اهتمت الصحف ،الصادرة اليوم الأربعاء في منطقة شرق أوربا ،بقضايا مختلفة ومتنوعة ،من بينها سعي وارسو التجاوب مع مطالب المفوضية الأوروبية بخصوص ملف سيادة القانون ،وقمة فارنا بين تركيا والاتحاد الأوربي ،والعمليات العسكرية التركية على الحدود مع سورية والعراق ،علاوة على مواضيع أ خرى. ففي بولونيا ،كتبت صحيفة (فيبورشا) أن الموقف الذي عبر عنه رئيس الدبلوماسية البولونية ياسيك شابوفيتش ،الذي يشير الى إمكانية أن تتجاوب وارسو مع دعوات المفوضية الأوروبية لإعادة النظر في بعض مقتضيات مشروع إصلاح القضاء ،قد يعطي الأمل أن الطرفين سيصلان قريبا الى اتفاق يرضي الجانبين. وأضافت أن الموقف المعبر عنه من قبل وزير الخارجية البولوني "خطاب متفائل وقد يعني قرب وصول الجانبين الى توافق حول قضية سيادة القانون ،التي أثارت خلافا قويا بين وارسو وبركسيل ،دفع هذه الأخيرة الى التلويح بإمكانية استصدار عقوبات سياسية واقتصادية ضد بولونيا ". ومن جهتها ،رأت صحيفة (أونيط) أن الموقف المعبر عنه من طرف قائد سفينة الدبلوماسية البولونية "يعني أن مرحلة الخلاف بين وارسووبروكسيل قريبة الزوال ،ويلوح في الأفق إمكانية تجاوز المشاكل التي طفت على سطح العلاقات بين الجانبين ،وجعلت بولونيا لشهور عديدة تحت وابل انتقادات قاسية شككت في مشروع اصلاح القضاء الذي تبنته الأغلبية الحاكمة". وأكدت أن "تليين الخلاف بين وارسووبروكسيل يصب في مصلحة الجانبين ،لأن الاتحاد الأوروبي يمر بمراحل صعبة ذات البعد الاقتصادي والأمني ،وتباين وجهات نظر مكوناته في قضايا عديدة ،قد تزداد حدة في المستقبل المنظور مع انسحاب بريطانيا المرتقب من المنتظم الأوروبي". واعتبرت صحيفة (غازيتا بولسكا) أن "الخطوة التي ستتخذها الحكومة البولونية لوضع حد لخلافاتها مع المفوضية الأوروبية على الخصوص حول سيادة القانون محمودة وبراغماتية وحكيمة ،خاصة وأن وارسو تطمح الى تعزيز موقعها الاقتصادي والسياسي والاعتباري في فضاء الاتحاد الأوروبي". وأضافت أن "القرار الذي قد تتخذه الحكومة البولونية بإعادة النظر في بعض مقتضيات القانون المنظم لمجال القضاء ،لا يمكن أن يعتبر هزيمة سياسية أو تراجع عن مواقف سيادية ،وإنما هو قرار شجاع يستحضر مصالح بولونيا كما مصالح الاتحاد الأوروبي ". وفي اليونان كتبت (تو فيما) أن أثينا توجد في وضع صعب محاطة بعدد من الملفات الشائكة من أزمتها الاقتصادية والمثلث الجيوسياسي من عدم الاستقرار ،الذي يبدأ في شرق المتوسط ويصل إلى ليبيا والبلقان ،علاوة على كونها مجبرة أن تتعامل مع حرب باردة متصاعدة مع وصول التوترات بين روسيا والدول الغربية إلى ذروتها. وأضافت الصحيفة أنه من الواضح أن أكبر تهديد لليونان هو من جارتها تركيا ،بسبب الاستفزازات المتواصلة لأردوغان ،مشيرة الى أنه رغم التضامن الأوروبي مع اليونان وقبرص ،الذي عبر عنه في قمة بروكسيل الأخيرة يجب ألا نتجاهل حقيقة مفادها أن الاتحاد الأوروبي لن يخاطر لدرجة قطع العلاقات مع تركيا. وقالت الصحيفة ”لا يمكن أن يتحمل المجتمع والاقتصاد والبلاد عموما أي مشاكل أخرى. لقد دفعنا ثمنا باهضا سواء في الآونة الأخيرة أو في الماضي البعيد". صحيفة (تا نيا) كتبت أن قمة فارنا في بلغاريا بين تركيا والاتحاد الأوربي كانت بمثابة "حوار للصم ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية ،سواء لإطلاق الجنديين اليونانيين المحتجزين في تركيا ،أو حمل أنقرة على وقف استفزازاتها في شرق المتوسط والسماح بمواصلة الاستكشافات النفطية في سواحل قبرص". وأضافت الصحيفة أن زعماء الاتحاد الأوروبي لم يتلقوا أي ردود محددة من أردوغان على قائمة طويلة من المخاوف ،تشمل