارات البراقة وأسماء التكتلات الطنانة، وبعد سنين طويلة اختبر فيها مواقف وفاعلية كافة الذين يقدمون أنفسهم اليوم أنهم يحملون وصفة الخلاص للعراق من مشاكله ومضاعفاتها". وأضافت الصحيفة أن آلاف المرشحين ومئات التحزبات وحملات انتخابية لا تتوقف، تقدم وعودا وبرامج "جميعها تبدو أكبر من الواقع العراقي، وتقدم نفسها كما لو أنها تمتلك وصفة سحرية لجميع ما عانى منه العراق طوال عقود". وخلصت إلى أنه على "الناخب العراقي وهو المواطن البسيط الذي يتم تحميله بالوعود أن يضع في اعتباره كل ما عاناه هو قبل غيره ويحلل الأحداث الجسيمة وما حصل في العراق، وأن يكون اختياره في هذا الاتجاه وتصويته لكل من يعمل لانتشال العراق ويعمل ما يمكنه من وقف المتاهة التي لا يزال يسير بها البلد في الكثير من جوانبه وقضاياه.. المهم الابتعاد عن كل من يعرف أنه تابع لإيران ويعمل لأجلها.. الهدف العراق ومستقبل أجياله وأبنائه". وفي موضوع آخر، وصفت صحيفة (الخليج) في افتاحيتها القمة التي عقدت أمس بين زعيمي كوريا الجنوبية مون جيه إن وكوريا الشمالية كيم جونغ أون في المنطقة الحدودية بين البلدين ب"التاريخية"، في أعقاب حالة من التوتر بلغت حافة الحرب وكادت تطلق شرارة حرب نووية مدمرة في شبه الجزيرة الكورية والعالم. وبعد أن توقفت عن ردود الفعل من العواصم العالمية المعنية بالأزمة الكورية التي كانت "إيجابية جدا "، اعتبرت الصحيفة أن المؤشرات تدعو إلى "التفاؤل وتسمح بالقول إنه عندما تتوفر إرادة السلام، فإن جنون الحرب يتوارى.. بانتظار ترجمة ذلك باتفاقات ملزمة تحتاج إلى مزيد من الجهد والتنازلات من كل الأطراف، لأن اجتماعا واحدا لا يكفي، وإن أزمة مديدة ومعقدة لا تحل من خلال قمة عقدت لساعات مهما كانت إيجابية وتاريخية". وفي قطر، وصفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، استخدام الاحتلال الإسرائيلي للقوة المميتة بحق الفلسطينيين العزل، التي أدت خلال مسيرات أيام الجمعة الخمس الماضية الى استشهاد نحو 42 فلسطينيا وإصابة أكثر من 5500 آخرين، ب"الجريمة ضد الإنسانية"، التي لن يكون بمقدورها، مهما ازدادت عربدة وطغيان الواقفين وراءها، أن "تثني الفلسطينيين عن الخروج بمسيرات العودة التي جاءت لتؤكد أن حق العودة غير قابل للتصرف أو النسيان أو السقوط بالتقادم"، وان الشعب الفلسطيني "مستعد للتضحية بالغالي والنفيس من أجل نيل حقوقه ومقاومة الاحتلال ورفضه واقعا مكرسا". ومن جهتها، نوهت (الشرق)، في افتتاحيتها، بقمة زعيمي الكوريتين، واعتبرتها "قمة تاريخية ومنعطفا غير مسبوق على صعيد جهود نزع فتيل التوتر في هذه المنطقة الحيوية"، لافتة الى ما لقيته من ترحيب كبير عبر العالم، و ما رافقها من توقعات متفائلة بأن "يترتب عنها العمل على نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية". وحول "الاتفاق النووي.. فرص البقاء والانهيار"، توقعت صحيفة (الشرق) أن يواجه الاتفاق النووي الإيراني في 12 ماي المقبل، وبعد ثلاث سنوات من سريانه (2 أبريل 2015)، و12 سنة من المفاوضات، "خطر الانهيار"، خاصة أن طرفيه الأساسيين المسؤولين مباشرة عن صموده أو انهياره هما واشنطنوطهران مهما كان من موقف الدول الأخرى (روسياوفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين) الموقعة عليه. وأوضح كاتب المقال أن رغبة واشنطن فرض مزيد من التضييق والعقوبات على إيران باللجوء الى تعديل الاتفاق أو إلغائه، تتماهي مع موقف إسرائيل وتستجيب لمخاوفها من إمكانية ان يتيح الاتفاق لطهران بعد فترة القيد المؤقت على برنامجها النووي (اي بعد 2025) فرص تطوير قدراتها النووية التي لم تتعرض للتفكيك، مستحضرا، في المقابل، تأكيد طهران أنها في حال خرجت واشنطن من الاتفاق فإنها ستكون في حل منه، وأيضا موقف روسيا الرافض لنقض الاتفاق أو تعديل أي من بنوده، وتبرؤها المسبق من أي اتفاقيات منفصلة قد تتوصل إليها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وفي الأردن، نشرت صحيفة (الغد) مقالا بقلم أحد كتابها بعنوان "مقاومة الاحتلال الغربية"، أشار فيه إلى أنه في كل الحالات الغربية التي ترفض الممارسات العدوانية وغير الإنسانية (...) للاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، نجد سلطات الاحتلال تشن هجوما مضادا وشرسا ضد من يتخذ هذه المواقف، وتبدأ عمليات التشكيك بمواقفه، والتشكيك بحياته وبكل شيء بهدف تشويه الشخص وإدانته مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية. وأضاف كاتب المقال أن سلطات الاحتلال لا تتوانى عن مهاجمة كل شخصية تتبنى مواقف مؤيدة للشعب الفسطيني، وتحاول بكل الطرق تشويه صورته، والتأثير على المؤسسات والمنظمات