التدخل التركي في سوريا وسجن الصحافيين والاستفزازات في شرق المتوسط. ونقلت عن رئيس المجلس الأوربي دونالد تاسك قوله مازلت أتطلع أن يكون ذلك ممكنا في المستقبل ،بما يتيح تحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ،بما في ذلك عملية الانضمام للاتحاد الأوروبي. وفي تركيا كتبت صحيفة ”أكسام“ أن السؤال المطروح بحدة في عدد من العواصم هو ماهو الهدف التالي لأنقرة بعد أن أبانت عملية ”درع الزيتون" عن قدراتها وقدمت مؤشرات قوية بأن عملياتها العسكرية ستتواصل في سورياوالعراق ". وقالت الصحيفة أن العمليات ستتواصل في منبج شرق نهر الفرات وفي شمال العراق وأي مكان تتواجد فيه ميليشيات حزب العمال الكردستاني ،سيصبح هدفا للجيش التركي. وأضافت أن ما يثير فضول الجميع هو توقيت وحجم العمليات المتوقعة ،التي ستحدد تركيا توقيتها ومجرياتها وتتخذ بناء على ذلك الخطوات الضرورية ،مشيرة الى أن المفاوضات مع الأطراف الدولية ،خصوصا روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية ،سيكون لها دور في تحديد توقيت العمليات الجديدة ومجرياتها. صحيفة (ديلي صباح) ذكرت من جانبها أن العراق لن يسمح بشن هجمات انطلاقا من أراضيه على تركيا ،وقد تلقت القوات المسلحة العراقية "تعليمات لمنع الإرهابيين من شن مثل هذه الهجمات“. وقالت الصحيفة إن تركيا "تنتظر من العراق ،التي أبلت بلاء حسنا في الحرب ضد داعش، أن تتخذ التدابير اللازمة ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني في إطار علاقات الجوار". وأضافت أن الجيش العراقي انتشر في أجزاء من منطقة سنجار ،المتاخمة لتركيا ،حيث انسحب متمردو حزب العمال الكردستاني مؤخرا وذلك في إطار التفاهمات بين كل من العراق وتركيا على التدابير التي يتعين اتخاذها لتخليص المنطقة الحدودية بأكملها من هذه عناصر حزب العمال الكردستاني. وفي روسيا لازلت الصحف تولي اهتماما خاصا للحادث المأساوي ،الذي وقع الاحد الماضي ،على إثر حريق شب في المركز التجاري الترفيهي في مدينة كيميروفو بسيبيريا ، والذي خلف مصرع ما لا يقل عن 64 شخصا من بينهم 41 طفلا وإصابة 45 آخرين . وفي هذا السياق ،قالت صحيفة " روسيسكايا غازيتا " أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن من خلال مرسوم وقعه عن الحداد في روسيا اليوم الاربعاء، وذلك على خلفية المأساة ،التي وقعت في كيميروفو الروسية. وذكرت الصحيفة ان الحداد العام سيشمل كل المناطق والمدن الروسية، حيث ستقوم الإدارات العمومية بتنكيس الأعلام، كما تقوم وسائل الإعلام بتعديل برامجها التلفزية. وعلى صعيد آخر ،توقفت صحيفة " كوميرسانت " عند الازمة القائمة بين روسيا والدول الغربية وطرد الدبلوماسيين الروس من الولاياتالمتحدةالامريكية ودول الاتحاد الأوروبي على خلفية قضية تسميم العميل الروسي المزدوج في بريطانيا ، مشيرة في هذا الصدد الى أن الدول الغربية اتخذت خطوة غير مسبوقة في العلاقات مع روسيا. وقالت الصحيفة أن هذه البادرة التضامنية مع لندن حول قضية سكريبال ، لن تترك موسكو مكتوفة الأيدي دون رد على الحركة المعادية لهذه المجموعة من البلدان ،وأنها مستعدة للإعلان عن تدابير متساوية. وفي نفس السياق نقلت صحيفة " كومسمولسكايا برافدا " عن رئيس الدبلوماسية الروسية سرغي لافروف قوله، أن موسكو سترد ، على قرار عدد من الدول الغربية حول طرد الدبلوماسيين الروس ،مشيرا الى أن هذا القرار هو نتيجة ابتزاز وضغوط كبيرة من قبل الولاياتالمتحدة الامريكيىة. وقالت الصحيفة ، ان الكرملين ما فتئ يؤكد ان روسيا ليست لها اي علاقة بقضية سكريبال ، مشيرة الى أن الغرب دخل مرحلة جديدة في العلاقات مع روسيا .