الداعمة له، أو التي يعمل فيها ها لمحاربته، مؤكدا أنه على الفلسطينيين والعرب وأنصارهم في كل أنحاء العالم، عدم ترك من يقف معهم مؤيدا لقضيتهم، ورافعا الصوت ضد الاحتلال وجرائمه. وفي موضوع آخر، كتبت (الدستور) في مقال أن عودة الحديث الأمريكي عن قرب استئناف العمليات ضد "داعش" جوا وبرا، تزامنا مع قرار غرفة العمليات الرباعية (العراق، إيران، سورياوروسيا)، يثير إشكالية "السباق" الأمريكي - الإيراني على الإمساك بالحدود بين سورياوالعراق، وهي مسألة، يقول الكاتب، لا تبدو إسرائيل بعيدة عنها في كل الأحوال، بل أن هناك من يعتقد بأن تل أبيب، لعبت وتلعب، دورا رئيسا في حث واشنطن على الإسراع في تقطيع أوصال هذه الحدود، وتهديد الممرات البرية الإيرانية نحو الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط. وأضاف كاتب المقال أن هذا السباق يزداد خطورة مع احتدام التوتر بين إيران وكل من إسرائيل والولايات المتحدة، الأولى على خلفية الخشية الإسرائيلية من ردة فعل إيرانية انتقامية على الغارة الإسرائيلية على مطار "التيفور" التي أودت بحياة عدد من الخبراء والعسكريين الإيرانيين، والثانية على خلفية التلويح الأمريكي المستمر بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ومحاولة احتواء دور إيران الإقليمي. وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي، أنه من الطبيعي جدا ألا يقر جهاز " الموساد الإسرائيلي" بمسؤوليته عن اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش في العاصمة الماليزية كولالمبور بماليزيا، لأن لمثل هذا الاعتراف تبعات سياسية وقانونية كبيرة يمكن أن تلاحق قوات الاحتلال في المحافل الدولية. وأوضحت أن إسرائيل تعرف جيدا أن سلاح العلم والعلماء خطير جدا عليها ويهدد أمنها وتفوقها العلمي الواضح، وأن تكاثر الكوادر العلمية المتميزة في الوسط الفلسطيني والعربي بشكل عام، لا يصب في صالحها على المدى البعيد، لهذا فهي تعمل بشتى الوسائل، ومنها بطبيعة الحال وسائل الاغتيالات السرية، من أجل وقف هذه العملية أو الحد من تصاعدها، "لكن على المدى البعيد لن تستطيع وقف تخرج وتكاثر هذه الكوادر العلمية". من جهتها، اهتمت صحيفة (الوطن) باتفاق السلام التاريخي بين الكوريتين ونزع السلاح النووي في أعقاب قمة تاريخية انعقدت أمس الجمعة بين زعيمي الكوريتين عند خط الحدود بين البلدين، موضحة أن هذه الاتفاقية تأتي بعد ذوبان الجليد في شبه الجزيرة بعد سلسلة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية وتفجير قنبلة هيدروجينية العام الماضي. ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن لقاء الزعيمين سيسهم في تخفيف المخاطر الاقتصادية في المنطقة، متسائلة عن إمكانية استدامة هذا الاتفاق أكثر من الاتفاقات السابقة التي انهارت وسط الخلافات حول عمليات التفتيش واختبارات الأسلحة والمساعدات الاقتصادية. وفي لبنان، اهتمت صحيفة (النهار) بالانتخابات النيابية المقررة خلال ماي المقبل، وأشارت إلى أن اقتراع اللبنانيين للمرة الأولى في بلاد الاغتراب، أمس الجمعة، يشكل بداية لحدث تاريخي، حيث توجه الناخبون إلى المراكز المحددة للإدلاء بأصواتهم في 6 دول عربية كمرحلة أولى، فيما تنطلق بعدها المرحلة الثانية يوم غد الأحد في أكثر من 40 دولة في أمريكا وأوروبا وإفريقيا، مبرزة أن عدد الناخبين المسجلين في الدول العربية الست، بلغ 12 ألف و615 ناخبا وناخبة، بينهم 5166 في الإمارات، و3186 في السعودية، و1878 في الكويت، و1832 في قطر، و296 في سلطنة عمان، و257 في مصر. وفي موضوع آخر، توقفت (الجمهورية) عند تفاعل المواقف الداخلية مع البيان الصادر عن مؤتمر "دعم مستقبل سورية والمنطقة" المنعقد في بروكسل يومي 24 و25 أبريل الجاري والذي تضمن عبارات أثارت ردود فعل في لبنان. وأشارت الجمهورية إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان، اضطرتا إلى إصدار بيان رسمي مشترك مرافق لهذا البيان المعنون ب "إعلان الرؤساء" المشاركين في المؤتمر، والذي أكدتا فيه على أنه لم يحصل أي تغيير في موقف الأسرة الدولية، وهو الموقف، تضيف الصحيفة، الذي تم التأكيد عليه في "ورقة الشراكة مع لبنان" التي أعدتها بصورة مشتركة لمؤتمر بروكسل حكومة لبنان والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إضافة إلى الشركاء الدوليين. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن البيان الذي صدر عن الهيئتين الأوروبية والأممية جاء بناء على طلب ملح من رئيس الجمهورية، الذي شدد على أهمية توضيح ما ورد في البيان من عبارات أثارت مخاوف لبنانية جدية على المستويات الرسمية والحكومية والنيابية.